لم يكد ابن الجنوب اللبناني "كريم صالح" ينتقد تدخل حزب الله في سوريا مطالباً بفك حصار مضايا والزبداني حتى انهالت عليه الشتائم والاتهامات والتوعد بالانتقام من أنصار الحزب على وسائل التواصل الاجتماعي.
صالح الذي يعيش في جمهورية "مالي" منذ 8 سنوات روى لـ"زمان الوصل" بداية خلافه مع حزب الله الذي بدأ منذ سنوات، واصفا حزب الله بأنه حزب طائفي وقمعي مثله مثل حزب البعث، وهو قائم على رفض الرأي الآخر وكم الأفواه المعارضة.
ولكن مع بداية الثورة السورية -كما يقول- أعلن موقفه بكل وضوح وأنه مع الثورة السورية ضد بشار الأسد"، مثل ما كان مع ثورات تونس ومصروليبيا واليمن والبحرين..".

وتابع صالح: "هكذا تربيت أن أكون مع الحق، قبل أن يبدأ حزب الله بإرسال شباب الجنوب والبقاع والضاحية ليقتلوا في سوريا دفاعاً عن مقامات دينية كانت لا تزال موجودة في سوريا قبل عقود من الزمن دون أن يمسها أحد بسوء.
بعد تدخل حزب الله الصريح في سوريا أعلن "كريم صالح" مع مجموعة من الشبان الشيعة رفضهم القاطع لمشاركته إلى جانب نظام الأسد في حربه على الثورة.
ويضيف: "تم تخويني واتهامي بأني ممول من الخارج" وهو أسلوب نظام الأسد ذاته الذي استخدمه مع السوريين بداية الثورة".
ويسترجع "كريم صالح" بداية معارضته لحزب الله التي بدأت بشكل خافت وغير علني يقول "كان الخوف شديداً من ردة فعل الحزب تجاهنا".
ويردف: "كنّا نعد للعشرة قبل كتابة اي شي ضد حزب الله، إذ كان الشارع الموالي لحزب الله غير معتادين على وجود أناس من الجنوب يغردون خارج السرب".
ويرجع محدثنا بالذاكرة إلى بداية الثورة حيث كتب بتاريخ 21 آذار على صفحته "بعث بعث بعث بعص، بعـ... وهن الشباب وطلعوا" في إشارة إلى اندلاع الثورة السورية من خلال المظاهرات السلمية التي عمّت شوارع المدن السورية.
وكشف محدثنا أنه تعرض لأول تهديد مباشر من مسؤول في الحزب السوري القومي الاجتماعي بالجنوب، الذي قال لوالده حرفياً:"هيدا الحكي أكبر من ابنك بكتير واسمه صار على مطار بيروت خليه ينتبه".
ويردف صالح: "مع الوقت أصبحت الأحداث تتنامى، وأصوات معارضي حزب الله تكبر، وبالتالي بدأت التهديدات تشّتد، إلى أن وصلنا لإعلان حزب الله الرسمي عن مشاركته إلى جانب الأسد بوجه الشعب السوري".
وهذا الموقف المعارض لحزب الله دفع "كريم صالح" ثمنه غالياً، وأول تبعات هذا الثمن -كما يقول- تبرؤ قريته "كفررمان" منه إذ بدأ أبناؤها يكيلون له السباب والاتهامات بالعمالة والخيانة، ولفت محدثنا إلى أن القرية التي ينتمي إليها أصبحت من جديد موالية بشكل مباشر لحزب الله، أي بعد معركة القصير تحديداً، مفسراً ذلك بسبب الحرب الإعلامية التي يقودها حزب الله الشارع الجنوبي بأحقية مشاركته العسكرية في سوريا".
ويتابع محدثنا أن "الحزب بدأ يجيّش الشارع طائفياً لتبرير موقعه المتناقض بين موقفه من الربيع العربي بشكل عام، وربيع دمشق بشكل خاص. مستعملاً الأساليب نفسها التي استخدمها ولا يزال نظام الاسد كـ" "الإرهاب، والمشروع الإسرائيلي، والسلفية والتكفيريين... إلخ".
وأشار إلى أن "لحزب الله قاعدة يعمل على تعزيزها منذ عقدين من الزمن ترتكز على الدافع العقائدي، ويستخدم الحزب الآن داعش كفزاعة لتخويف أهل الجنوب والضاحية وبعلبك، مع أنه لم يدخل في معركة مباشرة مع تنظيم الدولة منذ دخولها إلى سوريا حتى اليوم".
وفيما يتعلق بموقفه مما يجري من حصار لـ"مضايا" وهل هذا الموقف بمثابة رد للجميل أوضح صالح أن "الإنسان لا يحتاج إلى شيء مقابل تضامنه مع حالة إنسانية موجعة، كما حدث مع مضايا"، مضيفاً أن "كل ما يحتاج إليه المرء للوقوف مع الثورة السورية هو القليل من الإنسانية".
وأشار إلى أن موقفه من الثورة السورية لن يتغير مهما حصل" معلنا أنه "مؤمن بهذه الثورة، هناك رابط بيني وبين كل شهيد سقط، حفظت أسماء الشهداء، حضرت تشييعهم وتهجير أهلهم وسقوط قراهم و تدميرها، لي ذاكرة مع هذه الثورة ليس من السهل نسيانها".
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية