يعرضها في عواصم عالمية.. مصمم فني يتابع توثيق موت السوريين في لوحة واحدة

يعكف المصمم السوري الشاب "تامر التركماني" على استكمال مشروعه الذي بدأه العام الماضي في توثيق شهداء الثورة بأسمائهم وصورهم في لوحة واحدة وصلت في مرحلتها الأولى إلى 50 ألفا و5 شهداء موثقين بالصورة في لوحة بطول 170 متراً، وعُرضت أمام البيت الأبيض منذ شهور.

وترافق الاحتفاء بها باعتصامات في أكثر من دولة أوروبية، ويسعى التركماني من جديد لتوثيق أكثر من 150 ألف شهيد موثقين بالاسم والصورة يتم جمعها بشكل كثيف من ذوي الشهداء ومعارفهم. ونظراً لأن الوضع أصبح أكثر صعوبة وارتفع عدد شهداء الثورة إلى عدد غير مسبوق في أعداد ضحايا الثورات في العالم، قرر التركماني بعد دراسة عميقة أن تكون لوحته الجديدة توثيقية بشكل أكبر وليست مجرد لوحة لتكريم هؤلاء الشهداء كما قال لـ"زمان الوصل" موضحاً أن لوحته الجديدة "ستكون عبارة عن صور بحجم 10 سم وتحت كل صورة معلومات عن كل شهيد وهي اسم الشهيد وعمره ومدينته وتاريخ وطريقة الاستشهاد" في مشروع أريد له – كما يقول – أن يكون توثيقاً لأشكال موت السوريين" لافتاً إلى أنه يتلقى بشكل يومي صور شهداء جدد عن طريق أهاليهم وأصدقائهم بعد إطلاق حملته على "فيس بوك". 

وأشار الفنان الشاب إلى أن "عدد أسماء الشهداء الموثقة لديه وصل إلى 25 ألف شهيد مع معلومات عنهم وذلك بعد أقل من ثلاثة أسابيع على إطلاق الحملة"، مرجحاً أن يصل العدد خلال شهرين من اليوم إلى أكثر من 150 ألف شهيد". 

وأضاف التركماني أن الشعور بالألم النفسي هو الذي دفعه لاستكمال مشروعه فعندما بدأ العمل على لوحته الأولى ووجد تجاوباً من أهل الشهداء أحس –كما يقول – أن لدى هؤلاء الناس رغبة وأملا بأن يتم تخليد أسماء وصور أولادهم الراحلين". 

من المقرر أن تكون اللوحة الجديدة بطول 2500 متر أو أكثر وارتفاع 150سم وستكون مقسمة بحسب السنوات والشهور بحيث يستطيع أي شخص أن يتعرف إلى شهيده بكل سهولة بعد طباعة اللوحة وعرضها، ولفت محدثنا إلى أن لوحته ستتضمن رسماً بيانياً لعدد الأطفال والنساء والرجال الذين قضوا في شهر معين وبيان حول أشكال مقتلهم وهي عبارة عن تسميات سيتم إرفاقها –كما يقول– بالاسم والإحصائية في آخر كل شهر مثل "إعدام ميداني - ذبح - اطلاق نار - قصف - تفجير- قنص - تعذيب- حرق- كيماوي- حصار". 

ولفت التركماني إلى أن "اللوحة ستتضمن أيضاً أكثر من 15 ألف شهيد مجهولي الهوية والعدد قابل للازدياد، كما سيتم عرض أكثر من 5000 صورة لشهداء التعذيب أيضا المجهولين من الصور المسربة".

ونوّه صاحب المشروع إلى أن العرض الأول للوحته القادمة سيكون في إحدى الساحات الكبرى في اسطنبول لمدة شهر ثم تُنقل لعدد من الدول الأوروبية"، معرباً عن اعتقاده بأن "العرض الأول سيكون بذكرى الثورة السورية خلال شهر آذار 2016".

وكشف الفنان الشاب أن رجل أعمال سعودي رأى لوحته السابقة وطلب منه التفرغ للعمل على اللوحة الجديدة"، مشيراً إلى أن "الممول لا يبتغي سوى خدمة الثورة، وتكفّل بكل مصاريف الطباعة والنقل من ماله الشخصي وخدمة للشهداء وأهاليهم.