أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

أبو عبدو الحلبي يواجه شبح الحصار بنرجيلة وكروزين معسّل

"أبو عبدو" نموذج لشريحة من الحلبيين الذين اعتادوا العيش وسط الدمار - زمان الوصل

تختلف نظرة "أبو عبدو" عن الكثير من المتابعين للتطورات الميدانية في حلب وريفها، فهو لا يأبه لسياسة "الأرض المحروقة" التي يطبقها الروس في سوريا عموما وحلب خصوصا، هذه الأيام، رغم أنه يسكن أحد أكثر أحياء عاصمة الاقتصاد السوري تعرضا للقصف "حي طريق الباب" الذي نال نصيبا وافرا من براميل وصواريخ وقذائف قوات الأسد وحلفائه.

فالرجل الذي يبدو في العقد الخامس من العمر لا يهتم لإطباق إيران وروسيا ونظام الأسد حصارهم على عاصمة الشمال، ولا تعنيه مفاوضات جنيف بفشلها ونجاحها.

أبو عبدو وفي لقاء مع مراسل "زمان الوصل" في حلب خلال استطلاعه آراء سكان حلب حول رؤيتهم للتطورات العسكرية التي تعيشها حلب، أجاب بلهجته المحلية ردا على سؤال إن كان يتابع الأخبار الميدانية، قائلا: "اش ما بده يصير، أنا بقيان هون .. اشتريت كروزين معسل وكرتونة فحم، ورح عمّر هالأركيلة لوقت ما الله يفرجها أو ياخد أمانته، ويلي بيصير على هالخلق بيصير علينا".

يأتي ذلك في ظروف يظن خلالها المتابعون لأخبار المعارك المستمرة منذ نحو أسبوعين بالتزامن مع قصف جوي عنيف من قبل الطيران الروسي، أن سكان المدينة يعيشون حالة من القلق والخوف الدائم لا سيما أن أحياء حلب الخارجة عن سيطرة نظام الأسد مهددة بالحصار أقرب من أي وقت مضى، إلا أن نسبة كبيرة من سكان المدينة أصبحوا يمتلكون قدرة غير طبيعة على التعايش مع تطورات الوضع الحالي.

مراسل "زمان الوصل" نقل عن سكان من داخل المدينة أن الحياة فيها مستمرة بشكل طبيعي، حيث لم يتغير شيء بالنسبة لسكان حلب التي تعيش "لأن أبناءها يحبون الحياة ما استطاعوا إليها سبيلا"، علما أن حلب صنفت في صدارة المدن الأخطر في العالم العام الماضي.

وما "أبو عبدو" الحلبي، إلا أنموذج لشريحة من الحلبيين الذين اعتادوا العيش وسط الدمار وتضاعف احتمالات الموت في كل لحظة، فها هو الرجل يقبع على كرسيه في الشارع المهجور، يدخن النرجيلة غير مهتم ولا مكترث لكل ما يدري حوله.

أحمد بريمو -حلب -زمان الوصل
(124)    هل أعجبتك المقالة (128)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي