دخلت اللاجئة السورية "أم ياسين" إلى أحد مشافي اللاجئين السوريين بمدينة "المفرق" الأردنية لإزالة بحصة في الكلية فخرجت بفشل كلوي بسبب خطأ طبي لم يعترف به المشفى المذكور.
الحاجة "فايزة الزردة" التي لجأت إلى الأردن منذ سنوات من مدينتها حمص روت لـ"زمان الوصل" تفاصيل ما جرى لها منذ عام حيث أصيبت –كما تقول- بنوبة برد شتاء العام الماضي فتم إسعافها إلى "المشفى الإماراتي"، حيث تعرضت لخطأ طبي من أحد الأطباء، كما تقول، فتم إعطاؤها إبرة "فاترين" مع إبرة أخرى لم تعرف ماهي مما أدى إلى توقف كليتيها عن العمل.
وتتابع الحاجة أم ياسين أن "المشفى المذكور حوّلها على الفور إلى مشفى عاقلة في عمان حيث أجروا لها هناك ربطاً للكلية اليمنى واليسرى رغم أن إحدى كليتيها كانت تعمل بنسبة 10 % –بحسب تأكيدها.
وتروي اللاجئة الأربعينية أن المشفى بدأ بإرسال أطباء ومندوبين إلى المشفى الذي ترقد فيه لمحاولة التنصّل من المسؤولية عن الخطأ الطبي الذي وقع لها، وحينها -كما تقول- أحسّت بضيق شديد من تأثير المرض والضغط النفسي الذي تعرضت له، فطلبت الخروج من المشفى على مسؤوليتها، وتتابع ساردةً فصول مأساتها: "لم يصدق الأطباء والمندوبون خبراً فانفردوا بزوجي جانباً وقالوا له إن "حالة زوجتك النفسية صعبة وتريد الخروج على مسؤوليتها"، وبعدها جاء إليها طبيب نفسي بدأ يسألها أسئلة غريبة لا علاقة لها بما أصابها: "سألني كم أغسل يدي في اليوم وقال لي إذا وضعت الممسحة في الماء فكم مرة تغسلينها لدى تنظيفك لأرضيات المنزل".
وتتابع اللاجئة أم ياسين: "قلت له أنا فايزة فائق صالح بكامل قواي العقلية أنتم تسببتم في عطب كليتيّ وربطتموهما بـ"سياخ معدنية" وعندما كنت أقول لكم أين الطبيب الذي عالجني ادعيتم أنه تشاجر مع الممرضات وهرب من المشفى ولم تواجهوني بأي طبيب لأعرف حقيقة ما جرى لي".
وكشفت الحاجة أم ياسين أنها أصبحت في حالة من اللاوعي لمدة أربعة أشهر بعد ذلك، رافضة تحميل المسؤولية لأحد رغم شكّها بأن هناك من كان يضع لها في "السيروم" مواد غريبة أدت لهذه الحالة".
وتستدرك محدثتنا: "رضيت بقضاء الله وقدره ولكن ما يحزنني أني أصبحت بحاجة الناس لتغطية تكاليف غسيل الكليتين، حيث تكلف الجلسة أكثر من 40 ديناراً ومشاق السفر من المفرق إلى عمان والانتظار المرير".
وأضافت: "في أحيان كثيرة أتعرض لنقص في الدم والكلس مما يضطرني للعلاج بالفولة الكاسية للدم".
وكل هذه التكاليف ليست بمقدورنا تحملها كلاجئين، وتابعت بنبرة حزينة: "الشكوى لغير الله مذلة".
وكل ذلك -كما تقول- بسبب خطأ طبي رفض كل الأطباء والممرضين في المشفى المذكور تحمل مسؤوليته رغم أن هذا الخطأ –كما تؤكد- قلب حياتها رأساً على عقب، وأصبحت بحاجة لغسيل كليتين لمرتين في الأسبوع مما يضطرها لترك مسؤولياتها العائلية وطفلها الوحيد الذي لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات ونصف فتضطر لتركه لدى الجيران.
ولم تكن أم ياسين تعاني من هذا المرض إطلاقاً كما تؤكد مضيفة أن البحصة التي اكتُشفت في جسدها، كانت بحاجة لعملية تفجير بسيطة كما تُجرى في كل دول العالم ولكن الأمر تحول إلى كارثة صحية بالنسبة لها.
وأشارت إلى أن لديها عماً توقفت كليتاه لأكثر من أسبوعين وتم علاجهما بالدواء والتنشيط في سوريا، أما هنا فيرسلون المريض فوراً إلى الغسيل للأسف وكأنهم حكموا عليه بالموت "القضائي"، حسب وصفها.



فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية