أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مشاكل الاندماج تعمّق الهوة بين اللاجئين السوريين والآخرين في ألمانيا

يشكّل السوريون النسبة الأكبر من عدد طالبي اللجوء في ألمانيا - أرشيف

"يرفض بعض اللاجئين أن يكونوا في نفس قاعة النوم مع أفراد ينتمون إلى دين آخر أو إلى مذهب آخر"، هذا ما كشف عنه الخبير في الشؤون الألمانية والأوروبية عارف حجاج لقناة (dw) الألمانية مضيفاً أن "السلطات الألمانية لا تتفهم بعض الصراعات الموجودة بين اللاجئين" وهذه الأمور-بحسب حجاج- "تعقّد الحال بالنسبة للتعامل أو إدارة مشاكل اللاجئين في ألمانيا، وليس باستطاعتنا–حسب قوله- أن نتوقع أن الإدارة الألمانية والأجهزة الإدارية تستطيع أن تتفهم مثل هذه الاختلافات". 

وأوضح مصدر خبير في شؤون اللجوء والهجرة، فضل عدم ذكر اسمه لـ"زمان الوصل" أن "هذه المشاكل موجودة للأسف بين اللاجئين وخاصة مع الأفغان لأنهم شيعة –كما قال- مشيراً إلى أن "هناك حالات ضرب واشتباكات تجري جرّاء ذلك وتحاول قوات الأمن والشرطة التدخل لفك هذه الاشتباكات، ولكن ما يعقد الأمر–كما يقول- هو كثرة اللاجئين، هنا والملاحظ أن أغلب هذه المشاكل تكون عادة بين السوريين والأفغان للاختلاف البيّن في الثقافة وسلوكيات الحياة اليومية". 

ولفت محدثنا إلى أن "هناك صعوبة في الفصل بين اللاجئين نظراً لأعدادهم الكبيرة علاوة على أن السلطات الألمانية تتعامل مع الكل بنفس الطريقة وليس هناك تفريق بينهم. 

وحول منعكسات هذا الأمر على واقع على اللاجئين ومن المسؤول عن ذلك برأيه أوضح أن "هذا الأمر يعطي صورة سلبية عن حال اللاجئين وخلفياتهم الثقافية والنفسية والمسؤول الأول–كما يقول– هو الجهل والطائفية الموجود في شعوب العالم الثالث، وأضاف محدثنا أن "اللاجىء الذي يصل إلى ألمانيا هرب من الحرب والظلم والطائفية، ومن المفترض أن يكون متسامحاً لا أن يحمل هذه الأمراض معه وبالنهاية كل اللاجئين ضحايا حرب أياً كانت دياناتهم أوانتماءاتهم الطائفية أو الثقافية". 

ولا يقتصر التنافر على أساس ديني على هذا الأمر–كما يؤكد المصدر- بل هناك لاجئون يرفضون المجتمعات الأوروبية من منطلق أنها مجتمعات كافرة غير إسلامية حتى وصل الأمر إلى رفض إرسال الأبناء إلى المدارس، وكل هذه الأمور-كما يشير- تنعكس سلباً على أوضاع اللاجئين، ونظرة المجتمع الألماني لهم وسيكون لها تبعات نفسية واجتماعية غير محمودة على المدى المنظور. 

ولفت محدثنا إلى أن "مشاكل عدم الاندماج هذه تكون عادة في مرحلة التواجد في مراكز اللجوء، حيث الإختلاط بين مختلف الجنسيات والديانات، أما بعد الخروج من هذه المراكز فغالباً ما تُحل هذه المشاكل وتستقل كل عائلة في سكنها الخاص". 

وحول وجود إجراءات على المستوى الحكومي تحد من هذه الظاهرة أوضح خبير اللجوء والهجرة أن "السلطات الألمانية تقف عاجزة عن أي إجراء بهذا الخصوص نظراً لأعداد اللاجئين الهائلة أولاً وثانياً حرصهم على عدم التفرقة"، مشيراً إلى أن "اقتراح الفصل بين المسيحيين والمسلمين من مبدأ تفضيل اللاجئ المسيحي على المسلم طُرح من قبل أحد أعضاء حزب مسيحي في بداية اللجوء، لكنه قوبل بالرفض من كافة الأحزاب والسياسيين لأن السياسة المتبعة هنا هي الدمج بين كل الأعراق والديانات.

وأظهر استطلاع حديث للرأي أجري نهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول المنصرم أن أكثر من نصف الألمان يستبعدون نجاح اللاجئين في الاندماج في المجتمع الألماني.

كما أعرب ثلثا الألمان عن تشكيكهم في اندماج الوافدين الجدد سريعا في سوق العمل الألماني، وشمل الاستطلاع 1053 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 18 و65 عاماً من التلاميذ والطلبة الجامعيين وطلبة التكوين المهني بالإضافة إلى متقاعدين.

ويشكّل السوريون النسبة الأكبر من عدد طالبي اللجوء في ألمانيا بنسبة 20,3 %، بواقع حوالي 32 ألف لاجئ، من أصل 160 ألفا من جميع الجنسيات طبقاً لبيانات المكتب الاتحادي للنصف الأول من العام 2015.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(120)    هل أعجبتك المقالة (134)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي