أصدر بشار الأسد أمراً عيّن استغنى فيه عن "العميد ياسين ضاحي" رئيس فرع الأمن العسكري في محافظة حمص، وعين بدلا عنه "العميد حسن دعبول"، أشد ضباط النظام وحشية، وأكثرهم التصاقا بجرائم التعذيب والقتل أثناء الاعتقال.
ويبدو أن تعيين "دعبول" جاء على خلفية التفجيرات المتوالية التي شهدتها أحياء حمص الموالية، لاسيما حي الزهراء، حيث لم تستطع كل أجهزة النظام ومرتزقته وجواسيسه أن يوقفوا هذه التفجيرات –ظاهريا-، ما جعل نقمة المؤيدين تتصاعد، وتصل حد طرد وزير الداخلية ومحافظ حمص من حي الزهراء مؤخرا، متبوعين بهتافات الامتعاض والغضب، ومنها: "الشعب يريد إسقاط المحافظ"، الذي كان من أول شعارات الثائرين في حمص، لكنه قوبل بنقمة النظام ومواليه.
وتعد شعبة المخابرات العسكرية الجهاز الأضخم والأنشط في إصدار المذكرات المخابراتية، واعتقال الأشخاص، حيث تستحوذ على 53% من مجمل 525 ألف مذكرة اعتقال ضمن أرشيف يضم 1.7 مليون مذكرة، حسب معطيات ستنفرد "زمان الوصل" بنشرها قريبا.
ويحمل تعيين "دعبول" رئيسا لفرع الأمن العسكري، أكثر من دلالة أولها سعي بشار لإظهار أقوى درجات الضبط والسيطرة على الوضع في مدينة حمص خصوصا، وإلا لما كان -أي بشار- "ضحى" بنقل "دعبول" من منصبه شديد الحساسية إلى مدينة حمص، ليكون مندوبه الشخصي ورجله الأقوى في المحافظة.
وكان "دعبول" يتولى رئاسة الفرع 215 (سرية المداهمة التابعة للمخابرات العسكرية- دمشق)، وهو الفرع الأكثر وحشية وإجراما بين كل فروع المخابرات على اختلاف أنواعها ومسمياتها، وعلى كثرة توزعها فوق الأراضي السورية، فمن الفرع 215 خرجت آلاف جثامين السوريين الذين قضوا تعذيبا، بالحرق والسحل والصعق والضرب والتجويع والخنق و...، حتى بات يستحق بلا منازع اسم "فرع الموت".
وداخل هذا الفرع شهد من كتبت لها النجاة، أهوالا تفوق الوصف، سبق لمنظمات حقوقية أن استمعت إليها ووثقتها وكتبت تقارير متعددة حولها، دون أن تلقى آذانا صاغية من الجهات الجنائية الدولية؛ لأن ملف جرائم الحرب في سوريا بقي رهين إرادة القوى العظمى.
وتعززت صورة الفرع "215" البشعة، وتكشف جزء خطير من وحشيته، مع تسريب المنشق "قيصر" نحو 50 ألف صورة، توثق قرابة 11 ضحية قضوا تعذيبا في معتقلات النظام، أغلبيتهم فارقوا الحياة في الفرع 215، مع علامات تعذيب يصعب تحمل النظر فيها.
وبوصفه "آمر فرع الموت، بات اسم "حسن دعبول" مصدرا للرعب المترافق مع الاشمئزاز، الذي جعل معظم السوريين يرسمون له صورة شيطانية، لاسيما في ظل عدم توفر أي صورة شخصية لها، وشح المعلومات المتوفرة عنه، بعكس أشخاص آخرين يخدمون في سلك مخابرات النظام، قد يكونون أعلى منه منصبا ورتبة، ولكنهم في النهاية يبدون "أدنى" منه منزلة عندما يتعلق الأمر بالإجرام.
حمص - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية