"توقفوا عن الحرب ليوم واحد وانظروا في عيون أطفالكم واسألوهم عن أمنياتهم في نهاية اليوم فأطفالنا بأمنياتهم البريئة يصيغون أعظم برامج التاريخ ويرسمون كل المستقبل بآمالهم"، هذه هي الرسالة التي أراد فيلم "طفولة حرب" للفنان "أحمد الهريسي" إيصالها.
ويحكي الفيلم وهو من بطولة فنان الراب السوري "اسماعيل تمر" والطفلة "دلع الحي" قصة طفلة لم تتجاوز السادسة من عمرها تستلقي في الشارع منتظرة من يمنحها ما تتدفأ به مع شقيقها الصغير في برودة الجو القارس بعد وفاة عائلتهما، ويمر بالقرب منها طالب جامعي يلقي إليها نظرة إشفاق خاطفة، وحينما يحاول مواصلة مسيره تستوقفه الطفلة لتقول له "عمو"، فيبحث في جيوبه ثم يعتذر لها: "والله ما عمو ما معي فراطة" معتقداً أنها متسولة ولكن الطفلة ترد عليه: "بس دقيقة أنا ما قلتلك بدي مصاري" فيتساءل عما تريده غير النقود، وهنا تقول له الطفلة "فيني روح معك على البيت" فيقول لها وهو يتلفت يمنة ويسرة:"جديدة هي"، ويستدرك:"على البيت بفرد مرة" فتقول له الطفلة ببراءة :"بدي روح معك مشان تعطيني حرامين من عندك إذا مشقوقين ما بدكن ياهم ومالازميلكم اعطيني ياهم".
وهنا يسألها الشاب عن مكان بيتها فتقول له: "ما عندنا بيت قاعدة أنا وأخي الصغير بخيمة قريبة من هون". ويعود الشاب ليسألها عن أهلها فتجيبه الطفلة: "ماتوا بالحرب" وتكمل وهي تمسح دموعها: "والله يا عمو أنا ماني شحادة بدي اتدفا أنا وأخي لأنو برد كتير وماما قالتلي دير بالي عليه".
وتتابع: "إذا عرفت أنو بردان راح تزعل مني وأنا ما بدي زعلها حرام".
وبعد أن تمسح الطفلة دموعها تُخرج من جيبها بعض النقود وتعطيها للشاب قائلة: "خذها حق الحرام" وتضع المبلغ بيده ثم تجلس واضعة يديها ورأسها على ركبتيها، فيجثو الشاب ليواسيها ويمرّر يده على رأسها ويمسح دموع عينيها ثم تقوم الطفلة باحتضانه وهي تبكي وسط دموعه التي تساقطت أيضاً، وتذهب الطفلة مع الشاب وترجع إلى منزلها مصطحبة حرامين.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية