أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"دومينو" الحصار يهدد حلب.. الطيران الروسي يرسم خريطة جديدة على الأرض المحروقة

عدسة شاب دمشقي - دمشق


*فصل جديد من التغريبة السورية على الحدود التركية و"باب السلامة" مغلق

أعلنت قوات النظام والميليشيات المساندة لها قبل أقل من أسبوع عن بدء كبرى معاركها في ريف حلب بهدف فك الحصار عن بلدتي "نبل" و"الزهراء" المحاصرتين من قبل الفصائل المقاتلة من أكثر من ثلاث سنوات وقطع طرق الإمداد تلك الفصائل وفصل ريف حلب الشمالي عن المدينة، ونجح جيش النظام وميليشياته بتحقيق ذلك مساء يوم الأربعاء الماضي بعد قيام الطيران الروسي بشن مئات الغارات الجوية على بلدات وقرى المنطقة بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية، الأمر الذي أجبر آلاف المدنيين من السكان المحليين على النزوح من بيوتهم واللجوء إلى الحدود السورية التركية المغلقة منذ أكثر من سنة.

ما جرى ويجري ينطبق تماما على ما كشفه مصدر عسكري في الجيش الحر لـ "زمان الوصل"، عندما قال إن إحدى الدول "الصديقة" أبلغت الفصائل المقاتلة في ريف حلب بأن قوات النظام وميليشياته ستبدأ حملتها العسكرية على ريف حلب الشمالي من محور بلدة باشكوي والتقدم نحو "نبل" و"الزهراء" بهدف الوصول إليها وفك الحصار عنها وقطع الطريق بين ريف حلب الشمالي والمدينة.


وأشار المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أن "الدولة الصديقة" أكدت أيضاً للفصائل أن القوات الروسية تعهدت لقوات النظام بإسناده جوياً بـ1500 غارة جوية، لافتاً إلى أن عدد الغارات التي شنتها  المقاتلات الروسية خلال الأيام الأربعة الماضية بلغ 700 غارة تقريباً، مما يعني أنه لا زال في رصيد الأسد وقواته نحو 800 غارة جوية روسية.


واعتبر المصدر أن الغارات الروسية كانت السبب الرئيسي في التقدم الذي أحرزه نظام الأسد وميليشياته، نافيا أي تخاذل من قبل الفصائل المقاتلة، معتبراً أن الثبات والصمود الذي أحرزته مجموعات الثوار أسطورياً ولا تقوى كبرى الجيوش عليه.

*دبيب النمل
تتبع قوات النظام والميليشيات المساندة لها ومنذ عامين خطة "دبيب النمل" والتي استطاع من خلالها الوصول إلى سجن حلب المركزي وفك الحصار الذي فرضته فصائل الثوار عليه على مدار سنتين منتصف عام 2014.

وبذات الاستراتجية ومن خلال التقدم البطيء من ذات الطريق الذي بدأ من ريف حلب الشرقي عبر مدينة "السفيرة" مروراً بالمدينة الصناعية في بلدة "الشيخ نجار" وصولاً إلى "حندرات" ثم "باشكوي" نجح مؤخراً بكسر الطوق المفروض على بلدتي "نبل" و"الزهراء" اللتين حولهما النظام وميليشياته إلى أكبر ثكنتين عسكريتين بالمنطقة، بعد أن شنت قواته هجوماً واسعاً على بلدات "دوير الزيتون" و"تل جبين"، وسيطرت عليها في وقت قصير نتيجة كثافة الغارات الروسية عليها عصر يوم الثلاثاء 2/2/2016.

وبعد ساعات قليلة من سقوط "دوير الزيتون" و"تل جبين" أستكملت قوات النظام وميليشياته تقدمها نحو "الزهراء" وتمكنوا خلال وقت قصير من السيطرة على بلدتي "حردتنين" و"معرستة الخان"، لتسقط بعدهما بلدة "ماير" الملاصقة لبلدة "الزهراء" نارياً، ويصبح الطريق الزراعي الواصل بينها وبين "الزهراء" سالكاً للقوات المترجلة والتي بدأت على الفور بفتح طريق إمداد عبر الأراضي الزراعية ونجحت بإدخال عدة عربات عسكرية وناقلات جند إلى داخل "نبل" و"الزهراء".

*عزل الريف الشمالي وتقطيع أوصاله
مع سيطرة قوات النظام وميليشياته على بلدة "معرستة الخان" أصبحت معظم بلدات وقرى ريف حلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة الثوار معزولة بشكل كامل عن المدينة وأريافها، وأصبح سكان بلدات "كفرنايا، مسقعان، كفر ناصح، أحرص، تل رفعت، اعزاز، دير جمال، كفين" محاصرين من الجهات الأربع، حيث يسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" على أجزاء من الريف الشمالي المحاذي للريف الشرقي، بينما تسيطر القوات الكردية على البلدات المتاخمة للريف حلب الغربي، في حين تُغلق تركيا حدودها بشكل كامل بما فيها البوابة البرية الواقعة في بلدة "سجو" المحاذية لمدينة "اعزاز".

واضطر آلاف المدنيين من سكان القرى المذكورة من ترك منازلهم هرباً من القصف الجوي الذي استهدف بلداتهم وقراهم نحو الحدود السورية التركية، وتجمع النازحون داخل معبر باب السلامة الحدودي على أمل السماح لهم بالدخول إلى تركيا التي لم تستجب بدورها لجميع المناشدات التي طالبت حكومتها بفتح المعبر واستقبال النازحين، ما اضطرهم للمبيت في العراء منذ يوم الثلاثاء الماضي وحتى اليوم في ظل انخفاض درجات الحرارة وبرودة الطقس.

وبلغت أعداد النازحين المتواجدين في المعبر الحدودي أكثر من 50 ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال.

وبث ناشطون صوراً وتسجيلات تظهر تدفق النازحين بشكل كبير نحو معبر "باب السلامة" الحدودي مع تركيا، ولاقت تلك الصور انتشاراً واسعاً عبر وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، ما دفع عدداً من المنظمات الإغاثية التركية والأجنبية للتوجه عبر البوابة التركية إلى داخل الأراضي السورية للوقوف على واقع الحال وتقديم المساعدات الغذائية للنازحين.

بدورها عملت هيئة الاغاثة التركية "IHH" على إقامة أكثر من 200 خيمة مؤقتة للنازحين داخل الأراضي السورية قرب الحدود مع تركيا، وقالت بأن تلك الخيم ستؤوي أكثر من 20 ألف شخص، في حين يطالب النازحون المتواجدون في المنطقة بالسماح لهم بدخول الأراضي التركية ومنحهم حق الحماية المؤقتة.

*كارثة إنسانية تهدد الشمال بأكمله
وفي سياق آخر، شهدت بلدات ومدن الشمال السوري موجة ارتفاع بأسعار مشتقات النفط، وذلك بسبب قطع الطريق الرئيسي الذي كانت تتخذه ناقلات وصهاريج نقل مادة المازوت من مناطق سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي يعتبر المصدر الرئيسي للمشتقات النفطية التي تنتجها الآبار النفطية الواقعة في المناطق الشرقية التي يسيطر عليها التنظيم.

ويستخدم سكان البلدات والقرى الخارجة عن سيطرة النظام في الشمال السوري مادة المازوت في توليد الكهرباء عبر المولدات وتوصيلها إلى الأفران والمشافي والبيوت، حيث يقوم النظام بقطع الكهرباء والماء بشكل كامل عن كافة المناطق الخارجة عن سيطرته منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

كما يعتمد المدنيون على المولدات التي تعمل على مادة المازوت في سحب المياه من الآبار التي تم حفرها في الأحياء السكنية والأراضي الزراعية في ظل انقطاع المياه بشكل شبه كامل منذ أكثر من عام عن كافة أحياء المدينة وبلدات الريف.

*تخوفات من حصار المدينة
بعد قطع الطريق الواصل بين مدينة حلب وريفها الشمالي، أصبح المنفذ الوحيد لسكان المدينة هو الطريق الذي يصل مدينة حلب بريفها الغربي المتصل مع ريف إدلب الشمالي، إلا أن هذا الطريق غير آمن بشكل تام حيث يقوم الطيران الروسي بين الحين والآخر باستهدافه بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية.

ومن جهة أخرى لا تبعد قوات النظام كثيراً عن ريف حلب الغربي الذي تدور في محيطه معارك عنيفة بين الحين والآخر بين قوات النظام وميليشياته من جهة، وفصائل الثوار من جهة أخرى، خاصة في بلدة "خانطومان" الواقعة بين ريفي حلب الغربي والجنوبي، وبلدتي "خان العسل" و"الراشدين" في الريف الغربي.

ويتوقع مراقبون بأن يواصل جيش النظام في خطوته المقبلة التقدم في ريف حلب الشمالي والسيطرة على بلدتي "رتيان" و"بيانون" التي تدور في محيطها حالياً معارك عنيفة بين قوات النظام وميليشياته ضد فصائل الثوار.

وبعد السيطرة عليها سيحرك النظام قواته المتواجدة في بلدة "حندرات" المحاذية لبلدة "باشكوي" نحو طريق "الكاستيلو" الذي يعتبر المنفذ الأخير للمدينة، وطريق الوصل الوحيد بينها وبين الريف الغربي.

أحمد بريمو - حلب - زمان الوصل
(167)    هل أعجبتك المقالة (125)

لا يهم

2016-02-06

قولوا للسعودية العدو في اليمن هو ذات العدو في الشام بفارق روسيا , شيعة ويهود الإفساد في الأرض , أما داعش فهي صهيوا أمريكية شيعية بإمتياز ,المطلوب هو الحرب على الإفساد وليس على الإرهاب لا تقتنوعوا بأكاذيب روسيا حول الإرهاب فهم الإفساد وهم المشكلة مثل غيرهم من المفسدين سافكي الدماء الحرام.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي