تقسم أمل أنها كانت تسمع صوت خطيبها عندما كان يغمى عليها تحت التعذيب، وأن صوته كان يصبرها على عذابها، حتى أن ضابط التحقيق رفس أمل على بطنها في إحدى جولات التحقيق، عندما علم بأنها تمر بأيام الدورة الشهرية.
وبحسب أمل فإنها كادت تفارق الحياة، لولا أن صوت خطيبها كان يهمس في أذنها أن تتحمل وتصبر من أجله.
تقول أمل: "كان حبنا يقويني، كنت أريد أن أخرج من المعتقل كي أراه وأحكي له عن ألمي".
ولما كانت أمل قد اعتقلت على أحد حواجز شارع "بغداد" في دمشق بسبب نشاطها في تنسيقية حي "القصاع"، فإنها كانت تعتقد أن خطيبها لا شك سيستخدم شبكة علاقاته لمحاولة معرفة مكانها، وزيارتها.
ولكن رغم مرور أكثر من 6 أشهر على اعتقالها دون أن تتلقى منه أي زيارة، فإنها لم تفقد الأمل لأنها كانت تعلم أنه "واصل" وأنه لن يتخلّى عنها.
بعد 6 أشهر خرجت أمل، وفي بالها فستان زفافها الذي كانت تخيطه قبيل اعتقالها، تقول: "اضطررت لتصغير الفستان قياسين، لأني فقدت الكثير من وزني في المعتقل".
وتحكي أمل g``لــ"زمان الوصل" أن خطيبها لم يخيب ظنها، فشوقه لها كان واضحا رغم أنه استهجن في البداية التغيرات التي طرأت على شكلها، لكن بعد مرور أيام على حرية أمل، صار هم خطيبها الوحيد معرفة إن تعرضت أمل للاغتصاب، أم أنها مازالت عذراء، ولما ملت أمل من أسئلته وشكوكه، اقترحت عليه مرافقتها إلى الطبيبة النسائية للتأكد من عذريتها.
تحكي أمل: "وافق مباشرة على اقتراحي ورغم أنه اقتراح مهين ويدل على عدم ثقته بي، لكني ظننت أن ذلك سيلغي الحواجز الجديدة بيننا"، إلا أن شكوك خطيب أمل لم تنتهِ رغم ما أكدته الطبيبة من أن أمل مازالت عذراء، بل أنه صار يلمح لأمل بأن "الطبيبة لاتريد أن تخرب بيتها"، ولكنه مع ذلك وافق على تحديد موعد الزواج ، فظنت أمل أن الزواج سيزيل سوء التفاهم بين الحبيبين.
*يوم الزفاف
تبتسم وهي تصف يوم زفافها لــ"زمان الوصل": "كان كل شيء كما خططت له، الصالة والفستان والحلويات، كنت أعتقد أن فصول الألم انتهت من حياتي، وأنني وأخيرا سأكون على موعد مع السعادة.
لكن العريس ترك عروسته تنتظره في صالة الفرح، ولم يكلف نفسه حتى بالاعتذار، تقول أمل: "لما أخبرتنا والدته وهي مفجوعة بأنه ترك لهم رسالة يخبرهم بها أنه سافر، لم أصدق، اعتقدت أنهم يمزحون، ولما صدقت أغمى علي".
عندما رجعت أمل في يوم فرحها إلى منزل أهلها حاولت الانتحار عدة مرات، ولأن كل ما حولها يذكرها بمأساتها سافرت مع والدتها إلى اسطنبول، وهي اليوم تحاول أن تطوي صفحات الحزن من حياتها.
تابعوا أيضا...
لمى شماس - اسطنبول - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية