أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

كتائب حلب بين "جيش الثوار" وتنظيم "الدولة".. مكره أخاك لا بطل

فصيل "جيش الثوار" أصبح على مقربة كبيرة من مدينة "اعزاز" الحدودية - ناشطون

بدأ فصيل "جيش الثوار" التابع لتحالف "قوات سوريا الديمقراطية" التمدد في ريف حلب الشمالي، وذلك بعد ساعات من تقدم قوات النظام والميليشيات المساندة له في المنطقة على حساب الفصائل المقاتلة في الثالث من شهر شباط فبراير الجاري، وسط أنباء عن عقد اتفاق بين فصائل الثوار وفصيل "جيش الثوار" يقضي بالسماح للأخير بدخول بلدات وقرى ريف حلب الشمالي وضمها لمناطق نفوذها بهدف حمايتها من قبل طيران التحالف الدولي وتحييدها عن القصف الروسي الذي لا يستهدف المناطق الواقعة تحت سيطرة تحالف "قوات سوريا الديمقراطية".

وقال مراسل "زمان الوصل" في حلب، إن الفصائل المقاتلة في ريف حلب الشمالي وجدت نفسها محاصرة بشكل كامل من ثلاث جهات بعد تمكن قوات النظام والميليشيات المساندة لها من قطع الطريق الواصل بين الريف الشمالي ومدينة حلب، حين سيطروا على بلدات "دوير الزيتون" و"معرستة الخان" و"ماير" و"رتيان"، لتصبح الفصائل المقاتلة في المنطقة وسط صندوق مفتوح نظرياً على الحدود السورية التركية المغلقة من قبل الأتراك.

*مطرقة "الدولة" وسندان "جيش الثوار"
أحد القادة العسكريين في الجيش السوري الحر، أكد في تصريح لـ"زمان الوصل" أن نسبة كبيرة من مجموعات الثوار المحاصرة في ريف حلب الشمالي اضطرت للانضمام إلى "جيش الثوار" والاندماج في صفوفه بشكل غير معلن وذلك لضمان الحفاظ على بلداتهم وقراهم التي أصبحت قوات النظام تحاصرها من جهة، بينما يحاصرها تنظيم "الدولة الإسلامية" من جهة أخرى.

واعتبر القائد، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن المجتمع الدولي خذل ثوار ريف حلب الشمالي ووضعهم بين مطرقة تنظيم "الدولة الإسلامية" ومطرقة "جيش الثوار" ليجبرهم على اختيار أحد الطرفين والانضمام له، لافتاً إلى أن نسبة كبيرة من ثوار ريف حلب الشمالي اضطروا مكرهين للانصهار في صفوف "جيش الثوار" الذي يتلقى دعماً جوياً من قبل التحالف الدولي والذي يمنع بدوره طائرات الروس من قصف واستهداف البلدات والقرى التابعة لهم.

*انشقاقات في الصفوف 
في المقابل رفض عدد كبير من الثوار في ريف حلب الشمالي الانضواء تحت جناح "قوات سوريا الديمقراطية" معتبرين أن هذه الميليشيات تشبه إلى حد كبير نظام الأسد وميليشياته، وفضلوا العمل ضمن مجموعات وفصائل صغيرة في البلدات والقرى المتاخمة لمدينة "اعزاز".

"عمر مريميني" أحد الثوار الذين رفضوا الانضمام إلى "جيش الثوار" التابع لـ "قوات سوريا الديمقراطية" وفضّل ترك فصيله الذي انضم وخرج بسلاحه الفردي نحو مدينة "اعزاز" التي يقيم فيها الآن، وشكّل مجموعة صغيرة تضم عدداً من رفاقه الذين رفضوا بدورهم أيضاً الانضمام لـ"جيش الثوار" واستلموا إحدى نقاط الرباط ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" بالقرب من بلدة "تلالين".

واعتبر "مريميني" خلال حديث مع مراسل "زمان الوصل" أن المرحلة الحالية التي يمر بها السوريون هي مرحلة "تمحيص" على حد قوله، ويجب على الثائر أن لا يتنازل عن مواقفه ومبادئه خلالها، وإلا سيسقط في نظر من وضع ثقته به من المدنيين قبل أن يسقط أمام عدوه سواء كان من قوات النظام أو ميليشيات "جيش الثوار" أو حتى تنظيم "الدولة".

وأكد "عمر" أن الكثير من أبناء ريف حلب الشمالي قاموا باتباع ذات الخطوة التي اتبعها هو ورفضوا "مبايعة" من وصفهم بـ"الملاحدة" الذي يقاتلون لأجل أميركا ودول التحالف الذين خذلوا كل من قاتل في صفهم في يوم من الأيام، معتبراً أن ما يحدث في الوقت الحالي في ريف حلب الشمالي أكبر دليل على ذلك.

وتوقع "مريميني" أن تكون المرحلة القادمة بعد القضاء على تنظيم "الدولة" مرحلة "المصالحة" مع جيش النظام بالإكراه، تماماً مثلما حصل اليوم من "مصالحات" بين فصائل الثوار وميليشيات الأحزاب الكردية التي تقاتل مع "جيش الثوار"، مفضلاً أن يقتل على يد أعدائه الذين يقاتلهم على أن يضع يده بايديهم التي تلطخت بدماء إخوانه وأهله.

الجدير بالذكر أن فصيل "جيش الثوار" أصبح على مقربة كبيرة من مدينة "اعزاز" الحدودية، وأصبحت المجموعات التابعة له تسيطر على النسبة الأكبر من بلدات وقرى ريف حلب الشمالي نسبة للمناطق التي لا تزال تحت سيطرة فصائل الثوار.

أحمد بريمو - حلب - زمان الوصل
(140)    هل أعجبتك المقالة (134)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي