أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حتى لا يتحول عين الحلوة إلى نهر بارد جديد ..رشيد شاهين

 

يدور منذ فترة ما يمكن وصفه بالمناوشات والصدامات التي نتج عنها في أكثر من مرة قتلى وجرحى بين الأطراف المتقاتلة بمخيم عين الحلوة في لبنان، هذه الأطراف التي تتمثل بحركة فتح كبرى المنظمات الفلسطينية المسيطرة في المخيم وبين مجموعة ممن يتم وصفهم في العادة بالمجموعات الإسلامية التي تسيطر بحسب المراقبين على منطقة ضيقة ومحصورة من هذا المخيم.

واقع الحال يقول بان من بين أفراد مجموعة أو مجموعات المسلحين هذه من هو معروف لأبناء المخيم ومنهم الكثير غير المعروف لأحد - كما حصل في حالة الرجل الذي قتل قبل فترة والذي لم يتعرف عليه احد - هذه المجموعات تتستر و تتلطى خلف مسميات وشعارات إسلامية ومنها ما بات يعرف ب فتح الإسلام، وجند الشام، وعصبة الأنصار وغيرها من المجموعات الدينية التي توصف في العادة على إنها متشددة، هذه المجموعات التي لا أحد يعرف من أين أتت ولا من يمولها أو من يقف ورائها وما الذي تقوم به في المخيم ويصفها البعض بأنها عبارة عن مجموعات خارجة عن القانون وهي تختبئ في المخيم وتتخذ منه ملاذا لها كونها مطلوبة للعدالة اللبنانية وربما غير اللبنانية.

لقد قيض لي أن أشاهد بعضا من أعضاء أو عناصر تلك المجموعات على شاشة إحدى الفضائيات والذين يحاولون التميز من خلال شعورهم المربوطة وذقونهم الطويلة وأحاديثهم عن الدين والمعتقد، وقد كانت المفاجأة كبيرة بالنسبة لي عندما سمعت من قال بأنه احد قادة هذه المجموعات وهو يعترف بالقتل وانه على استعداد لممارسة هذا القتل من جديد وأنه لا يخشى الموت - اعتقد بأنه مؤمن بأنه ذاهب إلى الجنة-.

هذه الطريقة في الحديث عن القتل أثارت في الحقيقة الكثير من مشاعر الخشية بداخلي على أن هنالك ما قد يكون أخطر مما هو باد في الصورة وأنه قد يكون في طور التحضير والإعداد ما هو شر مستطير يتم تدبيره لهذا المخيم خاصة أنني استذكرت ما قاله كبيرهم  المعروف بالرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري والذي تحدث في "طلعاته" الأخيرة عن القتال والجهاد في لبنان ومن لبنان.

 إن ارتباط هؤلاء أو قربهم من تنظيم القاعدة هذا التنظيم الذي اعتمد كل وسائل القتل والإرهاب ضد الأبرياء من الناس في أكثر من قطر ودولة خاصة في المنطقة العربية وحديث الظواهري المشار إليه يحتم على أبناء حركة فتح كحركة قائدة في مخيم عين الحلوة بالإضافة إلى باقي التنظيمات الفلسطينية في هذا المخيم أن تكون جاهزة لما هو اخطر من المناوشات والاشتباكات التي ربما لن تكون سوى محاولات لجس النبض من اجل السيطرة على مخيم عين الحلوة والتمدد فيه وليس البقاء في منطقة معينة منه كما هو الواقع الآن وبالتالي تحويله إلى بؤرة للإرهاب والتخريب ضد الدولة اللبنانية أو ضد أي جهة أخرى في لبنان قد يكون هؤلاء على اختلاف معها وقد يكون حزب الله وأطراف المقاومة اللبنانية الأخرى أحد هذه الأهداف وبالتالي افتعال أحداث قد تقود إلى أمور بالتأكيد لن تحمد عقباها وعند ذاك يكون الوقت قد فات على الشعور أو الإحساس بالندم.

 

نعتقد بأن المطلوب من فصائل منظمة التحرير أن تتصرف بالطرق المناسبة والمتوفرة من اجل أن لا يتكرر ما حدث في مخيم نهر البارد في شمال لبنان عندما تم تحويل هذا المخيم إلى كومة من الركام والأنقاض بسبب مجموعة من المهووسين الذين تلطوا خلف شعارات إسلامية ودينية مشابهة لتلك التي تتلطى خلفها هذه المجموعات الموجودة في عين الحلوة وان يتم الاستفادة من جميع الدروس والعبر التي كانت في نهر البارد، والأمر في الحقيقة لا يقتصر على الفصائل الفلسطينية بقدر ما يشمل سكان المخيم الذين عليهم أيضا أن يبتعدوا عن السلبية وأن يمارسوا دورهم الطبيعي في الدفاع عن أنفسهم وان يقوموا بدور أكثر فاعلية في عدم احتضان هذه "الآفة" الضارة والتي لن تجلب لهم سوى الدمار والتشرد مجددا تماما مثل ما حدث في مخيم  نهر البارد الذي لا زال أهله يعانون مما جرى للمخيم بسبب مجموعات اعتقدت بأنها جنود لله على الأرض وتدافع عن العقيدة السماوية وبالتالي فإن لها الحق في تقرير مصير عشرات الآلاف من الفلسطينيين في ذالك المخيم.

إننا نعتقد بان من يملكون مثل هذه الجرأة في الحديث عن جرائم القتل التي ارتكبوها وأمام كاميرات التلفزة وبدون أي إحساس بالذنب أو بالندم أو الخوف من القانون والملاحقة القانونية يجب ألا يكون لهم مكان بين أهل المخيم ويجب أن يتم التعامل معهم في أسرع وقت قبل أن تستفحل المشكلة ويصبح من الصعب التعامل معها من اجل إجلائهم عن المخيم حتى لا تتكرر المأساة التي حصلت في نهر البارد.

17-9-2008

[email protected]

 

(123)    هل أعجبتك المقالة (97)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي