أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عرسال..الموت يسبق بابا نويل إلى خيمة "أمينة وآمنة ووالدهما الضرير"

فراش لم يعد له لزوم ولا معنى بعدما التحق نزيلها العجوز، بقافلة الموت - زمان الوصل

لم تكن في الحسبان أن تنتهي بهذا السيناريو قصة الفتاتين اللتين ضحتا بعمريهما من أجل خدمة والدهما الضرير المقعد "عبد الجليل شروف" والتي نشرتها "زمان الوصل" تحت عنوان "حب تحت الخيمة..آمنة وأمينة تضحية أم ضحايا؟".

فالعائلة اللاجئة في عرسال بلبنان والقادمة من القصير بحمص كانت تنتظر ثمن سرير وفراش طبي يخفف آلاما تبدأ بالشيخوخة ولا تنتهي بفقر مدقع كبل الشيخ الضرير مسجى على أرض جافة باردة رسمت على جسده النحيل تشققات يصعب تحمّل وجعها لدى الأب الذي لم يكتب له أن ينام على السرير الجديد، فبدّل الموت وجهته ليرقد في لحده الأبدي.

* خيمة عزاء
أما خيمة "آمنة" و"أمينة" فلا شيء يذكر في ترتيبها الجديد، عدا مشهد بسيط، ولوحة سريالية باهتة، ربما لن تكون في الخيمة بعد الآن، وسقطت من ذاكرة المكان إلى الأبد، إنه مشهد فراش والدهما المرحوم. 

فراش لم يعد له لزوم ولا معنى بعدما التحق نزيلها العجوز، بقافلة الموت المحيق بالسوريين هذه الأيام، ويدفن في أرض لا تبدو عليها الرأفة وهي تحتضن جثمان المقعد الغريب.

*سلَّم الأمانة قبل استلام هدية سانتا كلوز
للفقراء أحلامهم، و"بابا نويل" الخاص بأمانيهم الموجعة، فحلم الابنة الكبرى "أمينة" وجل أمانيها أن تحصل على ثمن سرير وفرشة خاصة لتنقذ ما تبقى من جسد والدها المشقق الذي فتكت بخلاياه رطوبة الأرض والبرودة الشديدة.

حلم تلقفه "بابا نويل" من على بعد آلاف الأميال عنها، قد يسمى "فاعل خير" وقد يقال عنه من أصحاب الآيادي البيضاء، تلقفه من على صفحات هذه الجريدة "زمان الوصل" وقرر أن يرسل لها ما تحقق به حلمها المتواضع الحنون.

لكن عجلات الموت كانت أسرع في الوصول إلى خيمة الشيخ العجوز من عجلات عربة "فاعل الخير"، ليتحول المبلغ المرسل لشراء سرير وفراش طبي، إلى تكاليف لمراسم الدفن والعزاء بعجوز نال من الحظ الكثير ببنتين مرضيتين مثل "أمينة" و"آمنة"، عندما كان على قيد الحياة، ونال من الحظ أكثر وهو ينقد لبناته ثمن ما يكرمون به أباهم، وما يحسنون به عزاءهم، رغم موته دون أن يوقع على استلام حوالته من ذلك المحسن البعيد.

ولربما بدت الخيمة أكثر اتساعا، عندما طوي فراش الراحل "عبد الجليل شروف"، كما بدت للمعزين والمواسين، لكنها أصبحت أضيق من خرم إبرة بنظر فتانين راحتا تجهشان بالبكاء وهما تستلمان "حوالة مالية" لشراء سرير وفراش والدهما الراحل.

عبد الحفيظ الحولاني - عرسال - زمان الوصل
(103)    هل أعجبتك المقالة (115)

محمد وسيم

2016-01-06

لا اقول الا لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم عظم الله اجركم واسكن والدكم الجنة وانزل عليكم الصبر والسلوان اللهم فرج عن كل مهموم وكل مسكين محزون وارفع عن سوريا وبلاد المسلمين الهم والحزن واللهم عليك ببشار وزبانيته وكل ظالم فانهم لايعجزونك.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي