"الحنين ندبة في القلب وبصمة بلد على الجسد، لكن لا أحد يحنُّ إلى جرحه إلى وجع أو كابوس بل يحن إلى ما قبله، إلى زمن لا ألم فيه"، بهذه الكلمات بدأ فيلم "الكابوس - حب بلا وطن" لمخرجه السوري الشاب "شادي خادم الجامع" الذي يستنطق آلام الطفولة في بلاد اللجوء ويسلط الضوء على معاناة هذه الشريحة باعتبارها أكبر المتضررين من الحرب والمشاكل النفسية التي تلاحق هؤلاء الأطفال إلى منافيهم.
وتتحدث فكرة الفيلم عن قصة طفل يرسله أهله إلى أوروبا بحراً بعد أن فقد شقيقه وأثناء مقابلة لجنة التوطين يسأله الموظفون عدة أسئلة فلا يستطيع الرد عليها وإنما تتداعى العديد من المشاهد والقصص الأليمة التي عايشها في الحرب مع كل سؤال يتم توجيهه له.
وكشف مخرج الفيلم "شادي خادم الجامع" لـ"زمان الوصل" أن فيلمه القصير هذا "كان في البداية عبارة عن مشروع تدريبي لتدريس الطلاب في إحدى الدورات لمادة الإخراج"، لافتاً إلى أن "الفكرة تحولت مع التحضير والتعديل لأكثر من مرة إلى فيلم مكتمل الشروط".
وأردف محدثنا أنه أراد أن يخرج في نهاية الدورة بمادة تكون ذات هدف ومعنى وليس مجرد فيلم تدريبي.
كان العنوان الرئيسي للفيلم "حب بلا وطن" تبعاً للقصة الأساسية التي تحكي عن طفل سوري يصل إلى أوروبا بسبب الهجرة ويحن إلى بلاده، ومع استكمال المعلومات عن الحالات النفسية للأطفال اللاجئين بحسب تقارير المنظمات الإنسانية تحولت فكرة الفيلم -كما يقول خادم الجامع- لتكون عن الحالة النفسية للطفل الذي أصبحت ذاكرته أشبه بكابوس، حيث يتذكر أخوه حيناً وعائلته ووطنه ككل أحياناً أخرى.
ولفت المخرج الشاب إلى أن "الطفل الذي أخذ بطولة الفيلم يعيش في اسطنبول بتركيا وسط عائلة تهجّرت إلى تركيا بسبب الحرب"، مضيفاً أن "الطفل تم اختياره من بين ثلاثة أطفال خضعوا لتدريبات كان هو أفضلهم أداءً وأكثرهم اقناعاً".
وكشف المخرج السوري عن تحضيره لفيلم سينمائي قصير يسلط الضوء على الهجرة السورية إلى أوروبا من زاوية جديدة".
وعمل "شادي خادم الجامع" كمخرج تلفزيوني للعديد من البرامج الحوارية ونشرات الأخبار ولبعض البرامج السياسية، وبدأ بدارسة الإخراج السينمائي العام الماضي ويُعد فيلمه "الكابوس" التجربة الأولى له في الأفلام القصيرة والفيلم من إنتاج شركة "سكون ميديا وسكون أكاديمي".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية