فشل البرلمان اللبناني، اليوم الخميس، وللمرة 34 على التوالي، بانتخاب رئيس جديد للبلاد، بعد إخفاق النواب بانتخاب الرئيس 13 للبنان، ما دفع رئيس المجلس نبيه بري، إلى تحديد 8 شباط/ فبراير المقبل موعدا جديدا لانعقاد الجلسة 35 للغرض نفسه.
وأعلن بري تأجيل جلسة اليوم بعد عدم اكتمال النصاب القانوني لجلسة انتخاب الرئيس حيث حضر 36 نائبا، من أصل 86 نائبا على الأقل يشكلون النصاب القانوني لجلسة الانتخاب.
يشار إلى أن البرلمان اللبناني يسعى لانتخاب رئيس جديد للبلاد، منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، في 25 مايو/أيار 2014، إلا أن كل هذه المحاولات التي وصل عددها اليوم الى 34 لم تحقق أهدافها، في ظل الخلافات السياسية بين مختلف القوى السياسية.
ويتوجب حضور ثلثي عدد النواب البالغ عددهم 128 لتأمين نصاب انتخاب الرئيس اللبناني في الدورة الأولى أي 86 نائبا، وفي حال عدم حصول المرشّح على ثلثي الأصوات، تجري عملية اقتراع جديدة يحتاج فيها المرشّح إلى 65 صوتاً على الأقل للفوز بالمنصب.
وكان سمير جعجع (62 عاماً)، رئيس حزب القوات اللبنانية المنضوي في حلف "14 آذار" المؤيد للثورة السورية، والنائب هنري حلو، مرشح الوسط الذي يدعمه النائب والزعيم الدرزي وليد جنبلاط، هما المرشحين الرسميين البارزين في السباق الرئاسي، فيما المرشح القوي الآخر غير المعلن رسمياً، فهو رئيس "التيار الوطني الحر" ميشال عون (حليف "حزب الله" الذي يقود حلف 8 آذار الداعم لنظام الأسد)، الذي كان قائدا للجيش اللبناني من 23 يونيو/ حزيران 1984 وحتى 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989، ورئيسا للحكومة العسكرية الانتقالية، التي تشكلت عام 1988، إثر الفراغ الرئاسي الذي شهده لبنان بعد انتهاء ولاية الرئيس آنذاك، أمين الجميّل.
لكن رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الذي يتزعم تيار "المستقبل" الأكثر تمثيلا لسنة لبنان والذي يقود حلف "14 آذار" المؤيد للثورة السورية، عبّر عن دعمه لانتخاب النائب سليمان فرنجية، من حلف "8 آذار" المدافع عن نظام الأسد، في مبادرة تهدف إلى تأمين انتخاب رئيس للبلاد التي تعيش الفراغ الرئاسي منذ 25 مايو/أيار 2014، إثر انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان. لكن المبادرة ووجهت برفض عون وعدم دعم "حزب الله".
وتنقسم القوى الأساسية في البرلمان بين حلفي "14 آذار" و"8 آذار"، بالإضافة إلى الوسطيين وعلى رأسهم جنبلاط. وتحمل قوى "14 آذار" كل من حزب الله وحليفه عون، مسؤولية التعطيل المتكرر لنصاب انتخاب الرئيس داخل مجلس النواب.
ويتيح الدستور لمجلس النواب، انتخاب أي مسيحي ماروني لم يعلن عن ترشحه.
يذكر أن المسيحي الأرثوذكسي شارل دباس، كان أول من تولى رئاسة الجمهورية اللبنانية عام 1926، وذلك بعد إقرار دستور البلاد في عهد الانتداب الفرنسي، وفي عام 1943 اتفق مسلمو لبنان ومسيحيوه بموجب الميثاق الوطني، وهو اتفاق غير مكتوب، على توزيع السلطات، على أن يتولى الرئاسة مسيحي ماروني لولاية تمتد 6 سنوات غير قابلة للتجديد، مقابل أن يكون رئيس الوزراء مسلماً سنياً، ورئيس البرلمان مسلماً شيعياً، وما يزال هذا العرف الدستوري سارياً حتى اليوم.
الأناضول
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية