وجه نظام الأسد في الأيام الأخيرة، دعوة للشباب في مناطق محافظة الحسكة للتطوع والانضمام لميليشيات "الحماية الذاتية"، التي ظهرت مؤخراً بمناطق سيطرته في محافظات عدة برعاية حزب البعث، لتكون في الخطوط الخلفية لقواته عناصرها من الموظفين في "مؤسسات الدولة".
وأرجع الناشط "أسامة ملا محمد"، لجوء النظام إلى خطوة الألوية التطوعية ضمن الميليشيا الجديدة في الحسكة، إلى أنه لم يستطع جمع الأعداد الكافية، خاصة أن نسبة الموظفين قليلة والكثير منهم يسكنون في المدن والبلدات والقرى الخارجة عن سيطرته بالكامل في الريف الجنوبي حيث سيطرة تنظيم "الدولة"، أو عن سيطرته المباشرة كما في بعض أحياء مدينتي الحسكة والقامشلي الخاضعة لسيطرة مسلحين ينتمون لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD).
وقال "ملا محمد" لـ"زمان الوصل" إن النظام حشد أعداداً كبيرة في دمشق وريفها وحلب وحمص وحماة كون هذه المناطق ذات ثقل سكاني وتتضمن أعدادا هائلة من الموظفين على عكس مناطقه في الحسكة، التي يعمل معظم سكانها بالزراعة والتجارة وخارج البلاد.
وأشار إلى أن "هلال الهلال"، الأمين القطري المساعد لحزب البعث، والمسؤول عن تنظيم هذه الميليشيات وصل في بداية الشهر الحالي وطلب الإسراع بإطلاق الدورات التدريبية لعناصرها، وضغط على محافظ الحسكة للتحرك بهذا الاتجاه، خاصة بعد تراجع قوة ميليشيا "الدفاع الوطني" وحل ميليشيا "المغاوير"، بعد فرار معظم عناصرها العام الماضي ومقتل العشرات في معارك مع تنظيم "الدولة" داخل مدينة الحسكة إلى جانب اشتباكات جانبية مع حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يطالب الشباب بالانضمام لميليشياته.

وأعلنت ميليشيا "كتائب البعث" بداية شهر شباط/ فبراير الجاري، عن بدء "قبول طلبات الانتساب إلى الألوية التطوعية في محافظة الحسكة لغير الموظفين، مشيرة في بيان لها إلى أن "التسجيل سيستمر في مكتب الشباب الفرعي حتى نهاية الدوام الرسمي من يوم 11/2/2016".
وأضاف البيان، أن المتطوع سيحصل على راتب مقطوع " /25000/ ليرة سورية، إضافة إلى /10000/ ليرة مهمة قتالية".
وكان محافظ النظام في الحسكة، وجه في الشهر الماضي دعوة للانضمام لميليشيا "الحماية الذاتية"، جاء فيها "محافظ الحسكة يدعو بشكل رسمي موظفي الدوائر الحكومية للانضمام الى قوات الحماية الذاتية، وهي قوات مهمتها الدفاع عن المؤسسات والمناطق التي يحررها الجيش العربي السوري"، لكن هذه الدعوة لم تلقّ الاستجابة المطلوبة.
وأكد عنصر منشق عن ميليشيا "الدفاع الوطني" -طلب عدم ذكر اسمه- أن الناس حتى عناصر الميليشيات التابعة له لم يعودوا يثقون بنظام الأسد، الذي استغل العاطفة القومية لديهم خلال المواجهات مع مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي في كانون الثاني /يناير 2015، لتجنيد أعداد كبيرة منهم، إثر اقتحام مجموعة من "المقنعين" لأحد مقرات الحزب والدعس على صور "أوجلان".
وأضاف أن الأمر انتهى بعد تدخل وزير الدفاع "فهد الفريج" ورجل الاستخبارات السابق ومسؤول مكتب الأمن القومي علي مملوك لحل الخلاف، بالتضحية بأهم قيادي في ميليشيا "الدفاع الوطني" (فادي حنتوش)، وتقديم الوعود بمحاسبة كل المسؤولين عن الحادثة، في سبيل إرضاء الحزب، مشيراً إلى أن النظام ترك المتطوعين في تلك الميليشيات لقمة سائغة لحزب الاتحاد (PYD) دون أن يحرك ساكناً، رغم أنها –الميليشيات- واجهت تنظيم "الدولة" خلال هجومه على المدينة الصيف الماضي.
وتنتشر قوات النظام وميليشياته (كتائب البعث، المغاوير، الدفاع الوطني -السوتورو) في المربع الأمني وسط مدينة القامشلي والفوج (154) جنوبها، وفي عشرات القرى جنوب وجنوب شرق المدينة في محيط الفوج، فيما يعتبر مطار القامشلي الدولي شريان الحياة الوحيد لمناطق سيطرة قوات النظام، واستعادت هذه الميليشيات حضورها بعد وصول قوات روسية إلى المحافظة.
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية