
"حفر قبره بيديه قبل ثلاث سنوات" -هكذا وصف الإعلامي "موسى العمر" شقيقه المنشد هاني الملقب أبو عبد الملك الذي قضى أول أمس الأحد بريف حلب، ونشر في منشور على صفحته الشخصية في "فيسبوك" صورة للقبر المفترض الذي كان شقيقه الأصغر قد حفره قبل سنوات، عندما دفن صديقاً له وكُتب على شاهدته"محجوز بإذن الله هاني عبدو العمر" ووصف العمر رؤيته لشقيقه يوم الجمعة بـ"اللقاء الأخير" وهو الذي كان يلازمه كظله–حسب تعبيره–
وقال الإعلامي السوري عن شقيقه وهو من مواليد تفتناز بريف إدلب1990 أنه "لم يترك جبهة من 4 سنوات إلا وقاتل فيها، ونجا من الموت 8 مرات" وتابع: "كان يعيش في قطر معزّزاً مكرّماً، لكنه نفر بداية الثورة ورفض العودة، وآثر البرد والجوع على الرفاه والسعة".
وبنبرة مؤثرة روى موسى العمر الذي نشر صورة دم شقيقه ودم صديقه الذي قضى منذ سنوات في منطقة بسنقول الجبلية أن "هاني حمل صديقه على كتفه لـ" 13 كم لكي يعيد جثته إلى أمه" وأردف: "اليوم دفناه وجئت لأصبر أمي فصبرتني، توقعتها باكية فإذا هي باسمة حامدةً ساجدة لله شكراً، وقالت له بحسب ما ذكر: "رأيت في رؤياي أن لي سبعة أولاد عددتهم".

وكان ناشطون استعادوا أمس مقطعاً إنشادياً لـ"هاني العمر" الملقب بأبو عبد الملك العزرائيلي" الذي ظهر العمر بلحية كثة وهو يجلس إلى جانب جدار ويردد أنشودة دينية يخاطب فيها صديقه "حسان طحان" الذي دُفن إلى جانبه في القبر الذي حفره بيده قبل سنوات. بدأها بالقول:" أتعبت عيني بالبكاء وأمرت قلبي بالفداء رأيت دمعك حائراً قد سال دمعك من عناء" وختمها وكأنه كان يتنبأ بموته:"إن الوداع بطبعه مر المذاق كالإكتواء، إن الوداع بطبعه صفو تكدر بالدواء.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية