شهدت حوران المعروفة بأم اليتامي اليوم الثلاثاء عملية اغتيال جديدة في سلسلة تصفية القادة والرموز البارزين على ساحتها، ممن كان لهم باع في مقاتلة النظام ومناوئة أصحاب الأفكار المتشددة، ممن نصبوا أنفسهم وتنظيماتهم للتكفير والتفجير.
وقضى في عملية الاغتيال"أسامة عايد اليتيم" رئيس دار العدل في حوران، التي تعد أعلى وأوسع جسم قضائي في درعا، حيث تم استهدافه برشقات نارية بينما كان على "الطريق الحربي" المحاذي للحدود الأردنية، مستقلا سيارة بصحبة أخويه ومرافق.

وعرف "اليتيم "بأنه من القياديين الذين كان لهم دور واضح في مناهضة الأشخاص والتنظيمات المتشددة على أرض حوران، ووفي مقدمتها "لواء شهداء اليرموك" المبايع لتنظيم الدولة، والذي جاهر بعداوته لأسامة اليتيم، ورفض القبول بحكم "دار العدل" في الصراع الذي نشب بين اللواء وبين فصائل أخرى عقب كشف "شهداء اليرموك" عن توجهه الحقيقي.
ويعد "اليتيم" مقربا من مختلف الفصائل، وعلى رأسها جبهة النصرة وقياديها السابق "أبو مارية القحطاني"، الذي نعى "اليتيم".

وكان "اليتيم" نشر قبل عدة أيام خاطرة صغيرة على حسابه الرسمي يقول فيها: "اكتشفت أن العالم لايصلح للعيش، فإما أن يتغير العالم، أو انني سأغادره غير مأسوف عليه"، وتبدو مثل هذه الخاطرة انعكاسا لما كان يجول في ذهن اليتيم وأذهان آخرين وهم يتحسرون على تراجع العمل العسكري في أهم جبهات سوريا وأكثرها إثخانا في النظام، لصالح أشياء أخرى من بينها التنازع، والامتثال لأوامر خارجية لاتفيد الثورة إن لم تكن تضرها.
وتأتي عملية اغتيال "اليتيم" لتزيد الخروق في جبهة حوران، التي عانت بشكل لافت من ركود جبهاتها، فيما كانت يد القتل تمتد لتردي قادتها واحدا وراء الآخر.
أسامة عايد اليتيم، أربعيني من مواليد مدينة جاسم عام 1975، تخرج في الثانوية الشرعية بدرعا، وانتقل للدراسة في "الجامعة الإسلامية"، لينال هناك شهادة البكالوريوس ومن بعدها الماجستير.
وتعرض "اليتيم" لعدة محاولات اغتيال فاشلة، قبل أن تتم تصفيته اليوم، وبهذا يكون والده "عايد اليتيم" فقد 5 من أبنائه منذ بداية الثورة السورية، التي كانت حوران مهدها وشرارتها، وهم: براء، طارق، مهند، معاذ، أسامة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية