يسابق الناشطون الحلبيون الزمن ويعملون على مدار الساعة منذ أسبوع للعمل على تأمين احتياجات سكان المدينة بما يتناسب مع الوضع الراهن للمدينة، في ظل الهجمة العسكرية الشرسة التي تشنها قوات النظام والميليشيات الطائفية مدعومة بإسناد جوي من قبل الروس والتي تمكنت قبل أيام من إحراز تقدم على حساب فصائل الثوار واقترابهم من إحكام الطوق على مدينة حلب وحصارها.
وبهذا السياق، أعلن المجلس المحلي لمدينة حلب وبالتعاون مع الشرطة السورية الحرة والمحكمة الشرعية عن تشكيل غرفة عمليات مشتركة لإدارة الأزمة الراهنة، كما أعلن المجلس أيضاً عن إصدار عدة قرارات بهدف المحافظة على مخزون المدينة من المواد الغذائية والمحروقات وضمان توفيرها للمواطنين بالسعر الطبيعي.
وقال رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب، المهندس "بريتا حاجي حسن"، في تصريح لـ"زمان الوصل" إن المجلس وبالتنسيق مع كبرى الفصائل العسكرية والمنظمات المدنية والمحاكم والهيئات العاملة داخل مدينة حلب شكل "غرفة إدارة الأزمة"، مشيراً إلى أن الغرفة اتخذت عدة إجراءات بهدف تلبية احتياجات المدنيين والعمل على خدمتهم في ظل الأوضاع الراهنة، من أهمها منع إخراج المواد الغذائية والمحروقات إلى خارج مدينة حلب، وإحداث دائرة مختصة في الأمور التموينية في مجلس مدينة حلب الحرة بالتنسيق مع المحكمة الشرعية وشرطة محافظة حلب الحرة، لافتاً إلى أن الغرفة ستبدأ اعتباراً من اليوم الأحد بتسيير دوريات تموينية مشتركة في المدينة لضبط المخالفين والمحتكرين وإحالتهم إلى القضاء لمعاقبتهم وفق آلية عمل على وضعها 7 محامين.
وأشار حاجي حسن إلى أن الهدف من تشكيل هذه الغرفة هو إشراك جميع الناشطين في كافة المجالات الثورية في إدارة المدينة خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها مدينة حلب، معتبراً أن هذه الخطوة من شأنها وضع الجميع أمام مسؤولياتهم وإلزامهم بها ليشعر الجميع بالمسؤولية تجاه المدنيين والعمل على طمئنتهم وحثهم على الصمود.
ورداً على سؤال مراسل "زمان الوصل" فيما إذا كان لدى المجلس مخزون احتياطي كافٍ من المواد الأساسية كالطحين والمحروقات، قال حاجي حسن: إن المجلس المحلي لمدينة حلب قام بصرف كافة ميزانيته على المحروقات، إلا أن الكمية التي تم شراؤها لا تكفي طويلاً فحاجة مدينة حلب شهرياً تبلغ 872000 ليتر مازوت لتشغيل الأفران وآليات الدفاع المدني وآليات المجلس والمشافي ومحطات ضخ المياه.
وبالنسبة للطحين، قال "حاجي حسن" لدينا كميات قليلة لأنه لا يمكن تخزينه لفترات طويلة واستعضنا عنه بالقمح وغدا ستصل أول شحنة قمح، حيث سيتم نقل كافة مستودعات الحبوب من الريف الغربي إلى حلب.
وفيما إذا كانت المنظمات الإغاثية قد زادت من مخصصات مدينة حلب بهدف وضع مخزون احتياطي فيها تحسباً لأسوأ الاحتمالات، قال رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب "نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً".
وعن دور الحكومة السورية المؤقتة والائتلاف السوري المعارض والتدابير والإجراءات التي قدمتها لمدينة حلب قال "بريتا" "حتى الآن لم يصلنا منهم شيء، إلا أن الحكومة المؤقتة وعدت بتأمين الوقود إلى حلب عن طريق المعابر التركية بموجب عقد سابق كان معلقاً ومن المتوقع أن يعاد تفعليه، لافتاً إلى أن وحدة تنسيق الدعم تقوم بتقديم القمح للمجلس.
وقدم رئيس المجلس المحلي لمدينة حلب، المهندس "بريتا حاجي حسن" رسالة لسكان المدينة عبر "زمان الوصل" ليطمئنهم بأن المجلس يعمل بالتعاون مع كافة الجهات الفاعلة داخل مدينة حلب "مدينة وعسكرية" بشكل حثيث لمنع أي ضرر قد يلحق بهم جراء هذه الظروف؛ محذراً في الوقت نفسه تجار الحروب من احتكار قوت الناس وبيع السلع بأعلى من ثمنها الطبيعي بأنهم سيكونون تحت قبضة المحاسبة في زمن يعتبر فيه اللعب بقوت الناس خيانة للدين والوطن، حسب تعبيره.
وتبلغ حاجة مدينة حلب من الطحين يومياً 140 طناً لتشغيل الأفران وتأمين الخبز لأكثر من 63000 عائلة تعيش في أحياء مدينة حلب الخارجة عن سيطرة النظام.
أحمد بريمو -حلب -زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية