تواجه كتائب حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، خلال الفترة الحالية، تحدياً حقيقياً بعد انتفاض عشائر شمال الرقة ضدها، ونشر الحواجز في قراها، في حين يستعد الحزب لمعركة الرقة، من خلال محاولته السيطرة على سد تشرين جنوب "صرين" قرب بحيرة الفرات، ما جعلها تحدد موقفها من "جيش العشائر"، الذي رحبت به بعيد انسحاب تنظيم "الدولة" من تل أبيض قبل أشهر.
وقالت القيادة العامة لغرفة عمليات "بركان الفرات"، التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي، في بيان لها اليوم: إن ما يسمى " جيش العشائر" المؤسس بطريقة مشبوهة في ريف تل أبيض، يسعى إلى خلق استفزازات وعثرات مقصودة تهدف إلى ضرب الروح الوطنية الجامعة بين المكونات في المنطقة.
وهاجمت "بركان الفرات" في بيانها، "جيش العشائر، الذي اعترض على وجودها في القرى العربية، واتهمته بممارسة التطهير العرقي، بقولها: "هذا الجيش كان في الأساس مجموعات مارست التطهير العرقي بحق الأكراد والعرب والتركمان في بداية تشكيل أجسام التنظيمات الإرهابية في المنطقة حيث تنقلت تحت راية أحرار الشام وجبهة النصرة وداعش"، في إشارة إلى كتائب الجيش الحر وفصائل الثورة الأخرى قبل ظهور تنظيم "الدولة".
وأشارت في بيانها، إلى أن الحادثة الأخيرة التي أثارها هذا الفصيل، "ما هي إلا نوايا مكشوفة تدخل في سياق عرقلة مساعي التحالف الدولي والفصائل الديمقراطية، التي تسعى إلى تحرير الرقة"، لافتا إلى "إننا نرفض تواجد هذه المجموعات الشاذة على الأرض".
وأصدر تجمع عشائر الرقة بعد اجتماع لمناقشة الوضع العام والمشاكل في تل أبيض وسلوك وريفيهما، الأسبوع الماضي، بياناً شديد اللهجة ضد مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، على خلفية مقتل "مصطفى الهبال" على يدهم، أحد عناصر "لواء ثوار الرقة" في قرية "العنتر" بريف تل أبيض الغربي، وقرر تجمع العشائر منع "دخول أي شخص من قوات حماية الشعب الكردية إلى المناطق العربية، التي يتواجد فيها مقاتلوه"، مطالباً "بتسليم المجرمين، الذي اعتدوا عليه، وتقديمهم إلى محكمة مستقلة، خلال 48 ساعة، واعتبار التهجير بحجة التنظيم عملا ممنهجا ومنظم لتهجير عشرات القرى العربية في تل أبيض وسلوك".
كما طالب بفتح تحقيق من قبل جهات دولية بعمليات القتل والاعتداء التي طالت أهالي المنطقة، مناشدا الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الإنسان، لتحمل مسؤولياتها تجاه ما يجري في منطقة تل أبيض"، موضحاً أن "من يحكم منطقة تل أبيض هم أكراد غير سوريين من جنسيات (عراقية، إيرانية، وتركية)".
التجمع، وهو تشكيلٌ عسكري لمحاربةِ تنظيمَ "الدولة الإسلامية"، ظهر في نهاية شهر تمور/ يوليو الماضي، تابع للواء "ثوار الرقة" بقيادة "أبو عيسى"، العامل تحت مظلةِ غرفةِ عملياتِ "بركانِ الفرات" ذاتها، هدد بقوله: "وإننا نحن أبناء عشائر الرقة لن نقف مكتوفي الأيدي لما يحصل لأهلنا في منطقتي سلوك وتل أبيض من تهجير ممنهج ومنظم"، داعياً "وحدات حماية الشعب" الكردية في تل أبيض بتسليمها إلى أهلها لإدارتها من جميع النواحي.
من جانبه "لواء ثوار الرقة"، قال في بيان نشر على صفحته الرسمية، التي نشرت بيان "جيش العشائر" وصور تشييع "الهبال"،: إن كل ما يشاع عن وجود خلافات بين جبهة ثوار الرقة وبين الإخوة الأكراد، هو عار عن الصحة، ونحن مستمرون في دحر الإرهاب حتى تحرير كامل سوريا من نظام الأسد وتنظيم داعش".
وتعتبر هذه الحادثة نقطة مفصلية، في تحول العلاقة بين "لواء ثوار الرقة" والكتائب العربية من طرف وبين الكتائب التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي من طرف آخر شمال الرقة، حيث يعتمد الحزب الكردي على هذه الكتائب العربية لنفي انتهاكات عنصرية تنسب لعناصره بحق قرى عربية وتركمانية، منذ سيطرته على مناطق ريف الحسكة الغربي وريف الرقة الشمالي خلال شهري أيار-مايو وحزيران -يونيو 2015.
الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية