تحول السوري إلى "نموذج" للجريمة، و"مسـألة جنائية"، طلب من طلاب كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية أن يحلوها (يعالجوها)، حسب ورقة امتحانات تعود للعام الدراسي الحالي، اطلعت "زمان الوصل" على نسخة منها.
وكان لافتا من طريقة طرح السؤال في "المسألة الثانية" في امتحان "الشريعة الجزائية والجريمة"، أن المستهدف تشويه صورة السوري في لبنان، وتقديمه كمجرم يقتل وينهب ويصرف الأموال المنهوبة على الفواحش.
بدوره علق المحامي السوري "طارق الكردي" على الواقعة، مؤكدا صحة ورقة الامتحانات وأنها فعلا وزعت على الطلبة داخل إحدى القاعات، لكن احتجاج الطلاب السوريين في القاعة، دفع الدكتورة هلا الأيوبي (مديرة الفرع الأول في الجامعة) لسحب أوراق الأسئلة وتجميد الامتحان كليا، وهي خطوة مشكورة ومحل تقدير.
ولفت "الكردي" في حديثه لـ"زمان الوصل" إلى نظرة بعض الحقوقيين لبيان "جنسية" الجاني في "المسألة"، كونها أمرا مهما لتوضيح طبيعة "الاختصاص الإقليمي"، معتبرا أن هذه النظرة مفهومة والاحتجاج بها مقبول مبدئيا، ولكن ليس في ظروف الاشتباك والاحتقان السائد في سوريا ولبنان من جهة، وبين سوريا ولبنان من جهة أخرى، وفي ظروف وجود نحو مليوني لاجئ سوري، وهي ظروف معقدة وحساسة جعلت "المسألة" التي وردت في المادة الامتحانية أقرب إلى التحريض المقصود.
وأوضح "الكردي" أن الجامعة اللبنانية صرح أكاديمي يفترض به أن يكون بعيدا عن التحريض ومقدماته، مذكرا أن التنويه إلى "الاختصاص الإقليمي" كان ممكناً عبر ذكر جنسية أخرى (هندية، فلبينية...)، تجنبا لوضع الجامعة في موضع الشبهة بالترويج لأفكار تشوه صورة الجار السوري المثخن بالجراح، وتحض ولو بشكل مباشر على ازدرائه وعدم مد يد العون له، في وقت هو أمس ما يكون بحاجة لمن يسانده ويشد أزره.

زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية