أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"بارزاني" يبشر بنهاية حقبة "سايكس بيكو" ويرى أن العراق وسوريا لم يعودا موحدين

رئيس إقليم كردستان العراق "مسعود بارزاني"

دعا رئيس إقليم كردستان العراق "مسعود بارزاني" إلى إعادة رسم خريطة المنطقة، معربا عن اعتقاده بأن صلاحية اتفاقية "سايكس-بيكو" التي رسمت الحدود بين بلدان الشرق، قد انتهت.

وفي تقرير نشرته "ذي جارديان" البريطانية، وتولت "زمان الوصل" ترجمة أهم ما فيه، رأى الزعيم الكردي أن المجتمع الدولي بدأ بتقبل الفكرة التي تقول إن العراق وسوريا على وجه الخصوص لن يكونا بلدين موحدين، وأن "التعايش الإلزامي" بين مكونات المنطقة أثبت خطأه، في إشارة من "بارزاني" إلى سيناريو التقسيم الجديد المعد لبلدان المنطقة، والذي سيفتت البلد الواحد إلى كيانات متعددة.

ونقلت الصحيفة البريطانية عن "بارزاني" قوله: "أعتقد أنه قادة العالم في قرارة أنفسهم يرون أن حقبة سايكس بيكو قد انتهت... وسواء قالوا ذلك أم لا، وقبلوا به أم رفضوه، فإن الواقع على الأرض يثبت ذلك. أنتم تعلمون أن الدبلوماسيين محافظون بطبيعتهم ويعطون تقييمهم للأشياء في مراحل متأخرة، وأحيانا يكونون غير مواكبين للتطورات".

وقبل حلول الذكرى المئوية لإبرام "سايكس" و"بيكو" اتفاقية تقسيم المنطقة، قال "بارزاني" إن الإبقاء على الوضع الراهن الذي أرسته الاتفاقية، من شأنه أن يقود المنطقة نحو مزيد من التفكك والدمار، معتبرا أن "الاستقلال"، الذي كان محور الطموحات الكردية منذ عقود بات الآن أقرب لهم أكثر من أي وقت آخر.

ورأى "بارزاني" أن على القوى الإقليمية والعالمية السعي إلى ترسيخ اتفاق جديد (بديل عن سايكس بيكو) من شأنه أن يحمي "المجتمعات المحلية" في العراق وسوريا، حيث أصبحت الانقسامات واضحة (في البلدين)، بناء على الأوضاع الاجتماعية والدينية والطائفية.

وأفاد الزعيم الكردي: "يجب أن يكون هناك اتفاق جديد، ومن المهم أن نرى ما هو نوع هذا الاتفاق، وما هي الآلية التي يمكن أن تتتبع لتنفيذه.. متى سيتم إضفاء الطابع الرسمي على هذا الاتفاق يبقى أمرا غير معروف حتى الآن. لكن من غير المنطقي أن نستمر أو نصر على تكرار التجربة الخاطئة التي تكررت لمدة 100 سنة، والتي لم تؤد إلى نتيجة ملموسة".

وتابع: "في الوقت الراهن، العراق مقسم، ونحن لسنا مسؤولين عن هذا الأمر، بل على العكس، نحن بذلنا قصارى جهدنا للحفاظ على وحدة العراق والعراق الديمقراطي".

واستبعد "بارزاني" أي فرصة لمصالحة بين مكونات العراق على غرار "المصالحة الوطنية في جنوب أفريقيا"، منوها بأن "الثقافة الموجودة في العراق ليست موحدة بشأن التعايش"، ومعقبا: "إذا كنا لا نستطيع أن نعيش معا، فعلينا أن نعيش مع بدائل أخرى"، أي نقبل بأوضاع بديلة.

ودعا الزعيم الكردي كل من يعارضون استقلال كردستان لتغيير نظرتهم، موضحا أن إقليم كردستان ليس مصدر تهديد لأي من جيرانه، فتجربة الإقيلم طوال السنوات الـ15 الماضية تثبت أنه عنصر استقرار، حسب تعبير "بارزاني".

وشدد "بارزاني" على أنه لم يناقش مسألة استقلال الإقليم مع تركيا، لافتا إلى أن "الاستقلال حق قومي" للأكراد، ولا يصح أن يأخذوا إذناً لممارسته.

وأشار "بارزاني" إلى تحولات مهمة في المواقف الإقليمية، اعتبرها بمثابة "تغيير جذري"، معلقا: "لأعطيك مثالا واحدا، كان استخدام مفردة كردستان والأكراد محظورا في تركيا، ولكن قبل شهر عندما ذهبت إلى تركيا، رفرف العلم الكردستاني في القصر الرئاسي التركي".

وختم "بارزاني" معتبرا أن حلم الاستقلال الكردي بات أقرب للتحقق من أي وقت، لافتا إلى ثقل المسؤولية المترتبة على هذا الأمر، لكنها تبقى "مسؤولية مقدسة" حسب وصفه.

زمان الوصل - ترجمة
(126)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي