أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"أم رشيد" الستينية أم لثلاثة شهداء و معيلة لستة أيتام ومعاقة

أم رشيد" اللاجئة من ريف القصير ذات الستين فراقاً وحزناً وقهرا من العمر - وسط الصورة - زمان الوصل

قدر في مواجهة الكبر، وأما المتفرجون فأيتام ستة "محمد - رشيد -حمزة -تقى -ٱمنة -غنى" هم لم يبلغوا سن العاشرة بعد، لكنهم تمكنوا من أن يرثوا من جدتهم "الستينية الأمية" ما تردده الأخت الكبرى آمنة ابنة السبعة أعوام "رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"، في إشارة منها "لبر بوالدين".

لم تتمكن آمنة وإخوتها من أن ينالوا شرفه وقدسيته طويلاً، فالوالد قد طحنته آلة النظام البربرية وأكلته مع من أكلت من أبناء بلدها الجريح سوريا، ووالدة قررت البقاء مع أهلها وإكمال مسيرة حياتها.

"أيتام" لم تسمح لهم الفرصة أن يرثوا عن والديهم سوى غصة اليتم ولوعة الحرمان ففروا بأنفسهم للاحتماء بجناح مهيض متعب مكسور، جناح لامرأة عجوز لطالما عرفت كيف تناجي ربها عندما تخنقها الغصة بالبكاء وهي تحاول أن ترعاهم "رب إني وهن العظم مني واشتعل الرأس شيبا".

"آمنة علي قاروط/ أم رشيد" اللاجئة من ريف القصير ذات الستين فراقاً وحزناً وقهرا من العمر، لاجئة فقدت أولادها الثلاثة في أرض المعركة "رشيد ورامز وفؤاد" فقدتهم دفعة واحدة رافضاً الموت أن يمنحها ميزة "التقسيط" فقد جبى ديونه من فلذة كبدها في جنازة واحدة ومضى، تاركاً لها ظهراً مقوساً وبعض شيبات من شعر أعلن تساقطه حزنا على أبنائها الثلاثة وأيتامها الستة.

*نصف دزينة من اليتم
"أم رشيد" التي أعلنت قبولها بتسديد فاتورة من قرروا الشهادة كانت في الأمس القريب بالنسبة للأيتام الستة "جدة" فأصبحت لهم اليوم أباً وأما ووطنا ودارا.

أشهرت "أم رشيد" بوجه "زمان الوصل" ووجه العالم عكازها وحزنها وصبرها وخاطر أمومتها المكسور الذي داسته بحوافرها نوائب الدهر ومهازل الأقدار التي لم ترأف لضعفها وكبر سنها، أشهرت حتى صور شهدائها الثلاثة، لكن ما من أحد يريد أن يرد لأحد "خنساوات" الثورة السورية صدى صوتها وبحة روحها الجريحة.

*قاصمة الظهر
لا تعرف "سلام" والمصابة بـ"متلازمة داون" البلاهة المنغولية، البنت الوحيدة المتبقية للعجوز أم رشيد ذات الاثني وعشرين ربيعا، لماذا تخرج لسانها لكل "عابر شفقة" يمر من أمامها، هي عمة كغيرها من العمات، ويحق لها أن ترفع رأسها بأيتامها الستة أيضا، و يحلو لها أن تذهب معهم للمدرسة القريبة من المخيم أحيانا، ربما تدرك في سريرتها تخلفها العقلي عنهم، لكن قسمات وجهها تخفي ما تخفي من حنان وحب لأبناء إخوتها، فتخرج لسانها، كدليل تحد وقوة لمجتمع لا يجيد قراءة مشاعر أمثالها من ذوي الاحتياجات الخاصة.

*يدان مرتجفتان وعزيمة ثابتة 
ربما لم تتمالك العجوز نفسها من ذرف دموعها لذكرها لحظة الفراق، لكنها عادت لتلملم ذاكرتها المثقوبة، وتستجلب منها حلماً بتربية الأيتام وتعليمهم، وأن لا تحرمهم من أي شيء يعوضهم عطف الأهل وحنانهم، فهي طباختهم، وخادمتهم، وأمهم، وبيدين مرتجفتين، تفتح لأيتامها الستة نافذة على حياة ، ربما أصبحت وراء ظهرها، غير أنه كما تقول وتختم: "للأيتام رب يرعاهم".

عبد الحفيظ الحولاني -لبنان -زمان الوصل
(123)    هل أعجبتك المقالة (153)

أبو أحمد

2016-02-10

كيف يمكن إرسال مساعدات لأم رشيد, هذا واجب علينا.


روح الشام

2016-02-10

الرجاء اعطونا رقمها لنمد يد العون.


سوري

2016-02-11

الرجاء عدم نشر هذه الصور ويمكن كتابة الموضوع بدون صور او وضع صور تعبيرية مع ان تكون هذه الصور متاحة لمن يريد ان يساعد.


روح الشام

2016-02-17

لماذ لم يتم الرد علينا يازمان الوصل .. لنقوم بواجب المساعدة.


التعليقات (4)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي