أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شاب سوري يروي معاناة لجوئه مع والدته من هنغاريا إلى ألمانيا

الشاب السوري علاء - زمان الوصل

لم يكن الشاب السوري علاء يتوقع أن تتحول رحلة لجوئه من تركيا إلى أوروبا إلى رحلة عذاب ومعاناة واعتقال مرير بين 3 دول أوروبية وهي هنغاريا والتشيك وسلوفاكيا بسبب دخوله غير الشرعي إلى هنغاريا مع والدته الخمسينية التي تعرضت بدورها للسجن بشكل إفرادي في مخيم لا يضم إلا الرجال. 

ويسترجع علاء (29 سنة)، خريج محاسبة في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق لـ"زمان الوصل" تفاصيل من معاناته التي بدأت بتاريخ 12 /8/ 2015 بعد دخوله مع والدته إلى اليونان وحصوله على "الخارطة" من مركز الأمن في جزيرة "كوس"، لينتقل بعدها إلى مقدونيا وصربيا والنهاية المأساوية كانت –كما يقول- في غابات هنغاريا حيث تمكن مع والدته من الدخول إلى هنغاريا دون بصم وبعيداً عن أعين البوليس. 

ويردف الشاب: "ذهبت مع والدتي إلى بودابست لقطع تذاكر إلى ميونيخ أو فرانكفورت فقيل لنا إن الرحلة مغلقة ولا أمكانية للسفر سوى إلى برلين فاضطررنا للحجز إلى هناك، ولم يتم تنبيهنا بخطورة وضعنا في السفر إلى برلين –كما يقول علاء– لأن القطار يمر من التشيك وسلوفاكيا، وكنا نجهل طبيعة الطريق أو توجه الرحلة فوقع المحظور.

عندما وصل القطار إلى التشيك صعد البوليس إليه وأنزلوا الركاب اللاجئين فيه وهنا بدأت معاناة الشاب ووالدته –كما يقول- مضيفاً أن الشرطة التشيكية أخذتهم في سيارات مغلقة وبدؤوا بإطلاق أصوات التزمير وكأنهم ينقلون مجرمين.

وتابع: "تم أخذنا إلى مخفر في براغ وتفتيشنا بشكل دقيق حيث تم مصادرة الأموال والموبايلات التي بحوزتنا وجوازاتنا وتم إجبارناعلى التبصيم عنوة. 

ويتابع علاء: "بعد أن نمنا ليلة في أحد السجون النظامية أعادونا صباحاً إلى المخفر ثم أتت مترجمة وقالت إن الشرطة سيأخذ أقوالكم ثم تأخذكم إلى كامب مفتوح ليعطوكم أغراضكم ومن ثم تكملون طريقكم، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث –حسب محدثنا- إذ تم أخذهم إلى كامب مغلق بسيارة مغلقة ومصادرة أوراقهم الثبوتية والأموال التي بحوزتهم من جديد.

ويضيف علاء: "بعد بقائي لمدة 15 يوما في الكامب أخذوني بمفردي وأبقوا والدتي في المخيم، ولم يقتنعوا أنها أمي رغم أن جوازاتنا التي بحوزتهم تثبت ذلك، ولكنهم لم يكلفوا أنفسهم بفتحها والتأكد بواسطة مترجميهم". 

ويتابع الشاب سرد تفاصيل رحلة لجوئه المحفوفة بالمخاطر والمعاناة: "بقيت في مخيم اللاجئين في التشيك لفترة، وحينما طالبت بوالدتي قام أحد عناصر الشرطة التشيكية بدفعي وخلع كتفي ثم تم إخراجي وإعادتي إلى سلوفاكيا لأتمكن حينها من رؤية والدتي".

بعد 18 يوماً تم إخراج علاء إلى هنغاريا دون والدته وهو مكبّل بحزام، ولدى وصوله إلى هنغاريا تم احتجازه في مخفر بمنطقة جيور.

وجاء مترجم ليقول له ولمن معه: "ابصموا لكي تخرجوا أو سيتم سجنكم مع المجرمين والمهربين وأصحاب السوابق لمدة شهر"، ويؤكد الشاب أنه اضطر للبصم رغماً عنه بسبب حالة الرعب التي عاشها في المخفر إذ كان يقف خلفه -كما قال- 10 عناصر من البوليس الهنغاري وفي أيديهم عصي وبخاخات غاز مسيلة للدموع. 

بعد البصم تم إبلاغ الشاب بأن القاضية ستحكم عليهم بعد 72 ساعة وبالفعل -كما يقول– حكمت عليه وعلى رفيقه بالحبس لمدة شهرين ووضعوهما في كامب مفتوح.

ويؤكد علاء أن القاضية طلبت منه قبل ذلك 1000 يورو لإخراجه من الكامب المغلق. 

أثناء ذلك تمكن الشاب علاء من التواصل مع جمعية "هلنسكي" الهنغارية والأمم المتحدة اللذين استغربوا أن يتم تفريقه عن والدته وليس لها أحد غيري.

ويستطرد قائلاً:"بعد أكثر من 3 أسابيع تم الإفراج عني بصعوبة بالغة وأخذوني إلى والدتي وكان لقائي بها مؤثراً للغاية حتى أن بعض عناصر البوليس بكوا لشدة التأثر، وبعد الإفراج عنا أكملنا طريقنا إلى ألمانيا".

وأشار ناشطون إلى أن هناك أكثر من 1500 لاجىء محتجز في السجون الهنغارية ينتظرون تدخل المنظمات الإنسانية والحقوقية وخصوصاً أن أكثرهم لا يملكون أموالاً بعد أن خسروا كل ما يملكون من أجل الوصول إلى بلد آمن وتأمين حياة أفضل لهم ولذويهم.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(203)    هل أعجبتك المقالة (153)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي