أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

خاطرة .. وتساؤل ..... نشأت نزهة


" إذا كنت في قوم فاحلب في إنائهم " من الأمثال القديمة والمتداولة جيلاً بعد جيل وهو يقال للشخص الذي يخرج على إجماع الناس المحيطين به فيبدو وكأنه يتخذ موقفاً مضاداً فيوصف بأنه من الشواذ بالنسبة لهم .
توقفت عند هذا المثل مطولاً ، ومن دون العودة الى القصة التي نتج عنها بدأت بالتفكير ، هل يصح أن يجاري المرء مَنْ حوله في كل ما يقولونه أو ما يفعلونه أو ما يتصرفونه وحتى عندما يتخذون موقفاً يجب أن يكون موقفه متفقاً مع موقفهم وإلا اعتُبِرَ ليس منهم .


إن هذا الأمر يمكن أن يكون مقبولاً في بعض الأمور الحياتية والمعيشية البسيطة وحتى التصرفات الإجتماعية المتعارف عليها حسب المجتمعات والبيئات والعادات المتوارثة عبر الأجيال .

 ولكن هل يمكن أن تطبق إذا وجد المرء في مجموعة من الأفراد الذين يتخذون من الكذب قاعدة عامة لكل أقوالهم وأفعالهم فهل يجب على هذا الشخص أن يصبح كاذباً لأنه في قوم كاذب ؟

والموظف الذي يوجد في دائرة وكل من يعمل بها يعتبر الرشوة أمراً أساسياً في حياته الوظيفية ، هل هذا الموظف يجب أن يتحول إلى مرتش كي يكون واحداً منهم ؟

 وإذا صادف أن حط شخص ما في مكان ما ، وكان جميع سكانه من السارقين فهل عليه أن يصبح سارقاً مثلهم ؟ هذه الأفكار وغيرها الكثير راودتني ووددت أن أعرف ما رأي الناس بها ، فبدأت ألقي بعضاً منها في مناسبات متعددة على أشخاص مختلفين كباراً وصغاراً ، رجالاً ونساءً ، متعلمين وأقل تعليماً ومن مختلف المهن والأعمال فرأيت أن الناس يختلفون كثيراً في مواقفهم ، فمنهم من قال لي نعم إذا وجد الإنسان بين مجموعة من السارقين يجب أن يصبح سارقاً وإلا لا يستطيع العيش معهم .

 أما البعض الآخر فقالوا لا ، يجب أن يبقى محتفظاً بقيمه وأخلاقه ولا ينجرّ مع المجموعة ويتخلّى عن قيمه ومبادئه مهما صادفته صعوبات وعوائق .
عزيزي وصديقي القارئ أتمنى أن تتوجه بهذا السؤال لنفسك وتجيب عنه لنفسك أيضاً ، وهنا أخص بذلك جيل الشباب الذي هو الآن يقف على عتبة اختيار الطريق التي سيسلكها في حياته فهل سيختار الطريق الأسهل له بغض النظر عن القيم والأخلاق والمبادئ أم سيختار الطريق الأصعب محتفظاً بالقيم والأخلاق والمبادئ ؟


أترك ذلك لكل شاب وشابة لينفرد بنفسه ويناقش هذا الأمر بموضوعية وهنا لابد من التنويه بأن أولياء الامور لهم الدور الكبير والهام في الأخذ بيد الشباب ومساعدتهم على الاختيار الصحيح عن طريق توضيح أسس كل طريق وعواقبه على الفرد والمجتمع والوطن وذلك بالتوضيح العلمي والأخلاقي والاجتماعي والروحي .


[email protected]

(113)    هل أعجبتك المقالة (109)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي