كشف صحفي كردي، طلب عدم ذكر اسمه، أن "جيش الثوار المنضوي حت لواء قوات سوريا الديمقراطية، يسعى للتمدد باتجاه مدينة اعزاز شمال حلب، لكنه ينتظر عملية فرز القوى والكتائب بين من سينضم إليه ويستفيد من الغطاء الجوي وبين من سيبقى مع الفصائل الإسلامية، والمقصود هنا "جبهة النصرة" و"حركة أحرار الشام"، حيث سيكونان هدفاً لهذه القوات بعد ذلك ضمن هجوم كبير.
ورجح الصحفي في حديثه مع "زمان الوصل"، أن تبقى قوات النظام في نقاط معينة قبل مدينة "تل رفعت"، خاصة بعد سيطرة "جيش الثوار" أحد فصائل "قوات سوريا الديمقراطية" على مناطق "دير جمال" و"الزيارة" و"خربة الحياة" و"كفين" التي شهدت معارك كر وفر مع كتائب الثوار، منوهاً إلى استقبال "جيش الثوار" 80 مقاتلاً من فصال لم تشارك في الهجوم على حلفائه في منطقة "عفرين".
وأشار إلى أن "القوات الديمقراطية" دخلت خط المعارك شمال حلب لسببن: الأول- اتفاق ضمني حصل بين تنظيم "الدولة الإسلامية" من طرف، و"جبهة النصرة" و"أحرار الشام" و"الجبهة الشامية" و"لواء السلطان مراد" من جهة أخرى، والثاني- حاجة فصائل الجيش الحر لحليف يحميهم من غارات الطيران الروسي، المساند لقوات النظام، وهذا يتوفر بـ"جيش الثوار" المحمي من قبل طائرات التحالف الدولي.
*"الاتحاد الديمقراطي " يكذّب المرصد
قال حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، إن القيادة العامة في جناحه العسكري "وحدات حماية الشعب" كذّبت الشائعات التي روجتها بعض وسائل الإعلام، والمتضمنة سماحها للفصائل الإسلامية العبور من "عفرين" إلى "إعزاز".
وأضاف في بيان على موقعه الرسمي، أن "المرصد السوري لحقوق الإنسان، نشر أن وحدات حماية الشعب سمحت لـ80 مسلحاً من الفصائل الإسلامية، مقسمة على دفعتين في إدلب، للعبور من عفرين إلى إعزاز".
وبيّن الحزب أنه لا أساس لهذه المعلومات الكاذبة، والهدف منها هي تشويه سياستنا الإنسانية، بعد استقبالنا الآلاف من النازحين الهاربين من الصراع الحاصل بين الفصائل المسلحة في ريف حلب"، مؤكداً أنه لن يصبح طرفاً في الصراع بين النظام السوري وبين من سماها "الفصائل الإسلامية المتطرفة".
*"إعزاز" خزان بشري والثوار بين فكي كماشة
قال سكان محليون من مدينة "إعزاز" شمال حلب في اتصال هاتفي مع "زمان الوصل" إن خطوط المواجهة بين كتائب الثوار وبين الميليشيات المنضوية تحت لواء "قوات سوريا الديمقراطية"، باتت في محيط بلدة "منغ" ومطارها، بينما جدد الطيران الروسي قصفه ليستهدف مدينة "تل رفعت"، بعد أن خفت طلعاته على المنطقة منذ عملية قطع الطريق بين الريف الشمالي ومدينة حلب، التي نفذتها قوات النظام بإسناد جوي روسي لفك الحصار عن مقاتليها في بلدتي "الزهراء" و"نبل".
وأكدوا أن فصائل التحالف المدعوم أمريكياً استغلت الظروف الحالية، لتسيطر على مناطق "مرعناز"، "العلقمية"، "كفر أنطون الشرقية"، و"تل عجار" في محيط "منغ"، كما سيطرت على "دير جمال" غرب مدينة "تل رفعت".
وأضاف السكان أن ضغطاً سكانياً كبيراً تعيشه مدينة "إعزاز" القريبة من الحدود التركية حيث تحولت لخزان بشري، رغم السماح لخمسة حافلات محملة بالنازحين عن مناطق المواجهات والقصف بالتوجه عبر منطقة "عفرين" إلى محافظة إدلب.
وقال السكان إن أعداداً هائلة من النازحين في المدينة باتوا قرب الأسلاك الشائكة على الحدود حيث تبني السلطات التركية مخيمات جديدة، في حين أمّن سكان المدينة من نزح إليهم وعملت فرق الهلال الأحمر على نصب خيمتين لإطعام الناس فيها.
وتكشف سيطرة مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) بالاشتراك مع "جيش الثوار" على قرى "مرعناز" و"دير جمال" و"كفر أنطون الشرقية" و"تل عجار"، عن تشابه ظروف مناطق سيطرة الثوار بريف حلب الشمالي، مؤخراً مع ظروف عاشها "حي غويران" محاصراً في قلب مدينة الحسكة في صيف 2014، حين وقع بين فكي كماشة هما قوات النظام ومسلحي الحزب لإجبار الثوار على الخروج منه في أيلول/سبتمبر من العام ذاته، لتكون منطقة الجزيرة السورية خالية من أي فصيل يرفع لواء الثورة، وبالتالي تبرير دعم الحزب الكردي -الذي لا يقاتل قوات النظام- ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
وتعترض تركيا على محاولات حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) العبور إلى الضفة الغربية للفرات بمحاذاة الحدود لربط منطقة "عفرين" بمناطق سيطرته في "عين العرب" والرقة والحسكة، الأمر الذي يمكن أن يدفعه لاتباع خطة بديلة للتوسع من جهة "عفرين" في مناطق تحاذي مناطق سيطرة قوات النظام دون الاقتراب من الحدود التركية، لكن ذلك يتطلب اختراق مناطق سيطرة كتائب الثوار – ولو باتفاق- للاشتباك مع تنظيم "الدولة الإسلامية"، حيث سيجد الدعم الجوي السخي من التحالف الدولي.
*جبهة شمال حلب
قال مدير المكتب الإعلامي في "لواء أحرار سوريا" "سامي الرج" إن قوات النظام مدعومة بمليشيات إيرانية وتحت غطاء جوي روسي، حاولت التسلل باتجاه منطقة "المقالع" القريبة من مقالع "الطامورة" في ريف حلب الشمالي، حيث سيطرت على إحدى نقاط كتائب الثوار فجر اليوم، قبل أن تستعيدها الكتائب بعد نصف ساعة.
وأكد "الرج"، مقتل قرابة 50 عنصراً لقوات النظام وميليشياته خلال المواجهات، فيما كثف الثوار قصفهم براجمات الصواريخ وقذائف الهاون على مواقع النظام في محيط بلدة "الزهراء" والأراضي بها أثناء انسحاب قوات النظام نحوها.
وأشار "الرج" إلى أن جبل "الطامورة" يكتسب أهميته من موقعه، الذي يرصد مدينتي "عندان" و"حيان" من الجهة الشمالية، فيما يسعى النظام للسيطرة على منطقة "المقالع" ذات الموقع المرتفع والمهم، وذلك لحرمان الثوار من موقع يحكم بلدة "الزهراء"، لافتاً -"الرج"- إلى أن كتائب الثوار استدعت تعزيزات كبيرة، استعداداً لبدء معركة كبيرة في الريف الشمالي ضد قوات النظام الميليشيات المساندة له.
وتشهد منطقة ريف حلب الشمالي، سباقاً بين قوات النظام بدعم جوي روسي قادمة من الجنوب، وتحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، بدعم من طائرات التحالف، قادماً من شرق الفرات ومن منطقة "عفرين" في الغرب، إلى جانب تنظيم "الدولة الإسلامية" في الشرق، من أجل السيطرة على مدينة "إعزاز" ومحيطها، فيما تتصدى لهم فصائل الثورة بإمكانيات ضعيفة مقارنة بأعدائها، المتربصين، خاصة إن بقيت مجموعة "أصدقاء سوريا" تضع كل ثقلها على الحل السياسي.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية