في زيارتها الأولى للأراضي اللبنانية هذا العام قررت العاصفة الثلجية "فلاديمير" أن تختار المناطق التي يزيد ارتفاعها 600 متر فما فوق عن سطح البحر..مختارة البقاع اللبناني وبلدة عرسال كمستقر لبردها الشديدين.
إذ شهدت منطقتا البقاع وعرسال اللبنانيتين عاصفة ثلجية شديدة ترافقت برياح باردة وعاصفة.
وبدأ الهطول الثلجي على الأراضي اللبنانية ظهر الخميس ليشتد مساء ويغمر كل مخيمات اللاجئين السوريين، ليصل ارتفاعه حتى 35 سم في وادي عطا ووادي الحصن، مع غياب كامل للاتصلات الهاتفية في شبكتي ألفا وMTS وانقطاع الطرق بشكل كامل بسبب الجليد.
وما زالت بلدة عرسال معزولة عن باقي المناطق بسبب إغلاق الطرق بشكل كامل، الأمر الذي منع إدخال المواد الغذائية والطبية إليها، كما منع زيارات المنظمات الإغاثية والإنسانية للبلدة خلال العاصفة، الأمر الذي يزيد وضع آلاف اللاجئين السوريين مأساوية.
مراسل "زمان الوصل" جال على معظم المخيمات، التي وجدت نفسها في عين العاصفة من دون وجود أي خطة إغاثية أو إنقاذية مع غياب لمادة المازوت عن الخيام، ونقص في مادة الخبز بسبب عدم القدرة على الوصول للأفران لانقطاع الطرق.
مبادرة من جمعية "الاتحاد الاسلامي" قامت بتوزيع مادة المازوت على مخيم "الوفاء" العماني بمعدل 10 ليتر للخيمة الواحدة، وهي بطبيعة الحال غير كافية في ظروف مناخية تتطلب إشعال المدفأة على مدار الساعة وهذا يتطلب تخصيص 12 ليتر مازوت لمدفأة الخيمة في 24 ساعة.
وفي خطة لحماية الخيام من البرد والحر عمل الهلال الأحمر القطري على تركيب عوازل لجدران وأسقف المخيمات من الداخل، وشملت خطة العزل التي بدأت من قرابة الأسبوع بحسب مصدر في الهلال كافة المخيمات الموجودة على أراضي بلدة عرسال.
والعازل عبارة عن قطعة اسفنجية تبلغ سماكتها 1.5سم مغلفة على وجهها بطبقة رقيقة من النايلون، وقد حضرت "زمان الوصل" تجربة قام بها أحد سكان الخيام والذين شملتهم خطة العزل للتحقق من اشتعال هذه العوازل، وتبين أنها أشد خطورة في اشتعالها من المواد البترولية.
وهذا يشكل خطورة شديدة على المخيمات التي تحتوي على شبكات كهرباء عشوائية وقابلة للاشتعال بأي لحظة، علاوة على منظرها المؤذي للعين نظرا للمعانها الشديد والعاكس للضوء، رغم أن آخرين لمسوا جدوى هذه العوازل في دفع البرد.
عرسال - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية