يعيش أهالي حي القابون الدمشقي حالة حصار شبه كامل رغم الهدنة التي وقعها ثوار الحي مع نظام الأسد منذ شباط فبراير/2014.
وتقتصر الأخبار اليومية القادمة من الحي الذي عجت شوارعه بالمظاهرات ضد الأسد منذ مطلع الثورة، على الاختراقات المعهودة لقوات الأسد، فضلا عن سماع دوي القذائف التي تستهدف الأحياء والبلدات المجاورة في جوبر والغوطة من قواعد النظام العسكرية في جبل قاسيون وحتى من القابون نفسها التي تعد أحد الحصون العسكرية لنظام الأسد.
فلم تمنع الهدنة نظام الأسد من الخروقات كما هي عادته، وآخرها قصف على الحي قضى إثره شخصان وجرح 7 آخرون يوم الثلاثاء الماضي.

وبدأت خروقات النظام للهدنة بقنص أحد الثوار على أطراف الحي، ولم تنتهِ بـ"مجزرة العرس" التي حدثت بعد 3 أشهر من توقيع الهدنة، حين قتل 13 مدنيا أثناء حفل زفاف أحد شباب الحي، وأصيب جراءها 80 شخصا آخرين من أهالي الحي.
ولم يمضِ شهران على المجزرة الأولى حتى أتبعتها قوات الأسد بـ"مجزرة مدرسة الحياة" والتي أزهقت فيها أرواح 17 طفلا من الحي.
وتوصل ثوار الحي الواقع شرق العاصمة دمشق، إلى اتفاق هدنة مع النظام بعد معركة دامت أكثر من 7 أشهر، ونصت الهدنة حينها على:
1- خروج عدد من المعتقلين من سجون النظام.
2- تسليم بعض أسلحة الثوار المتوسطة لقوات النظام.
3- وضع حواجز مشتركة في الحي من الطرفين.
4- خروج قوات النظام من الأماكن الذي يتمركز بها في الحي.

*معاناة السكان
يواجه سكان الحي الذين وصل عددهم إلى أكثر من 100 ألف، صعوبات تشابه ما يجري في معظم البلدات المحاصرة من قبل النظام وميليشياته الطائفية في سوريا.
وقال مصدر من داخل الحي لـ"زمان الوصل" إن الأهالي يجهدون لتوفير الحد الأدنى من شروط الحياة بأدنى مستوياتها.
وأشار إلى أن أساسيات كالماء والكهرباء مقطوعة، العقبة التي واجهها الأهالي بتوليد الكهرياء والحصول على الماء باستخدام المولدات وبطاريات الأمبير وألواح الطاقة الشمسية.

من جانبه قال مصدر من المكتب الإعلامي في الحي في حديث خاص لـ"زمان الوصل" إن أهم معاناة يكابدها سكان الحي تتجسد في تأمين موادهم الغذائية اليومية.
وكشف عن صعوبة تأمين مستلزماتهم من "مساكن برزة" الملاصقة لحيي "القابون" و"برزة" والتي تقع تحت سيطرة النظام.
وأوضح المصدر أن حواجز النظام لا تسمح للأهالي بإدخال كافة المواد الغذائية ولا حتى إدخال كميات كبيرة، بذريعة أنها ستدخل عبر الأنفاق إلى غوطة دمشق الشرقية.

ويشدد عناصر الحواجز على مواد مثل "الطحين -حمض الليمون -الغاز -المازوت- مواد التنظيف كالكلور، والعديد من المواد الأخرى"، حسب المكتب.
ومنع مواد مثل المازوت فاقم المعاناة وخلق أزمة في الشتاء تتعلق بالتدفئة، حيث تضاعف سعر المازوت والغاز إلى أضعاف، (ليتر المازوت 325 ليرة واسطوانة الغاز بـ5 آلاف) مع صعوبة تهريبها إلى داخل الحي.
ما أجبر عددا كبيرا من الأهالي على استخدام الحطب المرطب، والذي لا يعد رخيصا هو الآخر، إذ وصل سعر الكيلو إلى 110 ليرات، في ظل قدرة شرائية متهاوية لمعظم السكان.
ولا تسمح حواجز النظام إلا بإدخال الحد الأدنى لبقاء الإنسان على قيد الحياة، فربطة خبز وحيدة فقط يمكن إدخالها، وأي كميات زائدة من أي مواد مصيرها الرمي على الأرض أو في مستودع الحاجز.

وحسب المصدر فإن حوادث الاعتقال تتكرر على الحواجز، حيث يتعمد عناصر النظام التفوه بشتائم بحق نساء الحي واعتقال شبابه باتهامات جاهزة باتت كال اسطوانة المشروخة "دعم المسلحين بالداخل"، علما أن معظم من يسكن القابون مهجرون من الغوطة الشرقية.
وتتسبب حوادث الاعتقال المتكررة إلى تصاعد حالة التوتر لدى الثوار الذين هددوا غير مرة بفتح معركة في حال لم يطلق النظام سراح من اعتقلهم.
دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية