دعا الشيخ "أسامة الرفاعي" رئيس المجلس الإسلامي السوري أهالي حوران وفصائلها إلى درء الفتنة والاحتكام إلى "دار العدل" في إشارة إلى الاقتتال الحاصل بين فصائل "الجيش الحر" في حوران و"حركة المثنى" التي ترفض الاحتكام إلى دار العدل.
وفي مايلي النص الكامل للكلمة:
إخوتي وأحبتي الأماجد أهل حوران، إخوتي العلماء والدعاة والخطباء والوعاظ، إخوتي عشائر أهل حوران ومشايخهم الكرام، إخوتي الفصائل الثورية من جميع الاتجاهات والأطياف.
إخوتي عامة أهل حوران أناشدكم أن تذكروا ما تفضل الله به عليكم من نعمة التقوى وخشية الله والوقوف عند حدوده وأن تذكروا نعمة الله عليكم من الألفة والمحبة والقرابة والوفاء التي ملأ الله بها قلوبكم وأن تذكروا تاريخكم المجيد في نصرتكم لدعوة الله تعالى التي قام بها علماؤكم الشيخ عبد العزيز أبازيد وسائر علمائكم من تلامذة الشيخ علي الدقر.
كنتم معهم قلبا واحدا وجسدا واحدا إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
وأن تذكروا وقفة آبائكم الأماجد بوجه المستعمر الفرنسي وقفة رجل واحد حتى مرّغوا أنف فرنسا في التراب.
أهلي وإخوتي في حوران، هل من المعقول أن تنسوا كل تلك المفاخر والمآثر فيتسامع الناس أن أبناء حوران أبناء العز والأنفة يقتل بعضهم بعضا.
أم هل من المعقول أن تنسوا روابط الدم والقربى التي تفضل الله ونسجها فيما بينكم، أم هل نسيتم أن الحب في الله هو أوثق عرى الإيمان، وهل نسيتم أنه إذا التقى المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار كما أخبركم بذلك الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام.
ألا تسمعون صوت رسول الله يصدح فوق رؤوسكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض، ألا تعلمون أنه إذا نشب القتال بينكم لا سمح الله فإن الأبعدين والأقربين من أعدائكم يفركون يدهم فرحا وطربا وشماتة بما تزهقون من أرواحكم وتسفكون من دمائكم.
أي عار نرتكبه حينما يضحي الناس بأرواحهم ودمائهم في سبيل الله نصرة لأوطانهم ودفاعا عن أعراضهم ونحن نسفح دماءنا ونهدرها تشفيا وانتقاما.
واخجلتاه بين يدي ربنا تبارك وتعالى وبين يدي رسوله صلى الله عليه وسلم إذا أقدمنا على فعل هذا مما لا ينبغي للشرفاء أن يفعلوه.
إخوتي وأحبتي أهل حوران أناشدكم الله مذكرا إياكم بقلوب النساء والأطفال والأرامل واليتامى والعجائز والثكالى الذين ليس لهم مشتكى إلا الله تبارك وتعالى أن تتقوا ربكم وتحكموا عقولكم الراجحة وإيمانكم القويم وتاريخكم الناصع وتلتفوا حول علمائكم وحكمائكم وأن تجعلوا من دار العدل مرجعا وموئلا لخلافاتكم.
"بسم الله الرحمن
إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله وروسوله ليحكموا بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون".
آمل من الله تبارك وتعالى كما شرفكم بالصيحة الأولى للثورة السورية من حناجر شبابكم وأطفالكم أن يمن عليكم فتركزوا لواء النصر بأيديكم على أرضكم الطاهرة.
وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية