دان عدد من القادة السياسيين اللبنانيين، الحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري، على بلدة مضايا، بريف دمشق، في وقت وصف فيه أحدهم هذا الأمر بـ"التجويع الممنهج" من قبل النظام.
وقال الزعيم الدرزي النائب، وليد جنبلاط، إن "ما يحصل في مضايا والزبداني السوريتين، يتناقض مع كل المبادرات الدولة والعربية للتوصل إلى حل سياسي في البلاد".
وشكك جنبلاط في مقابلة مع الصحيفة الناطقة باسم الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه، بـ"الدور" الذي يؤديه المبعوث الأممي، ستيفان دي ميستورا في سوريا.
واتهم جنبلاط، دي ميستورا، بـ"التغاضي عن سياسة التجويع المنهجي التي يعتمدها نظام بشار الأسد في مضايا والزبداني، كما سبق أن فعل الأمر ذاته في (مخيم) اليرموك (للاجئين الفلسطينيين في دمشق) وغيرها من المناطق السورية.
وفي هذا الصدد، تساءل عن "الدور الحقيقي للأمم المتحدة"، مستطرداً بالسؤال "هل الإشراف على الحل السياسي يشمل التغاضي عن نظام يمارس أبشع أنواع التجويع والقهر والقتل والتهجير بحق شعبه؟".
وأضاف: "بئس الحل السياسي، وبئس مفهوم العدالة الدولية، وبئس المصالح الدولية التي تتقاطع فوق رؤوس الشعوب وعلى حسابها، وفوق الأشلاء وجثث الضحايا!".
من جهته، نشر سمير جعجع، رئيس حزب "القوات اللبنانية" المنضوي ضمن تحالف "14 آذار" المؤيد للثورة السورية، صورة على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تُظهر أطفالاً، قال إنهم من مضايا، وقد أصابهم الهزال الشديد نتيجة الجوع، بالإضافة إلى طفلة تحمل ورقة تشكو فيها من الجوع.
وتوجه جعجع إلى كل الدول التي لديها قوى جويّة عاملة في الأجواء السورية، بالقول :"أعتقد أن هذا المشهد بحدِّ ذاته كافٍ لتحريك ضمائركم، ودفعكم إلى رمي الإمدادات الغذائية من الجو لعشرات آلاف المحاصرين في مضايا… بانتظار من سيتحرك عنده الشعور بالتضامن الإنساني أولاً".
وفي هذا السياق، قال رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، ورئيس الكتلة البرلمانية لتيار "المستقبل" الذي يقود تحالف "14 آذار"، في تصريح صحفي له من أمام مبنى البرلمان، وسط بيروت، إن "ما شهده اللبنانيون خلال الـ 24 ساعة الماضية من الجريمة النكراء التي تؤرق الرأي العام، هي الجريمة التي تستهدف البلدة السورية مضايا عبر الحصار الذي يتم".
ووصف السنيورة ما يحصل بـ"جرائم ضد الإنسانية"، معتبراً أن "حصار مضايا، وصمة عار على كل من يشارك فيه، وعلى كل من يصمت عن هذه الجريمة التي لن تمحوها أية تبريرات سياسية أو عسكرية أو اعلامية".
ودعا إلى "استغاثة وحث الضمير العربي والإسلامي لفك الحصار عن البلدة"، مشيراً إلى أن "النظام السوري هو الذي يقوم بهذا الحصار"، كلنه عبّر عن خشيته من أن يكون "حزب الله مشاركاً أيضاً في هذه الجريمة" التي قال إنها "ستؤدي إلى الكثير من الأضرار على صعيد العلاقات التي يجب أن تسود بين كل مكونات الشعب اللبناني والسوري".
وتشهد مدينة مضايا الخاضعة لسيطرة المعارضة، منذ 7 أشهر حصاراً خانقاً، منعت خلاله قوات النظام من دخول كافة أنواع المساعدات الإنسانية، وتسبب في ارتفاع جنوني للأسعار حيث بلغ سعر كيلو الرز في البلدة ما يعادل 115 دولاراً، ما اضطر الأهالي إلى غلي الأعشاب وأكلها وجمع الطعام من بقايا القمامة، بحسب مشاهد مصورة نشرها ناشطون على صفحاتهم في الانترنت.
وأعلنت الأمم المتحدة، اليوم الخميس، موافقة النظام السوري على إدخال مساعدات إنسانية إلى بلدة "مضايا".
الأناضول
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية