قبل قبل 22 شهرا، نفذ النظام بمعونة مليشيا حزب الله مجزرة رهيبة راح ضحيتها العشرات من الأشخاص في منطقة العتيبة على تخوم الغوطة، وقال إعلام النظام حينها إن حصيلة هذه العملية وصلت إلى 175 كلهم من "المسلحين الإرهابيين" حسب توصيفه.
العملية التي عرفت فيما بعد بـ"كمين العتيبة"، كانت أصابع الغدر الطائفي فيها واضحة، بدءا من المسؤول المباشر، وانتهاء بمن ضغط على زر تفجير الألغام مستهلا ضغطته بصيحة: "ياصاحب الزمان".
وبعد 22 شهرا من العملية، وعلى تخوم الغوطة نفسها، سقط الضابط "الرائد المظلي رأفت سلمان أبو رحال"، الذي أشرف على الكمين صريعا بيد الثوار، لتطوى صفحة قاتل كان له النصيب الأكبر من جريمة لم تغادر ذاكرة السوريين.
فكل من تابع فصول مجزرة العتيبة، يتذكر احتفاء إعلام النظام ومليشيا حزب الله بالكمين، كما يتذكر كيف تعاملوا مع جثامين الضحايا بمنتهى الإهانة، عندما أحضروا جرافة تجرف الجثامين وتمزقها على حد شفراتها.
"وينتمي "رأفت سلمان" إلى قوات الحرس الجمهوري، التي تعد من أعلى قوات النظام تجهيزا وتدريبا وتسليحا، وهو يتحدر من قرية بطابا في ريف طرطوس.
النظام يناقض نفسه
وكان إعلام النظام وموالوه ناقضوا نفسهم بنفسهم، بسبب الصور والمقاطع التي بثوها عن كمين العتيبة، فالنظام قال بداية إن ضباطه هم نفذوا الكمين، لكن مقطعاً مسربا أظهر مرتزقة من ميليشيا حزب الله، يضحكون شامتين بين الجثث.
ومع إن جميع المقاطع التي رصدت لحظة تفجير الألغام أظهرت انفجارا كبيرا، فإن العشب اليابس الذي بدا بعد العملية والجثث متناثرة عليه، لم يحترق!
وليس هذا فحسب، بل إن الإعلامي الموالي لإيران ومليشيا حزب الله "حسين مرتضى" فضح مليشياه والنظام سوياً، عندما نشر من غير قصد مقطعا وصورا للضحايا، يظهر فيها دمية دُبّ لم تصب بأي حروق أوخروق نتيجة الانفجار، ما ضرب دعاية النظام من اساسها، وهو يتحدث ويكرر عن استهدافه "مسلحين" نافيا أن يكون بينهم مدنيون.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية