شارك عشرات اللاجئين السوريين في ألمانيا في احتجاج على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي دافعت بقوة عن فتح أبواب بلادها للاجئين السوريين، بل وجمدت اتفاقية "دبلن" لأجلهم.
واللافت أكثر أن مجموعة السوريين انخرطوا في اعتصام مخصص بالذات للاعتراض على سياسة "الباب المفتوح" التي انتهجتها "ميركل" تجاه اللاجئين، ولم يكن الاحتجاج مخصصا لغرض آخر!
ووفقا لنبأ نشرته وكالة الأنباء الألمانية، وتولت "زمان الوصل" ترجمة أهم ما فيه، فإن مجموعة من 51 لاجئ سورياً، قطعت نحو 550 كيلومتر من جنوب شرق ألمانيا وصولا إلى العاصمة برلين للمساهمة في الوقفة الاجتجاجية.
وتولى نقل هؤلاء مجان "بيتر درير" السياسي البافاري المعارض لنهج "ميركل"، حيث ملأ حافلة من اللاجئين السوريين الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و45 عاما.
وأعطى مكتب المستشارة "ميركل" تعليماته باستقبال السوريين المحتجين وتوفير مأوى مؤقت لهم، ريثما ينهون احتجاجهم، لكن اللاجئين رفضوا عرض مكتب المستشارة، لأنهم كانوا يطمحون إلى الإقامة في مكان أفضل.
ومع إصرار مجموعة اللاجئين المحتجين على رفض الإقامة في المكان المقدم لهم من مكتب المستشارة، عرضت عليهم الإقامة في بيت للضيافة شمال برلين.
وقال السياسي البافاري "درير" في بيان توضيحي إن اللاجئين السورين المشاركين في الاحتجاج كانوا على دراية تامة بالأمر، حيث جرى إبلاغهم بالغاية من نقلهم إلى برلين على متن حافلة مجانا، من أجل المشاركة في وقفة ضد "ميركل" وسياسة الحدود المفتوحة أمام اللاجئين، ومع ذلك فإن المجموعة وافقت على المشاركة.
ورأى "درير" أن وضع حد لموجات اللاجئين أمر لايلوح في الأفق، وأن قدرة ألمانيا على توفير إقامة كريمة توشك على النفاد بسرعة.
"درير" رافق المحتجين السوريين على نفس الحافلة، معتبرا أنه وفى بوعيده للمستشارة الألمانية، حيث سبق أن هددها بإقامة وقفة احتجاجية على سياسة الباب المفتوح، قائلا إن ألمانيا لاتستطيع إدارة قضية اللاجئين، ردا على شعار "ميركل" المشهور في هذا الشأن "نستطيع إدارة القضية".
ويحاجج سياسيون ألمان بأن سياسة الباب المفتوح التي انتهجتها "ميركل" أغرقت البلاد بطوفان بشري من اللاجئين، تمثل في 1.1 مليون لاجئ خلال عام 2015، في وقت يرى معظم اللاجئين ولاسيما السوريون أن "ميركل" تعاملت معهم بإنسانية، وقدمت لهم تسهيلات كثيرة قياسا إلى دول أوروبية أخرى.
وكان الامتنان الذي يشعر به السوريين تجاه المستشارة الألمانية قد دفع بعضهم إلى تسميتها "ماما ميركل".
زمان الوصل - ترجمة
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية