اختار الشاب السوري اللاجئ "نهاد عبد" أن يحتج على حصار مدينة "مضايا" بطريقته الخاصة فقرر الجلوس بثيابه الداخلية في منطقة (Rainickendorf) في برلين بدرجة حرارة 10 تحت الصفر حاملاً علم الثورة ولافتات تطالب بفك الحصار عن المدينة المنكوبة وإيصال الأغذية للجوعى والمحاصرين.
ويقول عبد لـ"زمان الوصل" إن فكرة الاعتصام الرمزي الصامت جاءت من شعوره بضرورة التحرك وتقديم شيء لأهلنا في "مضايا"، وبشكل يجعله يشعر بأقل نسبة من العذاب والألم تجاه معاناة المحاصرين هناك -كما يقول- فبدأ بنفسه لإراحة ضميره.
ويضيف "عبد" السوري ذو الأصول الكردية: "قررت أن أخرج باللباس الداخلي إلى الشارع وسط الثلوج والبرد القارس بدرجة حرارة (-10)، حيث لم أستطع التحمل أكثر من نصف ساعة".
ولفت الشاب اللاجئ الذي يعمل كمتطوع مع بعض المنظمات الإنسانية الألمانية السورية التي تساعد اللاجئين السوريين في برلين إلى أنه لجأ لنشر صوره أثناء الاعتصام ليس طلباً للشهرة، وإنما لإيصال رسالة لكل رفاقه ولأهل "مضايا" مفادها أن هناك من يحاول التضامن معهم بطريقة غريبة وقريبة لواقع أهلنا في "مضايا" وفي كل مناطق اللاجئين السوريين، حيث البرد وقلة الطعام والموت.
وحول شعوره الذاتي أثناء خوض هذه التجربة وهل يفكر بإعادتها قال عبد: "كان شعورا حزينا ومؤلما ليس على نفسي لأني أعرف بأني سوف أدخل إلى بيتي بعد دقائق وأتناول طعامي وأنام في سريري، بل على حال أهلنا هناك في مضايا الصمود الذين يعانون من البرد والجوع والخوف في كل دقيقة".

وأشار محدثنا إلى أنه "مستعد لتكرار هذه التجربة كل يوم وخاصة أن له –كما قال- تجارب سابقة مثل فكرة سكب سطل دم بارد"، مضيفاً أنه لجأ لهذه الفكرة حين كان الكثير من الناس في أوروبا يسكبون على أنفسهم سطل ماء بارد تضامناً مع إحدى المؤسسات الإنسانية، ولذلك كانت فكرتي سكب سطل دم تضامناً مع أطفال سوريا الذين تُسفح دماؤهم كل يوم".
وفيما يتعلق بحضور شبيحة الأسد وحزب الله في برلين ومدى تأثيرهم نوّه الناشط "عبد" إلى أن "تواجد شبيحة الأسد وحزب الله يعود إلى ما قبل الثورة، ولكن في الفترة الأخيرة ومع تزايد موجة اللاجئين استطاع هؤلاء أن يستغلوا هذا الأمر وأتوا إلى ألمانيا من كل دول أوروبا ليثيروا البلبلة ويضايقوا اللاجئين وبخاصة الناشطين منهم.
وأشار محدثنا إلى أن "هؤلاء الشبيحة اعتدوا على مطعم لأحد الإخوة اللبنانيين ومارسوا تشبيحهم وكأنهم في "غابة الأسد" منذ أسابيع، وكشف الناشط "عبد" أن صاحب المطعم المذكور معروف هنا بتأييده لثورة الشعب السوري ولدى افتتاح مطعمه، وضع علم الثورة السورية على يمين واجهة المطعم والعلم اللبناني على يساره وبعد أيام قليلة من افتتاح المطعم -كما يروي محدثنا- أقدم الشبيحة على تخريب واجهة المطعم والعلمين فجراً، وكتبوا شعارات تمجد الأسد، و"لكن الحر اللبناني لم ييأس وأصلح واجهة مطعمه وأعاد العلمين إلى مكانهما".
ومن المقرر أن ينفذ مجموعة من الناشطين اعتصاماً لأجل أهل "مضايا" في ساحة "ألكسندر بلاتس" الشهيرة في برلين يوم السبت القادم 2016/1/9 يشارك فيه أكثر من 500 شخص من ناشطي ومناصري الثورة السورية، ويأتي هذا الاعتصام تضامناً اليوم العالمي لرفع حصار الجوع عن سوريا.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية