أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"زمان الوصل" تكشف.. "ناجي الجرف" كان مطلوبا إلى "فرع الموت" قبل أن يغتال بصمت

من جنازة الزميل الجرف - فرنس برس - الرسم أدناه للفنان هاني عباس

اقترن الآن لوغو "زمان الوصل" مع صورة الشهيد ناجي الجرف في الموقع الرئيس، كتعبير عن تضامن الجريدة مع أسرته وكل الصحفيين السوريين، وسيتحول هذا إلى تقليد مع كل شهداء الصحافة السوريين..، تصميم الصور للفنان وائل حلبية



رئيس التحرير 



في يوم الأحد 27 الجاري، شهدت مدينة غازي عنتاب التركية جريمة اغتيال الصحافي السوري ناجي الجرف بمسدس كاتم للصوت، وكان من السهل جدا –وربما من البديهي- أن يقال إن مرتكبها هو تنظيم "الدولة"؛ لأن الزميل ناجي واحد من الذين ساهموا في تعرية هذا التنظيم.

لكن ابن سلمية لم يكن عدوا للتنظيم وحسب، بل كان في مقدمة أعداء النظام ومن ألدهم، أولا كونه صحافيا، والصحافي في عرف النظام يستحق من التنكيل والإرهاب والقتل أضعاف ما يستحقه آخرون، وثانيا، وهذه نقطة مهمة، أن ناجي من أبناء "الأقليات" الذين لايجوز أن يخرجوا على النظام، لأن خروجهم يعني سحب ورقة "حمايتهم" التي يتلاعب بها، رغم تلاشي أي هامش للشك بأن النظام الأسدي يحتمي بالأقليات ولا يحميهم.

وحتى لايكون الكلام مغرقا في الإنشاء، استعنا بأرشيف الأسد المليوني (1.7 مليون مذكرة)؛ لنجد أن هناك 4 مذكرات اعتقال بحق "ناجي الجرف" شخصيا، علما أن بعض القيادات الثورية لا يوجد بحقها مثل هذا العدد من المذكرات، واللافت أكثر أن اثنتين من المذكرات الأربعة قضتا بـ"سوقه موجودا إلى الوحدة 215"، وهو فرع 215 التابع للمخابرات العسكرية، والمعروف بفرع الموت، بوصفه الفرع الأكثر إجراما بحق السوريين، وهو الفرع الذي خرج منه أكثر ضحايا التعذيب في معتقلات الأسد على مستوى سوريا بأكملها.

وعرف السوريون الصورة الحقيقية البشعة للفرع 215، خلال سنوات ثورتهم، بعدما كان الفرع الأكثر نشاطا في الاعتقال والتعذيب وتسليم جثث المعتقلين إلى ذويهم، وتعرفوا أكثر على صورته الرهيبة بفضل شهادات قلة قليلة ممن نجوا من جحيمه، وترسخت صورة الفرع كمرادف للإجرام الشيطاني بعدما تسربت حوالي 50 ألف صورة لضحايا تعذيب، قتل عدد كبير منهم في الفرع 215، الذي بات أشبه بخط لإنتاج الضحايا.


إذن، وبغض النظر عن الجهة التي اغتالته، فقد قتل "الجرف" كما كان يشتهي النظام ويخطط له، عندما أمر بسوقه تحديدا إلى الفرع 215، آملا في تصفيته ودفنه بصمت، مع آلاف مؤلفة من السوريين الذين انتهت حيواتهم على يد جلادي النظام، وتم التنكر لهم إلا من بعض تقارير حقوقية، سرعان ما يجف حبرها، وترمى في الأدراج، بأوامر سياسية من "الكبار" الذي يتسيدون المشهد ويرسمون حدوده ومعالمه وخطوطه الحمراء والبيضاء.

4 مذكرات اعتقال، تنص اثنتان منها صراحة على سوق "الجرف" إلى فرع الموت، تضعها "زمان الوصل" في عهدة السلطات التركية التي تتولى التحقيق، وفي عهدة المنظمات الحقوقية والمهنية التي تقول إنها تدافع عن حقوق السوريين، والصحافيين منهم خاصة.


4 مذكرات صاردة عن مخابرات النظام، تضعها جريدتنا في متناول كل من له مصلحة بكشف الجناة الحقيقيين، الذين هم في النهاية أبناء النظام وأحباؤه، سواء كانوا من صميم مخابراته وعملائه، أو من أولئك الذين يظهرون أنفسهم بأنهم على طرفي نقيض منه.

أسرة "زمان الوصل" تتقدم بالتعازي إلى عائلة الزميل "الجرف" وأصدقائه، ويهمها التشديد على أن غايتها من نشر المذكرات، توضيح الصورة وتوسيع دائرة الاشتباه، علماً أن الذي يقتل مناوئا مطلوبا للنظام بهذا الشكل، هو في النهاية حليف النظام ولو ادعى أنه يحاربه.

أسرة تحرير "زمان الوصل"
(238)    هل أعجبتك المقالة (208)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي