"أيهم"و"فاطمة" طفلان سوريان محرومان من الحركة والمشي في لبنان

أكدت "أم أيهم" أن "المنظمة العليا للاجئين لم تقدم لها أي مساعدة ولم تهتم بوضع طفليه - زمان الوصل

يستلقي الشقيقان "أيهم" ذو السنتين من العمر و"فاطمة" ادريس تسعة أشهر على فراشهما لعدم تمكنهما من الجلوس أو المشي كما الأطفال الآخرين، فيما تجلس أمهما المصابة هي الأخرى بمرض "اللاشمانيا" بالقرب منهما عاجزة عن فعل أي شيء لهما سوى التزوّد بالصبر والأمل والدعاء بأن يُشفي الله طفليها اللذين يعانيان من الشلل الدماغي وضعف البصر ونوبات الصرع. 

ولد أيهم مصاباً بالشلل الدماغي فيما ولدت فاطمة مصابة بورم في بيت الرحم، وما إن بلغت الشهر الرابع من عمرها حتى أصيبت بالمياه الزرقاء، وأجريت لها أربع عمليات دون فائدة -كما تقول والدتهما- "أم أيهم" التي لجأت إلى لبنان من ريف حمص الشمالي الغربي منذ ثلاث سنوات، مضيفة أن ابنها أيهم لا يستطيع المشي أو الجلوس رغم أنه تجاوز السنتين من عمره، وهو بحاجة إلى علاج فيزيائي مكثف وإلى متابعة دوائية-كما أكد الأطباء- إلى جانب حاجته لعملية في عينه اليمنى إذ سبق أن أجريت له عملية في العين اليسرى".

وتتابع أنها اعتادت على أخذ طفليها بين الفينة والأخرى إلى مشفى طرابلس الحكومي لكن الأطباء هناك -حسب وصفها- "لا يرحمون".

لذلك تحولت تكاليف علاج الطفلين إلى عبء ثقيل على العائلة، ورغم أن ربّ الأسرة المصاب في قدمه يعمل، ولكن ما يحصّله من العمل لا يكاد يغطي إلا القليل من نفقات العلاج -كما تؤكد والدة الطفلين- وتستطرد أن ابنها أيهم بحاجة إلى 150 دولار ولـ8 جلسات علاج فيزيائي، كل جلسة منها تكلف 35 ألف ليرة لبنانية وكذلك تحتاج طفلتها فاطمة الآن لتحاليل دم وصورة "سكنر" تبلغ تكلفتها حوالي 500 دولار وليس بوسع الأسرة تأمين جزء بسيط من هذه التكاليف.

أكدت "أم أيهم" أن "المنظمة العليا للاجئين لم تقدم لها أي مساعدة ولم تهتم بوضع طفليها باستثناء تغطية تكاليف ولادة طفلتها فاطمة" تقول "كلما ذهبت إليهم يقولون لي اتصلي بالهاتف ولا تأتي إلى هنا"، والغريب -كما تروي- أن موظفي المفوضية قالوا لها ذات يوم: "لماذا تنجبين أولاداً إذا كانوا يولدون على هذه الحالة".

وتضيف محدثتنا بنبرة مؤثرة: "ما ذنب هؤلاء الأطفال إذا ولدوا على هذه الحالة وهل هذا سبب للتخلي عنهم أو عدم الاهتمام بهم".

واستدركت أم أيهم أن "فريق ملهم التطوعي" ساعد زوجها المصاب بثمن الأدوية وبقيمة صورة السكنر الخاصة بأيهم، وقالوا لي إنهم لا يستطيعون تغطية نفقة علاج الطفلين معاً".

وتردف والدة الطفلين المعوقين: "لم أترك باباً من أبواب الجمعيات والمنظمات الإغاثية إلا وطرقته دون جدوى". ولفتت أم أيهم إلى أنها تعيش وأسرتها الصغيرة في منزل قيد الإنشاء (على العظم) يعيش فيه 6 عائلات أي بحدود 40 شخصاً. 

وكشفت محدثتنا أنها تعرضت لعملية نصب من مشفى حكومي في لبنان بـ700 ألف ليرة لبنانية لدى ولادة طفلتها فاطمة، التي بقيت في الحاضنة 45 يوماً نظراً لوضعها الصحي الصعب ووصلت الفاتورة آنذاك إلى 22 مليون ليرة لبنانية".

وتضيف أم أيهم أن "مفوضية الأمم المتحدة تكفلت بـ 75 % من الفاتورة والباقي استدناه -كما تؤكد– من الأقارب والمعارف، وتردف والدة الطفلين: "تواصلت مع مؤسسة دعم القطريه الخيرية للأطفال الرضع بعد فترة ففوجئت بأن المؤسسة دفعت المبلغ المذكور"، وعندما راجعت المشفى -كما تقول- رفضوا إعادة المبلغ الذي دفعته متذرعين بأنهم استوفوه كقيمة علاج حالة ثانية تكفّلت فيها المؤسسة القطرية". 

ويعيش في لبنان آلاف الأطفال المعوقين بينهم مصابون من جراء الحرب الدائرة في سوريا، إضافة إلى من ولدوا بتشوهات خلقية أو إصابات دماغية كما في حالة "أيهم" و"فاطمة".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(93)    هل أعجبتك المقالة (125)

مصطفى

2015-12-17

هل نستطيع التواصل مع هذه العائلة shuqair_m@hotmail.com.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي