أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

همام حوت لـ"زمان الوصل":لم أحمل السلاح ولو حملته أتمنى أن تكون رصاصة قتل الأسد من بندقيتي

همام حوت فنان مسرحي سوري ولد في حلب عام 1960 احترف المسرح منذ طفولته - زمان الوصل

سخر الفنان "همام حوت" من الشائعة التي روّجت لها مواقع وصفحات موالية للنظام حول مقتله، وكتب الفنان حوت بطريقته الساخرة: "أنا أؤكد خبر مقتلي ومافي داعي تحتار اللعبة دينار وفتّ من عندك".

وكان موقع قريب من جهاز أمني سوري، قد نشر تحت عنوان "قولو إن شاء الله" أنباء عن مقتل "الإرهابي" الحوت في بني زيد أثناء استهداف مواقع ومقرات المجموعات "الإرهابية" من قبل الطيران الحربي"، فعلق الفنان الكوميدي: "أحمد لله قتلوني ادعولي الله يرحمني".

وتابع بعبارة دأب على ترديدها: "الله أكبر ومنه المدد عاشت سوريا ويسقط الأسد" ونشرت صفحة تعرف بقربها من دوائر المخابرات في حلب قائلة: "تنسيقيات المعارضة تنعي الارهابي همام حوت بعد استلامه قائد عسكري في كتائب خالد حياني -شهداء بدر"، والذي صرح مؤخراً بحرق حيي الأشرفية والخالدية فاحترق هو بنيران الطيران السوري"، فعلق حوت ساخراً "في كم تنسيقية مانعتني ولك شبكون شو عم تستنوا انعو عووووووو". 

وفي منشور آخر قال حوت معلقاً على شائعة تزعمه كتائب "شهدا ء بدر": "الله أكبر ظهر الحق، طلع بشار الأسد براءة، وطلعت أنا السفاح المجرم الإرهابي الوهابي، والدليل تفضلوا".

وفي صدد تعليقه على هذه الشائعات قال حوت في لقاء مقتضب مع "زمان الوصل" :"أنا أعمل في الداخل المحرر في حلب وريفها وإدلب وريفها وريف اللاذقية مع المهجرين والمخيمات والأيتام والجرحى وعائلات الشهداء".

وأضاف الفنان الحلبي:"لم أنل شرف حمل السلاح حتى الآن وأتمنى إذا حملته أن تكون الرصاصة التي ستستقر في رأس الأسد من بندقيتي".

ولدى سؤاله عن عدم تقديم أعمال ومسرحيات فنية خدمة للثورة اكتفى الفنان همام حوت بالقول :"إذا غنيت لجائع هل يسمعك من معدته".

وهمام حوت فنان مسرحي سوري  ولد في حلب عام 1960 احترف المسرح منذ طفولته، حيث كان ظهوره المسرحي الأول وهو في سن التسع سنوات في عام 1969.

بعد تخرجه من جامعة حلب شكّل فرقة "المهندسين المتحدين المسرحية" التي قدم من خلالها العديد من الأعمال المسرحية الناقدة ومنها "طاب الموت يا عرب" "ليلة سقوط بغداد" "ضد الحكومة" "فساد أكاديمي".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(491)    هل أعجبتك المقالة (457)

حمصي حر

2015-12-12

هـذي البـلادُ شـقَّـةٌ مَفـروشـةٌ ، يملُكُها شخصٌ يُسَمّى عَنترَهْ … يسـكَرُ طوالَ الليل عنـدَ بابهـا ، و يجمَعُ الإيجـارَ من سُكّـانهـا .. وَ يَطلُبُ الزواجَ من نسـوانهـا ، وَ يُطلقُ النـارَ على الأشجـار … و الأطفـال … و العيـون … و الأثـداء …والضفـائر المُعَطّـرَهْ ... هـذي البـلادُ كلُّهـا مَزرَعَـةٌ شخصيّـةٌ لعَنـترَهْ … سـماؤهـا .. هَواؤهـا … نسـاؤها … حُقولُهـا المُخضَوضَرَهْ … كلُّ البنايـات – هنـا – يَسـكُنُ فيها عَـنتَرَهْ … كلُّ الشـبابيك علَيـها صـورَةٌ لعَـنتَرَهْ … كلُّ الميـادين هُنـا ، تحمـلُ اسـمَ عَــنتَرَهْ … عَــنتَرَةٌ يُقـيمُ فـي ثيـابنـا … فـي ربطـة الخـبز … و فـي زجـاجـة الكُولا ، وَ فـي أحـلامنـا المُحتَضـرَهْ ... مـدينـةٌ مَهـجورَةٌ مُهَجّـرَهْ … لم يبقَ – فيها – فأرةٌ ، أو نملَـةٌ ، أو جدوَلٌ ، أو شـجَرَهْ … لاشـيء – فيها – يُدهشُ السّـياح إلاّ الصـورَةُ الرسميّـة المُقَرَّرَهْ .. للجـنرال عَــنتَرَهْ … فـي عرَبـات الخَـسّ ، و البـطّيخ … فــي البـاصـات ، فـي مَحطّـة القطـار ، فـي جمارك المطـار.. فـي طوابـع البريـد ، في ملاعب الفوتبول ، فـي مطاعم البيتزا … و فـي كُلّ فئـات العُمـلَة المُزَوَّرَهْ … فـي غرفَـة الجلوس … فـي الحمّـام .. فـي المرحاض .. فـي ميـلاده السَـعيد ، فـي ختّـانه المَجيـد .. فـي قُصـوره الشـامخَـة ، البـاذخَـة ، المُسَـوَّرَهْ … مـا من جـديدٍ في حيـاة هـذي المـدينَـةُ المُسـتَعمَرَهْ … فَحُزنُنـا مُكّرَّرٌ ، وَمَوتُنـا مُكَرَّرٌ ،ونكهَةُ القهوَة في شفاهنـا مُكَرَّرَهْ … فَمُنذُ أَنْ وُلدنـا ،و نَحنُ مَحبوسُونَ فـي زجـاجة الثقافة المُـدَوَّرَهْ … وَمُـذْ دَخَلـنَا المَدرَسَـهْ ،و نحنُ لانَدرُسُ إلاّ سيرَةً ذاتيّـةً واحـدَهً … تـُخبرنـا عـن عَضـلات عَـنتَرَهْ … وَ مَكـرُمات عَــنتَرَهْ … وَ مُعجزات عَــنتَرَهْ … ولا نرى في كلّ دُور السينما إلاّ شريطاً عربيّاً مُضجراً يلعبُ فيه عَنتَرَهْ … لا شـيء – في إذاعَـة الصـباح – نهتـمُّ به … فـالخـبَرُ الأوّلُــ – فيهـا – خبرٌ عن عَــنترَهْ … و الخَـبَرُ الأخـيرُ – فيهـا – خَبَرٌ عن عَــنتَرَهْ … لا شـيءَ – في البرنامج الثـاني – سـوَى : عـزفٌ – عـلى القـانون – من مُؤلَّفـات عَــنتَرَهْ … وَ لَـوحَـةٌ زيتيّـةٌ من خـربَشــات عَــنتَرَهْ ... و بـاقَـةٌ من أردَئ الشـعر بصـوت عـنترَهْ … هذي بلادٌ يَمنَحُ المُثَقَّفونَ – فيها – صَوتَهُم ،لسَـيّد المُثَقَّفينَ عَنتَرَهْ … يُجَمّلُونَ قـُبحَهُ ، يُؤَرّخونَ عصرَهُ ، و ينشُرونَ فكرَهُ … و يَقـرَعونَ الطبـلَ فـي حـروبـه المُظـفَّرَهْ … لا نَجـمَ – في شـاشَـة التلفـاز – إلاّ عَــنتَرَهْ … بقَـدّه المَيَّـاس ، أو ضحكَـته المُعَبـرَهْ … يـوماً بزيّ الدُوق و الأمير … يـوماً بزيّ الكادحٍ الفـقير … يـوماً عـلى طـائرَةٍ سَـمتيّـةٍ .. يَوماً على دبّابَة روسيّـةٍ … يـوماً عـلى مُجَـنزَرَهْ … يـوماً عـلى أضـلاعنـا المُكَسَّـرَهْ … لا أحَـدٌ يجـرُؤُ أن يقـولَ : " لا " ، للجـنرال عَــنتَرَهْ … لا أحَـدٌ يجرؤُ أن يسـألَ أهلَ العلم – في المدينَة – عَن حُكم عَنتَرَهْ … إنَّ الخيارات هنا ، مَحدودَةٌ ،بينَ دخول السَجن ،أو دخول المَقبَرَهْ .. لا شـيء فـي مدينَة المائة و خمسين مليون تابوت سوى … تلاوَةُ القُرآن ، و السُرادقُ الكبير ، و الجنائز المُنتَظرَهْ … لا شيء ،إلاَّ رجُلٌ يبيعُ - في حقيبَةٍ - تذاكرَ الدخول للقبر ، يُدعى عَنتَرهْ … عَــنتَرَةُ العَبسـيُّ … لا يَترُكنـا دقيقةً واحدَةً … فـ مَرّةَ ، يـأكُلُ من طعامنـا … و َمـرَّةً يشرَبُ من شـرابنـا … وَ مَرَّةً يَندَسُّ فـي فراشـنا … وَ مـرَّةً يزورُنـا مُسَـلَّحاً … ليَقبَضَ الإيجـار عن بلادنـا المُسـتأجَرَهْ.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي