أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

فصائل متعددة تحكم سيطرتها تقريبا على التل، وأمير النصرة يدعو لتطهير المدينة من التنظيم "المارق"

تعد مدينة التل من أكبر مدن الريف الدمشقي

قال مصدر إعلامي في مدينة التل كبرى مدن الريف الدمشقي الشمالي إن اشتباكات اندلعت بين فصائل مختلفة من جهة وتنظيم الدولة من جهة أخرى، أدت إلى سقوط قتلى من الجانبين وضحايا من المدنيين، وأسفرت عن انحسار سيطرة التنظيم وانكفاء عناصره الذين باتوا محاصرين في حي واحد من المدينة.

وأكد مسؤول مركز التل الاعلامي "صادق الوعد" أن الاشتباكات شاركات فيها فصائل متعددة بما فيها جبهة النصرة وأحرار الشام، وأن عدد الضحايا الموثق (عسكريين من الجانبين ومدنيين) حتى الآن بلغ قرابة 15 شخصا، وهناك احتمال لارتفاع العدد.

وأوضح "صادق الوعد" أن الاشتباكات بين الطرفين اندلعت قبل يومين، وأدت إلى سيطرة فصائل الحر والنصرة على كل مدينة التل باستثناء حي واحد، يتحصن فيه مقاتلو التنظيم، وأن المدينة تشهد –ساعة إعداد الخبر- اشتباكات متقطعة.

وأبان مصدرنا بأن قوات النظام التي تحيط بالمدينة وتفرض عليها حصارا، لم تتدخل حتى الآن في الاشتباكات الدائرة.

ووصف محدثنا الأجواء السائدة بين سكان وأهالي مدينة التل، بأنها منقسمة، فمنهم من يرى ضرورة توقف الاشتباكات، لاسيما أهالي مقاتلي التنظيم، الذين عرضت عليهم الفصائل تسليم أنفسهم لكنهم رفضوا، رغم أن الفصائل أعطتهم الأمان ووعدت بعرضهم على محكمة، تقرر مصير من تورط في الدماء ومن لم يتورط.

وفي هذه الأثناء، أصدر أمير النصرة في القلمون "أبو مالك الشامي" بيانا حول ما سماها "أحداث التل ووادي بردى، خاطب فيه مقاتلي النصرة قائلا: "طهروا الأرض من هذه الفئة المارقة (يقصد التنظيم) التي أفسدت الجهاد، وسفكت الدماء واستحلت الأموال بغير شرع الله عز وجل".

أبو مالك، أهم قيادات النصرة، والمتحدر من مدينة التل، تابع في بيانه مخاطبا جنوده: "افرحوا لنصرة دينكم وسنة نبيكم، فإن الخوارج المارقين قد شوهوا الإسلام وأساؤوا إلى المسلمين، ولكن إياكم أن تشمتوا أو تفرحوا لمقتل بعض أفرادهم الذين كنا نراهم على خير، واسألوا الله العافيه والثبات، فلا يأمن أحدنا من الفتنة".

وأوصى "أبو مالك" عناصره بعدم الإجهاز على الجرحى من التنظيم، وعدم الدخول إلى بيوت تقطن فيها نساء، مستدركا: "إياكم أن تعطوا الأمان لأحدهم إلا بإذن من الأمير، فهو يقدر المصلحة والمفسدة.. واحذروا غدرهم (عناصر التنظيم)".

كما أصدرت جبهة النصرة بيانا رسميا تحت عنوان "النداء الأخير لجماعة البغدادي"، مذكرة عناصر التنظيم بأن أمير النصرة في القلمون وجه لهم نداء أخيرا من قبل ليسلموا أنفسهم "فأبيتم وعاندتم ورددتم (باقية) ولم تعلموا أننا سنأتي أليكم في أقرب فرصة".

وتابع البيان: "لقد أفسدتم وقتلتم وظننتم أنه لايوجد من يردعكم أو يصدكم، ولقد رأيتم بأعينكم كيف أن الكثير منكم سلم نفسه واستسلم وتاب وعاد إلى رشده".

وختم البيان: "نوجه لكم النداء الأخير كي تسلموا أنفسكم قبل أن نقدر عليكم، خذوا منا العهد والأمان وسلموا أنفسكم وتوبوا ولا تلوموننا إن قدرنا عليكم، فلقد حذرناكم مرارا وتكرارا".

وتعد مدينة التل من أكبر مدن الريف الدمشقي، وهي المدينة الكبرى الوحيدة في الريف الشمالي الخارجة عن سيطرة النظام، ولذلك فهي تحتضن حوالي مليون شخص، النسبة العظمى إليها وفدوا من المناطق التي اقتحمها النظام ودمرها.

ويعد "أبو مالك" من أبرز قيادات النصرة التي كانت تعرف بقربها من التنظيم ودفاعها عن عناصره، وعدم سماحها بالتعرض لهم في القلمون، عندما اندلع الاحتراب بدايات 2014، وتطايرت شرارته في شرق سوريا وشمالها، وصولا إلى جنوبها.

لكن موقف "أبو مالك" من التنظيم تغير بشكل لافت، حتى وصل حد المفاصلة معهم، ووجه لهم نداء لتسليم أنفسهم، باعتبارهم "مارقين" و"مفسدين" و"خوارج".

زمان الوصل
(90)    هل أعجبتك المقالة (92)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي