قضى خمسة عشر طفلاً خلال الشهر الماضي، بعد إصابتهم بأعراض مرض "الإنفلونزا"، الذي يجتاح مناطق ريف مدينة القامشلي الجنوبي، الواقع تحت سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) شمال شرق الحسكة.
وأفاد مصدر طبي لـ"زمان الوصل"، بتسجيل 15 حالة وفاة بين أطفال بلدتي "تل براك" و"تل حميس"، القاسم المشترك بينها أن سببها إصابة هؤلاء بمرض الانفلونزا، الذي اتشر مؤخراً في مناطق عدة من سوريا.
وقال المصدر الطبي إن الوفاة كانت مرتبطة أيضاً، بنقص الرعاية الصحية وسوء التدفئة المنزلية في هذه المناطق الريفية النائية والفقيرة.
وأشار إلى أن بلدة "سميحان غربي" قرب "تل براك"، شهدت انتشار حالات إنفلونزا حادة، لم تستجب للعلاج، لافتا إلى عدم وجود مخابر تحدد نوع الانفلونزا.
وتكمن خطورة الأمر، في أن الانتشار السريع لمرض الانفلونزا، على نطاق واسع خلال الأسبوعين الماضيين، حيث شملت الإصابات في منطقة تل حميس وحدها 65%، حسب تقريبات طبية شملت جميع الفئات العمرية. وفق المصدر.
وأكد القائمون على الصحة في المنطقة أن مشكلة تواجههم بسبب النظرة النمطية لمرض الانفلونزا لدى أهالي المنطقة، عبر تركها بدون علاج، فحسب رأي الأهالي "مدة الإصابة بالإنفلونزا محددة والعلاج يسكنها ولا يقصرها ولا يشفي منها
"، ما يعني في حال أثبت أن هذه الانفلونزا من النوع الخطير، حسب ما يشاع- فمن المرجح أن تزداد حالات الوفاة في المنطقة بسببها.
ونصح الأطباء في تلك المنطقة المرضى، بتناول مضادات التهاب ومسكنات، ولم تشفَ أي حالة أصيبت منذ أسبوع وبعضها أكثر من ذلك، حسب المشرفين عليها.
نشطاء في محافظة الحسكة، قالوا إن أول حالة وفاة بأنفلونزا الخنازير (H1N1) راحت ضحيتها فتاة بعمر (15عاما) في قرية "الطواريج" في ريف مدينة القامشلي، فيما نفت مسؤولة الصحة في إدارة PYD الذاتية، عبير حصاف، وجود النوع الخطير.
وقالت إنها حالات متأزمة واشتباه بوجوده المرض، لأن فيروس الانفلونزا متقلب، وأيضاً من الطبيعي ينشط في هذه الفترة، في تصريحات إعلامية لها الأسبوع الماضي.
دائرة الأمراض السارية والوبائية في مديرية الصحة التابعة للنظام، عقدت خلال الأسبوع الماضي، ندوات للتوعية حول مرض أنفلونزا الخنازير، رغم نفيها لوجوده على لسان محافظ النظام في الحسكة، محمد زعال العلي، حيث نقلت عنه سانا "عدم تسجيل أي حالة انفلونزا (H1N1) مثبتة مخبريا في المحافظة حتى الآن، وأن الأدوية المخصصة للعلاج متوفرة في حال وقوع إصابات".
أما الأوضاع الصحية في نواحي الريف الجنوبي، الواقعة تحت سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، هي أوضاع سيئة للغاية لعدم وجود مراكز رعاية أولية، إلى جانب إغلاق المستوصفات وهجر ة الكوادر الطبية المتخصصة، وانتشار الصيدليات العشوائية، دون وجود رقابة، حيث يتم تقل معظم حالات الحرجة إلى مشافي الميادين والرقة.
وتنعدم المستوصفات والنقاط الطبية في بلدات وقرى الريف عامة، حيث يعتمد السكان على الصيدليات القليلة، والأدوية المهربة من العراق وتركيا، رغم تعاون اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع مديرية صحة النظام لإصلاح المؤسسات الطبية المتضررة من المعارك، كما استلمت المديرية مؤخرا 20 طنا من الأدوية مقدمة من منظمة "يونيسيف"، يحصر توزيعها في مناطق سيطرة قوات النظام في مدينتي الحسكة والقامشلي.
محمد الحسين –الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية