أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"جيش الثوار" أداة "القوات الديمقراطية" لسحب البساط من تحت أقدام الثورة السورية

"جيش الثوار" تشكل من اندماج 7 فصائل في 3 أيار/ مايو 2015 - أرشيف

تشير التطورات في ريف حلب الشمالي، خلال الأيام القليلة الماضية، إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وحليفه "جيش الثوار" حصلا على "الضوء الأخضر" الروسي لتجاهل الخط الأحمر التركي ودخول المنطقة الممتدة بين مدينتي اعزاز وجرابلس من جهة الغرب حيث تسيطر فصائل الثوار، التي تواجه قوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي أيضاً.

الطائرات الروسية لعبت دور طائرات التحالف الدولي في توفير الغطاء لمسلحي الميليشيات المنضوية تحت لواء "سوريا الديمقراطية"، وهذا في إطار تفاهم بين الطرفين كشفت عنه جريدة "الأخبار" اللبنانية المقربة من النظام، في عددها ( 2797 الصادر يوم الثلاثاء 26 كانون الثاني 2016)، حيث تحدثت عن زيارة جنرال روسي برفقة أربعة ضباط مدينة القامشلي ولقائه بمسؤولين أكراد مرتين، الأولى في القامشلي والثانية في مدينة رميلان، عرض خلالها استعداد روسيا لتوفير الغطاء الجوي لهم من أجل السيطرة على جرابلس غرب الفرات، مشيرة إلى أن "التعاون لا يزال في إطار المساعدات اللوجستية وكمية من الذخائر قدمها الروس" قبل شهرين.

كان الثمن الذي قبل به (PYD) لدخول هذه المعركة المهمة لقوات النظام شمال حلب، هو اعتراف موسكو الرسمي بالإدارة الذاتيّة بكافة مؤسساتها، وفرض حزب الاتحاد ضمن "قوات سورية الديمقراطية" كإحدى القوى الأساسية ضمن المفاوضات مع قوات النظام، ما اختصرته روسيا بافتتاح ممثلية لهذه الإدارة.

مصدر كردي نقل عن أحد قادة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" قوله: إن قواعد اللعبة تغيرت ولم نعد نخشى تركيا، وذلك تعليقاً على قصف الجيش التركي لمواقعهم غرب مدينة اعزاز، وقد يعود ذلك إلى قبول روسيا طلب "الإدارة الذاتية الكردية" نصب رادارات روسيّة على الشريط الحدودي مع تركيا لمنع الطائرات التركية من قصفها في حال تطور الأمر، حيث التقى القيادي "ريدو خليل" مع الرّوس في دمشق واللاذقية وموسكو.

ويدور الحديث عن اجتماعات حصلت في الحسكة، اليومين الماضيين، بين الروس وممثلين عن الإدارة الذاتية والنظام للاعتراف بهذه الإدارة الكردية بشكل رسمي من قبل نظام الأسد وحلفائه، حسب مصادر محلية.

*دور "جيش الثوار"
"جيش الثوّار"، المنضوي تحت تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، دعا أهالي القرى التي وقعت تحت سيطرته مؤخراً للعودة لقراهم وبيوتهم، بحجة أنه أتمّ بناء خط دفاعي في القرى الشمالية، وتأمين العديد من القرى بغطاء دفاعي أمني صلب يمكنه من خلاله صد أي هجوم أو محاولة لقوات النظام للتقدّم هناك.

وقال في بيان له "نحن مطمئنون من خلال الخط الدفاعي، الذي أقمناه على الخطوط والمحاور، التي يمكن للنظام التقدم منها وصلابة هذا الخط بإذن الله لن يصيبكم مكروه أو أذى، وعيون ثوارنا ساهرة على مدار الساعة ترقب أمنكم وترقب تحرّك النظام المجرم".

يتوضح مقصد تحالف "القوات الديمقراطية"، إذا استعرضنا كلام القائد العسكري لغرفة عمليات "فتح حلب"، الرائد "ياسر عبد الرحيم"، الذي طالب الناس بالخروج من المنطقة والابتعاد عن مناطق حزب الاتحاد و"جيش الثوار" لأنها مناطق عسكرية.

وقال "عبد الرحيم" في كلمة صوتيه نشرت على الإنترنت مخاطباً الفصائل إن "الأيام الصعبة مرت ... وبعدما حسم التحالف الإسلامي، أمرهم بالوقوف وراء المظلومين ليس سياسيا وماديا ومعنويا فقط، بل وعسكريا أيضاً، ندعوكم لرص الصفوف وتوحيد الجهود لنميل على العدو ميلة واحدة"، مضيفاً "البارحة مدينة تل رفعت سطرت أروع ملاحم البطولة، أمام ميليشيات (PYD) و(PKK) الانفصالية والإرهابية، وأفشلوا هجومهم رغم التمهيد الجوي العنيف من قبل روسيا والنظام وإيران، حيث بلغ عدد الغارات على المدينة 120 غارة نصفها قنابل عنقودية وفراغية، لكن بفضل الله ثم المدفعية الثقيلة الصديقية وصمود أبطالنا فشلوا في تحقيق مرادهم، وانسحبوا يجرون أذيال الهزيمة والعار".

كما وجه القائد العسكري رسالة للمدنيين "طلب فيها منهم إخلاء المناطق التي يتواجد فيها حزبا (PYD) و(PKK) لأنها منطقة عسكرية وذلك خشية عليهم"، وخاطب "جيش الثوار" قائلاً: "هذا الاسم الوهمي المستعار، الذي يستخدمه المجرم سوار لاحتلال وتهجير المناطق العربية، كما فعلوا في الحسكة وتل أبيض".
وحدد "عبد الرحيم"، مهلة 72 ساعة لجيش الثوار، المنضوي تحت لواء "قوات سوريا الديمقراطية"، للخروج من "صف الظالمين إلى صف المظلومين"، مؤكداً أن المحتل الروسي والإيراني والميليشيات التي تساند قوات النظام سوف يذهبون ويبقى أصحاب الأرض الحقيقيون، وعلى الناس اختيار أحد المعسكرين فلا وجود للمنطقة الرمادية.

وكان تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، بقيادة حزب الاتحاد الديمقراطي، سيطر على مطار "منغ" العسكري وبلدات "منغ، دير جمال، الزيارة، الخربة، تل عجار، مرعناز"، بعد مواجهات مع كتائب ثوار ريف حلب الشمالي بغية إغلاق الحدود مع تركيا بوجه الثوار، وجاء ذلك بعد تنفيذ الطيران الروسي عشرات الغارات الجوية على المناطق المحررة، وذلك بحجة أنها تحت سيطرة فصائل إسلامية لا تمثل الثورة السورية.

وهنا يلعب "جيش الثوار" دور ميليشيا "الصناديد" بالحسكة، ولوائي "ثوار الرقة" و"التحرير" شمال الرقة، حيث منح الأول الغطاء اللازم لمسلحي (PYD) كي يدخلوا مناطق عربية مثل "تل حميس، تل براك، الهول، وجبل عبد العزيز"، فيما وفّر الآخران له الذريعة اللازمة للتحدث باسم الثورة والثوار ورفع علم الاستقلال رغم أنه لم يقاتل لإسقاط النظام إطلاقاً.

وحسب ما يرى مراقبون فإن ذلك يكشف نية التحالف الجديد للعمل على "سحب البساط" من تحت فصائل الثورة السورية، والادعاء بأنه الجهة الوحيدة، التي تمثل ثورة الشعب السوري على الأرض.

يشار إلى أن "جيش الثوار"، تشكل من اندماج سبعة فصائل في 3 أيار/ مايو 2015، والفصائل هي: "تجمع ثوار حمص" بقيادة المقدم "عبد الإله الأحمد"، "كتائب شمس الشمال" بقيادة "ريزان أبو محمود"، "لواء المهام الخاصة" بقيادة "أبو علي برد"، "جبهة الأكراد" بقيادة صلاح جبو، "لواء 99 مشاة" بقيادة "أحمد محمود سلطان"، "لواء السلطان سليم" بقيادة "عبد العزيز مرزا"، إضافة إلى "فوج 777" بقيادة أبو عرب، والذي أعلن لاحقا انفصاله عن "جيش الثوار" في بيان.

محمد الحسين - زمان الوصل
(143)    هل أعجبتك المقالة (123)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي