يتفقد صائغ الفضة الفلسطيني من قطاع غزة المحاصر، جهاد الحمامي (35 عاماً)، اكتمال صناعة خاتم من الفضة، قبل تغليفه بصندوق بلاستيكي صغير وتصديره محلياً تمهيداً لبيعه في أسواق غزة.
ورغم حداثة دخوله المهنة، يبدو الاتقان والخبرة واضحين على أداء الصائغ (الحمامي) من خلال سرعة ودقة عاليتين في صنع الخواتم، وفق المعاير المطلوبة، بأشكال وأحجام تناسب مستهلكي سوقه المحلي.
ويتخذ الحمامي من مهنة صياغة وتصنيع خواتم الفضة، مصدر رزق له ولعائلته، في ظل تنامي أرقام الفقر والبطالة في القطاع؛ بسبب ظروف الحصار الاسرائيلي، واستمرار إغلاق معبر رفح البري مع مصر.
ووفق أرقام رسمية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وصلت نسبة البطالة في قطاع غزة إلى 43%، حتى نهاية الربع الثالث من العام الجاري، فيما يحصل نحو 80% من سكان القطاع على شكل من أشكال الإعانة الاجتماعية، فيما يزال 40% من العائلات الغزية تقبع تحت خط الفقر، وفق إحصائية صادرة عن البنك الدولي، في مايو/أيار الماضي.
وداخل بيته غربي مدينة غزة، اتخذ صاحب القامة الطويلة ذو اللحية السوداء، غرفة صغيرة من منزله، لتكون معمله الخاص لصناعة خواتم الفضة وصياغتها، كمصدر دخل يوفر خلالها الحمامي احتياجات عائلته الأساسية، حسب قوله.
وتشهد مبيعات الخواتم بحسب الحمامي "إقبالاً كبيراً من جانب الشباب في غزة، حتى باتت تنافس الخواتم المستوردة"، مضيفاً أن "الخواتم التي نقش عليها قبة الصخرة، والمسجد الاقصى تشهد رواجا بشكل ملحوظ في ظل الهبّة الجماهيرية في الضفة الغربية".
وتشهد الأراضي الفلسطينية، وبلدات عربية في إسرائيل للشهر الثالث على التوالي، مواجهات، بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية، اندلعت بسبب إصرار يهود متشددين على مواصلة اقتحام ساحات المسجد الأقصى، تحت حراسة قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
"بدأت بصناعة الخواتم الفضية منذ حوالي شهر، تمكنت من إيجاد فرصة عمل تحقق جزءاً قليلاً من الأموال، في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة الذي يشهدها قطاع غزة"، مشيراً أنه تمكن من بيع العشرات منها خلال تلك الفترة.
ويعاني قطاع غزة الذي يعيش فيه نحو "1.8مليون نسمة"، وفق أرقام الإحصاء الفلسطيني، من ظروف اقتصادية واجتماعية وإنسانية "صعبة"، منذ بدء إسرائيل حصارها على القطاع عام 2007، وما تبع ذلك من حروب، كان آخرها في يوليو/تموز من العام الماضي.
ويشرح الحمامي، مراحل صياغة الفضة حتى تبدو كما هي في شكلها النهائي، "نبدأ بصناعة نموذج الخاتم من مادة شمعية، من ثم تشكل مجموعة الخواتم في هيكل شمعي واحد، وتوضع بعد ذلك في مادة الجبص، ليتم إخراجها، وإدخالها في قالب حديدي، يتعرض لدرجة حرارة عالية تذيب الخواتم الشمعية، فيتحول الجبص إلى قالب مفرغ".
ويتابع، "بعد تحول الجبص إلى قالب، يتم صب الفضة المصهورة بداخله، لتأخذ شكل الخاتم، يعقب ذلك يوضع القالب داخل ماء لتجميد الفضة وإذابة قوالب الجبص".
"في المرحلة الأخيرة، يتم تنظيف تلك الخواتم من الشوائب، وتعرض لمادة تعطيها لمعان، ونبدأ نقش شعارات إسلامية، أو أية أسماء يطلبها الزبائن"، وفق الصائغ "الحمامي".
ويتراوح سعر خاتم الفضة الواحد ليصل إلى 100 شيكلاً (25 دولار أمريكي).
يقول الحمامي:" يشكل الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة، عائقاً أمام تطور صناعة وتصدير خواتم الفضة إلى الضفة الغربية (...)، هناك شبان من الضفة الغربية يطلبون كميات من خواتم الفضة، لكن اسرائيل تمنع تصديرها من غزة".
وتفرض إسرائيل حصاراً على قطاع غزة، منذ فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في الانتخابات البرلمانية (المجلس التشريعي) عام 2006، ثم شددته في منتصف عام 2007.
الأناضول
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية