أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الحاجة "صباح" أضاعت جيرانها في مطار "أتاتورك" فجمعها القدر بعائلتها الجديدة

مطار أتاتورك الدولي - وكالات

تتجول الحاجة صباح بين حارات حيي "فيريكوي وكورتولوش" في اسطنبول، تجلس على أدراج أحد الأبنية، تحيك "مساكات" صوفية، تعرضها على المارة وهي تنادي بالتركية "بيش ليرة" أي 5 ليرات.

تقول الحاجة صباح إنها تقيم وحدها في غرفة متواضعة في حي "عثمان بيه"، وإنها لا تملك سوى شغفها بحياكة الصوف، لذلك فإنها تقضي يومها وهي تصنع مساكات ملونة بغرسات متنوعة تناسب أذواق ربات البيوت التركيات.

وتحكي الحاجة صباح: تهت في مطار أتاتورك عن جيراني الذين نزحت معهم من حمص إلى تركيا، ولكن أهل الخير ساعدوا الحاجة وأوصلوها إلى تاجر عقارات تركي ثري يمتلك بناء في "عثمان بيه"، ويشتهر بأن يده ممدودة للخير، وحاليا تقيم الحاجة صباح مجانا في غرفة قدمها لها التاجر التركي في قبو البناء الذي يمتلكه.

وبحسب الحاجة صباح فإن زوجة التاجر ترسل لها كل يوم حصتها من الطعام الذي تعده الزوجة للعائلة. وتضيف: ولكني لا أقبل أن أكون عالة على أحد، لذلك أحرص أحيك لأحفاد التاجر ولزوجته لفحات وكفوفا صفوية، وتأمل الحاجة أن تعبر هداياها البسيطة عن امتنانها لعائلة التاجر التركي، الذي يعتبرها بمقام والدته، لدرجة أن عائلة التاجر التركي لا ينسون الحاجة صباح في الأعياد والمناسبات، وهم غالبا ما يدعونها للجلوس بينهم كي لا تبقى وحيدة في غرفتها.

وتبتسم الحاجة صباح وهي تشرح كيف أنها تذكرت العديد من الكلمات التركية التي كانت تسمع والدتها تتكلم بها، وأن ذلك ساعدها على التواصل مع أفراد عائلتها الجدد ومع زبائنها.

وتضيف "أحاول الاستمتاع بحياتي التي فرضتها الظروف علي، لأن الرضا هو أساس السعادة، اعتدت على عائلتي الجديدة، وانا راضية بما كتبه الله لي".

وتستعد الحاجة صباح، لتصميم مجموعة جديدة من مساكات المطبخ التي تتناسب مع احتفالات السنة الجديدة، وذلك عملا بنصيحة زوجة التاجر التي أخبرتها أن ربات البيوت في تركيا يقتنين أشياء خاصة بعيد رأس السنة.

لمى شماس - زمان الوصل
(99)    هل أعجبتك المقالة (114)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي