أكدت قيادة ميليشيا "آساييش" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، يوم الاثنين، تورط ميليشيا "الدفاع الوطني" بالتفجيرات التي ضربت المنطقة المسيحية في مدينة القامشلي شمال الحسكة، في رأس السنة والليلة الماضية، ما زاد في حدة التوتر بين الميليشيات، والذي تشهده المدينة منذ بداية العام الحالي.
وقالت قيادة الميليشيا الكردية في بيان لها: إنه "استناداً إلى المعلومات الواردة من مصادر خاصة، وبعد القيام بعمليات التحري تبين لنا تورط ما يسمى بالدفاع الوطني التابع للنظام السوري في التفجيرين اللذين حصلا في حي الوسطى في مدينة القامشلي بتاريخ 30-12-2015"، مضيفة أنه "تبين تورط نفس الجهة (أي الدفاع الوطني) في تفجير أمس".
ويشترك في القيادة العامة لميليشيا "آساييش" الكردية، جوان إبراهيم مع القيادية آيتان فرهاد، التي تحمل جنسية غير سورية، وسبق أن قالا في لقاء متلفز في السابع من الشهر الجاري: إن "تفجيرات القامشلي في رأس السنة، حصلت في منطقة يشرف عليها عناصر مليشيا الدفاع الوطني وهم المسؤولون عن التفجير"، مؤكدين أن حدثاً كبيراً ستشهده المدينة قريباً، يتمثل بتطهيرها من كل الميليشيات الأخرى.
وتبع ذلك في 12 كانون الثاني/يناير 2016، هجوم لعناصر مليشيا "آسايش" الكردية على حي الوسطى المسيحي في المدينة، لتكسير الحواجز الإسمنتية التي وضعت في مداخل الحي وسط المدينة، لتندلع بعدها اشتباكات بينها وبين مليشيا "السوتورو" السريانية، قتل على إثرها أحد عناصر الأخيرة، وأصيب عدد من عناصر الطرفين، ليحل التوتر بعد أسبوع بوساطة رجال دين وعشائر وضابط ارتباط النظام في المدينة.
وعاد التوتر من جديد إلى المدينة بعد إطلاق مسلحين يتبعون لحزب PYD النار على مظاهرة لسكان حي (طيء)، الواقع تحت سيطرة مليشيا "الدفاع الوطني" في القامشلي، ما أدى إلى إصابة بعض المدنيين المحتجين على حصار حيهم من قبل مسلحي "آساييش"، إلى جانب عنصرين من "الدفاع الوطني"، انتهت بتدخل أجهزة أمن النظام لحل الخلاف بين الميليشيات وإعادة الوضع على ما كان عليه.
من جهتها، المنظمة الآثورية الديمقراطية، أدانت التفجير في بيان لها حصلت "زمان الوصل" على نسخة منه، وأكدت أن "هذا الاستهداف الجديد للسريان الآشوريين ليس معزولا عن سابقاته من الاعتداءات الممنهجة ضد مسيحيي المنطقة عموما، وضد السريان الآشوريين خصوصا، لترهيبهم وتهجيرهم".
وقالت المنظمة: إن "من يقف خلف هذه الاعتداءات، يستهدف ضرب السلم الأهلي في منطقة الجزيرة السورية، وتفتيت النسيج المجتمعي لمكوناتها الدينية والقومية، وزعزعة ثقة هذه المكونات بعضها ببعض تمريرا لمخططات عنصرية شريرة"، مشددة على "الأهمية القصوى للحل السياسي السلمي في سوريا".
كما حملت جميع "السلطات الأمنية والعسكرية المسيطرة على المنطقة، المسؤولية القانونية والأخلاقية عن هذه الاعتداءات"، داعية "المجتمع الدولي، ممثلا بمجلس الأمن الدولي وهيئات الأمم المتحدة المعنية، لتحمل مسؤولياتها في حماية مكون أصيل من مكونات المنطقة، مهدد بالاقتلاع الممنهج من موطنه الأصلي، عبر الضغط على سلطات النظام السوري وقوى الأمر الواقع للسماح الفوري بدخول مراقبين دوليين وأعضاء من لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا، للاطلاع على واقع أبناء الشعب السرياني الآشوري في منطقة الجزيرة ورفع تقارير إلى الجهات الدولية المعنية، وتحديد الجهات التي تقف وراء والجرائم التي تمارس بحقه، تمهيدا لتقديم المرتكبين للعدالة الدولية".
يشار إلى أن تفجير استهدف الليلة الماضية، مقهى إنترنت في حي الوسطى ذي الغالبية المسيحية بمدينة القامشلي، أدى إلى مقتل ثلاثة من أبناء المدينة وإصابة العشرات بجروح بليغة، كما أدى إلى إلحاق أضرار مادية جسيمة بالمباني السكنية المجاورة.
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية