شكّك ناشطون بخفايا وأسباب التفجير الذي ضرب حي الزهراء الموالي للنظام يوم الجمعة الماضي، وأظهر تقرير لمؤسسة DT حجم الكذب الذي مارسه إعلام نظام الأسد لدى تغطية هذا التفجير ونشره لتفاصيل فورية حتى قبل وصول سيارات الإسعاف.
وبحسب تسجيل للإخبارية السورية يبدو المونتاج الواضح لهذا التفجير من خلال وضع المؤثرات الصوتية ليصل تأثير "الكارثة الحاصلة" إلى المشاهد وكل ذلك –حسب التقرير- تم بترتيب مسبق من بعض الأفرع الأمنية الخبيثة التي تعمل في ظلام الأقبية بالاشتراك مع بعض شخصيات مرتزقة وأخرى إيرانية، ولفت التقرير إلى أن "الهدف من ذلك إشعار أنصارهم ومؤيديهم بأن السبب الوحيد للتفجير هو الهدنة المبرمة في حي الوعر وإخراج المقاتلين"، علماً أنه لم يكن قد مضى على التفجير سوى نصف ساعة وحتى قبل وصول منظومات الطوارىء كالدفاع المدني والهلال الأحمر والإطفاء.
وأشار تقرير DT إلى تعليقات المؤيدين على صفحاتهم الموجهة من قبل المخابرات واتفاقها على تحميل المسؤولية لمحافظ النظام في حمص، فكل هذه الصفحات التابعة لفرع "أمن الدولة" اتفقت على أن التفجير ناجم عن سيارة مفخخة نوع "كيا 4000" محملة بـ 200 كغ من المواد شديدة الانفجار وأن الانفجارات المتلاحقة ناجمة عن انفجار اسطوانات غاز بسبب قرب مركز لتوزيع الغاز من مكان التفجير وهي الصيغة ذاتها التي وردت في الكثير من صفحات "فيسبوك" الموالية، ولا عجب أن تتطابق رواياتهم بهذا الخصوص، وكذلك فعل أنصار النظام من المهتمين بالشأن السوري حيث نقلوا الأرقام والإحصائيات السريعة نفسها.
وبهذه الطريقة بدأ المؤيدون لرأس نظام الأسد بتوجيه التهم التي اعتادوا توجيهها للمحافظ عقب كل تفجير يطال أحياء الموالين على أنه صديق المسلحين، ولفت التقرير المذكور إلى تعليق حمّل القرى المحيطة بحي الوعر-وهي قرى شيعية– مسؤولية التفجير وورد في التعليق المذكور إن "الرافضين لهدنة الوعر من القرى المحيطة بها هم وراء التفجير"، لتبدأ التعليقات التي وصل بعضها إلى السباب والشتائم بلا أدنى ضوابط أدبية أو أخلاقية.
والمفارقة أن أحد المؤيدين على "فيسبوك" شتم حكومة الحلقي ووزير الدفاع واتهم حاجز "العباسية" القريب من مكان التفجير صراحة بالمسؤولية عن التفجير، معتبراً أن "عناصر هذا الحاجز مستعدون لبيع الوطن والأمن والأمان الذي دفع أبناء الجيش العربي السوري دماءهم للحفاظ عليه".
وأطلق صاحب الحساب المذكور على الحاجز لقب "الحاجز القذر" لأن "عناصره يسمحون بدخول الإرهابيين مقابل 1000 ليرة".
وذهب بعض المؤيدين إلى أكثر من ذلك عندما زعموا أن "هناك خلية نائمة تفخخ السيارات وتفجرها لأن هذه السيارات لا يتم ضبطها على الحواجز".
ودعا مؤيد إلى اتباع سياسة "التفجير المضاد" مثل الخطف، وطالب آخر بالحماية الذاتية وعدم الاعتماد على الأمن والشبيحة، فيما حمّل آخرون لجان المصالحة في "الوعر" مسؤولية التفجيرات. وعرض تقريرTD لمظاهرة "طيارة فجائية" تطالب بإسقاط المحافظ لإثبات الاتهام بحقه في دعم المسلحين، ومن ثم رفض المصالحة التي تبناها الإعلامي المرتبط بالأفرع الأمنية "حيدر رزوق".
وكشف الناشط "أبو جواد الفاعوري" لـ"زمان الوصل" نقلاً عن أحد أهالي حي "الزهراء" الذي شهد التفجير أن "من قام بالتفجير أشخاص من الحي ذاته على خلفية خلافات بين صاحب محل للغاز يُدعى "حسان حمدان" قتل في التفجير وجماعة الدفاع الوطني"، مشيراً إلى أن الأول مدعوم من المخابرات وتم تهديده أكثر من مرة لمزاجيته في توزيع أسطوانات الغاز على الأهالي.
وأدى تفجير ضخم بسيارة مفخخة قرب مشفى "الأهلي" في حي "الزهراء" الموالي إلى مقتل 16 شخصاً وإصابة 54 آخرين بينهم 15 غادروا المستشفيات فيما لا يزال 39 آخرون يتلقون العلاج، وجاء التفجير بعد 3 أيام على بدء تنفيذ اتفاق بين حكومة النظام السوري ومقاتلي المعارضة في حي "الوعر"، آخر معاقل الثوار في مدينة حمص.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية