أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"وصية القنطار" و"بوصلة فلسطين" التي أضاعت طريقها في "جرمانا"

من تشييع "القنطار" - الأناضول

نشرت وسائل إعلام لبنانية ما قيل إنها "وصية للشهيد" سمير القنطار كتبها بيده، وخلت الوصية المنسوبة له من الجوانب الشخصية والإنسانية المعتادة مثل هذه الوصايا، لتركز على ترداد "كليشهات" فضفاضة من مثل "الجهاد" و"المقاومة" و"فلسطين" التي قال إنه اختار طريق "النضال والجهاد" لرفع الظلم عنها ودفع الموت عن أهلها" و"منع العدو من أن يحدد مكان وزمان المعركة". وقال القنطار في وصيته "كنتُ على يقينٍ أنَ هذا الطريقَ الذي اخترتُهُ بقناعةٍ تامةٍ نِهايتُهُ النصرُ أو الشهادة، ولأنَ النصرَ الكاملَ وإزالةَ هذا الكيانِ الصهيوني عن الوجودِ -بحسب الوصية- يحتاجُ إلى تضحياتٍ أكثرَ من التي قُدِمَت حتى الآن".

ولم تأت وصية "القنطار" المشكوك بأمرها -بحسب ناشطين- على ذكر مشاركة حزب الله إلى جانب نظام الأسد في محاربة الشعب السوري، ولكنه أصر–كما قال في وصيته– على إكمال طريقَ الجهاد والتضحية وعبرَ أرقى أشكالهِ الذي هوَ النضالُ المسلحُ والبندقية".

وجاء في الوصية على لسان القنطار:"لقد أعزني اللهُ بهذهِ الشهادة التي أسألهُ أن يتقبلَها فإنَني أمضي وأنا على ثقةٍ باَنَ هذهِ المسيرة الجهاديةَ لن تتوقفَ ولن تتراجعَ ولن تَحيدَ بوصلتُها عن فِلسطينَ لأنَ اللهَ أعزَ هذه المقاومةَ بقادةٍ طالما زودونا بالثقةِ والإيمانِ بالنصرِ".

ولم ينسَ القنطار في الوصية المنسوبة إليه أن يترحم على من أسماه "باعثِ النهضةِ الاسلامية المعاصِرة" ووريثِه في حملِ رايةِ الحق وليِ أمرِ المسلمين الإمام الخامنئي "دامَ ظله الشريف" خاصّاً بالشكر زعيم حزب الله الذي -كما قال- "أحاطني بها فورَ تحرري من الأسرِ وحتى "لحظةِ شهادتي" شاكراً إياه على "وعدهِ الصادقِ الذي بفضلِ اللهِ وبفضلهِ تحررتُ من الأسر"ِ.

وأعاد "القنطار" تكرار ادعائه بالنضال من أجل فلسطين ومن أجل جمهور المقاومةِ في لبنان الذي هوَ "عنوانُ الكرامةِ والعزةِ والصمودِ والشرف"- بحسب وصفه- معتبراً أن "شهادته أو شهادة أي أخ في هذا الخطِ على يدِ العدوِ الصِهيوني تعتبرُ دافعاً إضافياً لهذهِ المسيرةِ الى الأمام". 

القنطار الذي قُتل بغارة اسرائيلية في منطقة جرمانا بدمشق منذ أيام اعتبر ان قتله لن يجر المقاومة إلى مواجهة مع العدو هوَ اختارَ زمانَها ومكانَها مؤكداً –كما قال في وصيته- أن "الانتقامَ لدمائِنا يكونُ من خلالِ التمسكِ بهذه المسيرةِ ومن خلالِ تنامي قوةِ الردع التي تمتلكُها المقاومة".

لافتاً إلى أن "قيادةُ المقاومة وعلى رأسِها سماحةُ الأمينِ العام السيد حسن نصر الله تَعرِفُ وبدقةٍ متى وكيفَ تردُ على جرائمِ العدو، وتُدرِكُ بمسؤوليةٍ تجنبَ الانجرارِ لمعركةٍ يحدد العدو زمانها ومكانها" مشيراً إلى أنه "لا أحد يشتبه بجدية المقاومة وبأن كل دماء المقاومين عزيزةٌ وغالية، وأنَ الردَ والانتقامَ الفوريَ يكونُ فقط إذا أضافَ إنجازاً لرصيدِ المقاومةِ".

ومما يدعو للشك في أمر الوصية المزعومة التي يبدو أن الحزب قد دبجها لتلميع صورة الحزب بعد الهزائم المتكررة التي مُني بها على أكثر من جبهة في سوريا الإشارة في ختام الوصية إلى "عدم الانجرار إلى معركة يحدد زمانها ومكانها العدو الغاصب" وأن "اغتياله" هو جزء من هذا الهدف، فكيف عرف القنطار لو افترضنا أنه من كتب الوصية بأنه سيقضي على يد "العدو الغاصب".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(119)    هل أعجبتك المقالة (132)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي