أثار تكريم ألمانيا لـ"علي أحمد سعيد إسبر" المعروف باسم "أدونيس"، جملة من الانتقادات التي اعترضت على منح جائزة لشخص عرف بمواقفه المؤيدة لنظام بشار الأسد، ومحاولاته المتكررة لنزع الشرعية عن الثورة السورية ووصمها بتهم مختلفة.
لكن الأمر تجاوز الانتقادات، ليصل إلى حدود تسجيل المواقف الفعلية من أهم رمزين لهما علاقة بجائزة "إريش ماريا ريماك" الألمانية، وهما الكاتب الإيراني المرموق "نافيد كرماني"، رئيسة بلدية جزيرة لامبيدوزا الإيطالية "جوزيبينا ماريا نيكوليني"، صاحبة السجل الحافل في الدفاع عن حقوق اللاجئين.
"كرماني" الحائز على جائزة السلام لاتحاد الكتاب الألماني لعام 2015، رفض أن يكون شاهد زور في حفل تكريم "أدونيس"، متحفظا على إلقاء كلمة التكريم في حفل تسليم الجائزة.
وأوضح "كرماني" أنه يقدر أعمال "أدونيس" الأدبية، لكنه ينتقد في الوقت ذاته تجاهله للوحشية التي يتعامل بها النظام في دمشق مع شعبه.

أما الإيطالية "نيكوليني" فقد سجلت موقفا لايقل قوة عن موقف "كرماني" عندما رفضت استلام جائزتها من "إريش ماريا ريماك" إلى جانب "أدونيس"، في تعبير عن إدانتها لمواقف الأخير من نظام يبيد السوريين ويشردهم، وهي –أي "نيكوليني"- صاحبة الخبرة اللصيقة بما عاناه ويعانيه السوريون، حيث عاينت عن قرب عذاباتهم وهي تستقبل آلافا مؤلفة منهم في الجزيرة التي تحكمها.
وردّ "أدونيس" على الانتقادات التي وجهها له الوسط الثقافي الألماني والأوروبي، على خلفية تسلمه الجائزة، معتبرا أنه "ناضل منذ مدة من أجل العلمانية والمساواة بين الرجل والمرأة سواء في سوريا أو في باقي البلدان العربية"، كما قال في مؤتمر صحفي عقده على هامش تسلمه الجائزة.
"أدونيس" البالغ من 86 عاما المتحدر من إحدى قرى جبلة في اللاذقية، ذكّر بأنه ألف كتبا تشدد على ضرورة الفصل بين الدين والدولة كأساس للديمقراطية، تحذر من استئثار الأئمة بالسلطة، حسب تعبيره.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية