هو ليس فيلما هنديا كما سيتوهم البعض ولا فرقعة إعلامية الهدف منها التشويق وجذب الانتباه، بل هي حقيقة مؤلمة وطريفة في آن، أشعلتها صورة (أدناه) نشرت على صفحة "زمان الوصل" لشاب من ذوي الاحتياجات الخاصة يدعى نادر الأحمد الجاسم في7-1-2016 تحت تقرير بعنوان "أرملة لبنانية تجعل من بيتها مركزا للمعاقين السوريين..فمن يشاركها الشرف".
*تفاصيل المشاجرة
ما إن نشرت صورة الشاب نادر الأحمد الجاسم اللاجئ السوري المقيم في لبنان، وهو شاب من أصل بدوي لجأ من منطقة القصير قرية "سقرجة" ومتزوج من "آمنة شعيب" ولديه ثلاثة أولاد محمد وأحمد وفاطمة، حتى ظهر لنادر زوجة ثانية في سوريا، من محافظة القنيطرة تدعى مريم الأسعد والتي تواصل أقرباؤها مع المشرفين على المركز الاجتماعي مطالبين إياهم بحقوق الملكية لصاحب الصورة المنشورة في التقرير كونه أحد المسجلين في المركز، مؤكدين أنه زوج مريم المفقود من تاريخ 16/9/2013 وأن اسمه الحقيقي عبدو ذيب عبدالله الأسعد من مواليد 1970، وهو مزارع ويعمل موظفا في مؤسسة المياه ولديه ثلاثة أطفال هم محمد وأحمد وصلاح.
ليس ذلك وحسب بل وردت عشرات الاتصالات للمشرفين على المركز الاجتماعي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة تطالبهم بكشف حقيقة صاحب الصورة وعدم التستر عن أي معلومات تفيدهم بالوصول لمفقودهم الذي مضى على اختطافه ثلاث سنوات.
*عائلة الشبيه نادر (السورية) ترسل دليلا دامغا
بالرغم من قيام المشرف على المركز والمسؤول عن الملف الصحي للشاب نادر الأخصائي الاجتماعي عبد الحفيظ الحولاني بتصوير الشاب نادر عشرات الصور ومن زوايا مختلفة وإرسالها لعائلته المفترضة في محافظة القنيطرة، إلا أنهم ازدادوا إصرارا على أن صاحب الصورة ليس نادر الأحمد الجاسم، وأنه هو ذاته ابنهم المخطوف عبدو ذيب عبدالله الأسعد، مدللين على ذلك بوجود وشم على ذراع ولدههم وهو اسم (دلال) وبوجود آثار عملية جراحية على رقبته، مطالبين المركز بالكشف عن حقيقة نادر بلهجة وصلت حد التهديد أحياناً، ومن أرقام هواتف من داخل لبنان كما أكد ذلك لـ"زمان الوصل" الأخصائي المشرف على المركز.
* المركز الاجتماعي يقطع الشك باليقين
بعد تشعب قضية الصورة العائدة للشاب نادر، قام المركز الاجتماعي بالانحناء للريح لكنها انحناءة الحب والإنسانية لعائلة منكوبة بولد فقدته يوما ورأت في صورة عابرة للنت أملا بلقائه، وذلك بتصوير الشاب نادر بعد موافقته بأن يعمل على الكشف عن يديه ورقبته أثناء التصوير ليريح العائلة السورية وزوجة عبدو ذيب الأسعد مريم الأسعد من شكوكها وظنونها.
وقد أصرت زوجته الحقيقية آمنة شعيب وأولاده أن يساهموا في إيصال هذه الرسالة الإنسانية التي من شأنها أن تريح عائلة وزوجة وأولاده، من لحظة شك بدأت تخامرهم وتعصف بقلوبهم منذ رؤيتهم لصورة شبيه فقيدهم المخطوف.
ربما كان هو الشبه الذي عاد لينكأ جراح مريم الأسعد بعد كل هذه السنوات، أو ربما هي "القشة" التي أوهمت مريم نفسها بأنها منقذها من لحظات الفقد والحزن بغياب زوج مخطوف، فقررت أن تتعلق بها وتهز إليها بجذع المصادفة علها تساقط عليها زوجا هنيا، لكن ذلك الشبيه لم يكن ضالتها، ولا هو زوجها الغائب المفقود.
لبنان - عرسال - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية