شهدت أحياء مدينة حلب الخارجة عن سيطرة نظام الأسد مؤخراً موجة نزوح لعدد من سكانها نحو بلدات الريف الغربي وريف إدلب الشمالي بعد التطورات الأخيرة التي شهدها ريف حلب الشمالي وتقدم قوات النظام والميليشيات المساندة لها على حساب فصائل الثوار.
وقال مراسل "زمان الوصل" في حلب، إن نسبة قليلة من سكان الأحياء المحررة داخل مدينة حلب بدأت منذ يومين بترك منازلها والخروج من المدينة هرباً من شبح الحصار الذي عاد طيفه لبث الرعب والقلق في نفوس المدنيين، مشيراً إلى أن النسبة الأكبر من سكان المدينة رفضوا الخروج من منازلهم واستسلموا لواقعهم لأسباب عديدة أهمها إغلاق الحدود السورية مع تركيا.
وأجرى مراسل "زمان الوصل" جولة ميدانية في العديد من أحياء المدينة، استطلع خلالها آراء السكان المدنيين حول الموضوع والاستفسار منهم عن توقعاتهم للمرحلة المقبلة، في ظل استمرار المعارك بين قوات النظام وميليشياته ضد فصائل الثوار في ريف حلب الشمالي.

أبو محمد، رجل أربعيني يعمل في ورشة صيانة السيارات في حي الفردوس قال إن ثقته كبيرة برب العالمين ثم بالثوار، وهو مؤمن بأن الثورة السورية ستنتصر رغم تخاذل جميع الذين كانوا يعتبرون أنفسهم أصدقاء الشعب السوري وعلى رأسهم تركيا التي مازالت تغلق حدودها أمام السوريين الهاربين من القصف والقتل الذي يمارس عليهم من قبل "الروس والفرس" في ريف حلب الشمالي، حسب تعبيره.
وأضاف أبو محمد "لن نخرج من منازلنا، سوف نبقى صامدين هنا حتى آخر رمق، وإن حدث ووقع الحصار لا قدر الله لن تكون أرواحنا وأرواح أبنائنا أغلى من أرواح شبابنا المجاهدين الصامدين على جبهات القتال للدفاع عنا في ريف حلب الشمالي وفي كل الأراضي السورية".
أما الحاج عبدو، وهو بائع للمواد الغذائية في أحد الأسواق الشعبية في حي "المشهد" قال إن الأسعار شهدت ارتفاعاً طفيفاً بسبب ارتفاع أسعار الوقود، إلا أنه ورغم ذلك كل شيء متوفر، الخبز متوفر والفواكة والخضروات والمواد الغذائية متوفرة والحمد لله".
ورداً على سؤال مراسل "زمان الوصل" حول إقبال الأهالي على شراء المواد الغذائية، وفيما إذا ازداد عن السابق قال: "لم يختلف شيء، نسبة المبيعات لم ترتفع كثيراً والجميع لا يأخذ سوى حاجته، ربما بسبب الفقر وعدم توفر الإمكانية المادية لدى المدنيين لشراء كميات أكبر من حاجتهم وتخزينها، فالجميع هنا يعمل بقوت يومه".

بدورها قالت أم أحمد، والتي كانت تهم بالسفر إلى ريف إدلب تاركة منزلها هرباً من شبح الحصار، قالت: "لا أستطيع أن أتخيل أولادي الصغار وهم يبكون أمامي جائعين وأنا عاجزة عن تأمين الطعام لهم، لا معيل لنا من بعد الله سوى ابني الذي لم يبلغ 15 عاما من العمر، وهو يعمل في بيع البسكويت في شوارع المدينة ليؤمن لي ولإخوانه ثمن ربطة الخبز".
وتابعت أم أحمد "سنحاول إيجاد مأوى لنا في إحدى البلدات الحدودية بريف إدلب حتى يستطيع ابني أن يجمع تكاليف سفرنا إلى تركيا حينها سنحاول العبور إليها إن كتب لنا النجاة من القصف الروسي الذي لا يترك منطقة دون أن يقصفها".
يذكر أن مدن وبلدات الشمال السوري كافة تعاني من أزمة حادة في الوقود بسبب قطع الطريق الواصل بين مدينة حلب وريفها الشمالي بعد سيطرة قوات النظام على عدة بلدات هناك مؤخراً، الأمر الذي أدى لانقطاع طريق نقل الوقود من مناطق سيطرة داعش الذي يعتبر المنتج الوحيد لمشتقات النفط في شمال سوريا.
أحمد بريمو - حلب - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية