أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

(حلب تحت البراميل) تمنح مصورها جائزة "أيام اليابان" العالمية للتصوير الضوئي

المصور والناشط السوري "كرم المصري" - ناشطون

حصد المصور والناشط السوري "كرم المصري" جائزة لجنة الحكام في مسابقة "أيام اليابان العالمية للتصوير الضوئي" عن مجموعة من الصور التقطها تحت عنوان "حلب تحت الغارات الجوية 2015"، وتُمنح الجائزة بشكل سنوي لمصورين يعملون في ظروف صعبة كالحروب والكوارث والنزاعات. 

حول فكرة وظروف مشاركته بهذه المسابقة قال الناشط "كرم المصري" لـ"زمان الوصل": "شاركت في هذه المسابقة بـ 15 صورة التقطها العام الماضي، وتوثق بمجملها لمعاناة المدنيين من جرّاء الغارات الجوية والبراميل المتفجّرة التي يلقيها طيران النظام على مدينة حلب بشكل يومي".

وأضاف المصري: "بعد فترة من إرسالي للصور تم إبلاغي بترشيحي للفوز بالجائزة الخاصة للجنة التحكيم" وبعد أيام قليلة أبلغوني بفوزي بجائزة مسابقتهم ونشروا الصور الفائزة على موقعهم الخاص.

ويصف المصور الشاب ظروف تصويره للقطات التي شارك فيها والمخاطر التي تعرض لها قائلاً: "واجهتني الكثير من المخاطر لدى تصوير هذه اللقطات وبعض هذه المخاطر كاد أن يودي بحياتي". ويوضح محدثنا أن "طيران النظام غالباً ماكان يعاود استهداف المكان الذي استهدفه من قبل بغارة أو ببرميل متفجر آخر" ويتابع "في مرات كثيرة كنت أشعر بالموت المحقق ولكن يد الله كانت تنجيني". 


غير أن المشاهد التي لا يمكن نسيانها، حسب ما يروي المصور الشاب، هي رائحة الأشلاء البشرية يقول:"عندما كنت أعود إلى المنزل وأرى الصور التي التقطتها كنت أستغرب من نفسي كيف تجرّأت على التقاطها وكيف تحملت قساوتها". 

ولفت المصري أن أنه كان يتعمد إخفاء العديد من الصور وعدم نشرها على المواقع وصفحات "فيسبوك" نظراً لقساوتها واحتوائها على مناظر أشلاء وجثث مشوّهة. 

ويسترجع المصور الشاب هواجسه لدى التقاط صوره: "أكثر سؤال كنت أسأله لنفسي عندما أكون في مكان تم قصفه، وبالذات عندما يبدأ طواقم الإنقاذ بإخراج المدنيين من تحت الأنقاض وهم أموات: هل تألم هؤلاء الناس عندما انقصف منزلهم وتألموا وهم يموتون خنقاً تحت الأنقاض وهل مر وقت طويل قبل أن يفارقوا الحياة أم أنهم غابوا عن الوعي ولم يشعروا بشيء". 

ومن المشاهد التي لا تغيب عن بال كرم "مشهد لعائلة مؤلفة من أب وأم وولدين قضوا تحت الأنقاض وهم نيام بجانب بعضهم البعض في منطقة المعادي ولم يفيقوا".

والمؤلم في الأمر أيضاً –كما يقول- أن العائلة التي رحل كل أفرادها في ذات اللحظة لم يتبقَّ أحد من أقاربهم ليدفنهم".

ويتذكر المصور الشاب قصة عائلة أخرى نزل برميل على منزلهم ولم يُصب أحد منهم بأذى، ولكن منزلهم تدمّر بشكل كامل ولم يعد لديهم منزل يؤويهم، ويردف محدثنا أن "الأم كانت تبكي بشدة وتتمنى لو كانت ميتة ولم يُدمر منزلهم". 


ومن بين مناظر الدمار والأشلاء التي أصبحت للأسف مشهداً يومياً هناك صورة لثلاث حافلات كبيرة تم إيقافهما بشكل عامودي في منتصف شارع من بين صور كرم التي شارك بها في المسابقة. وحول هذه الصورة يقول "هذه أكثر صورة مشهورة التقطتها العام الماضي وهي في حي بستان القصر في شارع كان مرصوداً من قناص تابع للنظام وكان هذا القناص يستهدف كل من يمر في الشارع من المدنيين والكثير منهم ماتوا أو أصيبوا ولذلك رفع لثوار هذه الباصات التي لم تكن صالحة للعمل (هياكل) لحجب الرؤية عن القناص". 

ما إن يحلق الطيران المروحي صباحاً لرمي براميله على مدينة حلب حتى يصحو المصور الشاب ويمتطي دراجته النارية ويلحق بسيارات الإسعاف وفرق الدفاع المدني إلى المكان المستهدف وغالباً ما كان يصل مع فرق الدفاع والمسعفين -كما يقول.

ويشرح المصور الشاب التحديات التي تواجهه كناشط في ظروف الحرب ومنها، عدم تقبل الناس له ومعارضتهم لعمله والكثير منهم –كما يؤكد- كانوا يمنعونه من التصوير لجهلهم بأهمية التصوير والدور التوثيقي.

ويروي الناشط الشاب إنه تعرض للتهديد بالسلاح لأنه كان يصور أحد أماكن الاستهداف، ويردف بأن "هؤلاء الناس وأغلبهم مدنيون يظنون أنني إذا قمت بالتصوير في مكان ما سيرجع النظام لقصفه ولا يستوعبون أن الاستهداف يجري بشكل عشوائي وكل ما يسقطه النظام من براميل دون هدف وعبارة عن قتل عشوائي". 

ولد الناشط والمصور "كرم المصري" في مدينة حلب عام 1991 وكان مهتماً بالتصوير منذ الصغر، ويلتقط الصور للأشياء من حوله ولأصدقائه في المدرسة الابتدائية، درس الحقوق في جامعة حلب، ولكنه أُجبر على ترك الدراسة في السنة الثانية بعد قيام الثورة في سوريا مطلع العام 2011 وأصبح مطلوباً لفروع الأمن واعتقل آنذاك من قبل الأمن السياسي، كما تم اعتقاله بعد ذلك لدى تنظيم "الدولة" لمدة 6 أشهر.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(103)    هل أعجبتك المقالة (111)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي