ويعتبرون أن ما حققوه من نصر لا منة ولا فضل لأحد عليهم فيه. فخبراتهم وشجاعتهم وقراراتهم وجنودهم وخططهم هم من كانوا سبب النصر والانتصار. أما حين تلحق بهم الهزيمة,فالكل يتهرب من تحمل المسئولية, ويحملها لغيره, ولحليفهم الاستراتيجي. فالكل في الهزيمة جبناء, ويصبح حالهم كحال حمام قطعت المياه عن أجرانه, فلا تسمع سوى الصراخ والشتائم والسباب, وإن دلفت بابه لتستوضح الأمر, فلن ترى سوى العراك. باختصار شديد يمكن القول: ليس باراك سوى واحد من ساسة وجنرالات إسرائيل الذين يعشش الإجرام والإرهاب في عقولهم ونفوسهم , ويمتهنوه صنعة وحرفة في حياتهم. ولفرط غبائهم لم يكتشفوا بعد, أنهم باتوا مثار للسخرية والمسخرة, حتى داخل المجتمعين الإسرائيلي والأمريكي. وأن كلامهم سخافات ليس لها من معنى. وأنهم أجبن من أن يجرأ الواحد منهم من أن يقرن قوله بفعل أو عمل. فترهات الصهيونية وأساطيرها وأسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر باتت من مخلفات الماضي. فزمن التهديدات ولى إلى غير رجعة. والقرار اليوم ومستقبلا لم يعد لجورج بوش وباراك ونتنياهوا وأولمرت. وإنما لصاحب الحق ,لأنه الأجدر والأقوى. وخاب ظنهم حين راهنوا على أن العدوان الأمريكي على العراق وأفغانستان سيفتح لهم نافذة أمل جديدة , تخلصهم من هزائمهم ومن مقولة بن غوريون . إلا أن الهزائم التي تضرب القوات الأمريكية بعنف وقوة, والمشاكل التي باتت تعصف بالولايات المتحدة الأمريكية. بددت أحلام ومطامح الامبريالية والصهيونية والإسرائيليين. ثم أن بسالة فصائل المقاومة الوطنية في لبنان وفلسطين والعراق, قزمت إسرائيل وتركتها غير مرهوبة الجانب, ولا يحسب لها من حساب. وباتت إدارة الرئيس جورج بوش هي الأخرى تجتر هزائمها, وتترك مهمة هضمها للإدارة الأمريكية القادمة للتهرب من إعلان الهزيمة, ومن خطر المحاسبة على تصرفاتها وسياساتها الإرهابية والإجرامية. والرئيس جورج بوش المرتبك ,محكوم عليه أن يزور ويزوره المهزومين والفاشلين من أمثاله فقط.
جنرالات وساسة إسرائيل حين يحققون انتصارا يعربدون ويتفاخرون, ويسيئون للعرب والإسلام بأقذع الكلام.
فالجنرال والسياسي الصهيوني إيهود باراك , الذي هدر حياته في عمليات الإجرام والقتل والتدمير والإرهاب.
وحاليا يتزعم حزب العمل الإسرائيلي للمرة الثانية. ويشغل وحاليا وزيرا للدفاع, وسابقا رئيس وزراء. وتقلد الكثير من المناصب والمسئوليات في الجيش والموساد, وشارك في الكثير من عمليات الاغتيال. وخاض الانتخابات الإسرائيلية عدة مرات. وهواياته متعددة ولا يتسع المجال لذكرها, وجميعها ذات طابع إجرامي وإرهابي. وحتى أنه وزوجته يملكن الكثير من الشركات الاقتصادية. ويعبدن المال من الشيكل إلى اليورو والإسترليني والدولار, ويسعيان دوما للحصول على المزيد منه, ولا يشبعن من جمعه. وكل ما يسعى إليه باراك هو نفس ما يسعى إليه باقي ساسة وجنرالات إسرائيل. والذي يتلخص بإقامة إمبراطورية إسرائيلية, تكون مركزا تجاريا واقتصاديا وصناعيا ومخابراتيا و تجسسيا.وساحة فسيحة لشركات المرتزقة, للعبث بأمن دول العالم, وتوظيف المال لخدمة المشروع الصهيوني بهدف السيطرة.وهذا ما ظهر جليا في العراق وجورجيا.
ومع أن التهم بدأت تطارد الجنرال موفاز على أنه مجرم حرب, لأنه كان يأمر بقتل 70 فلسطيني في كل يوم. إلا أن باراك يتحدى موفاز وباقي حكام وجنرالات إسرائيل بسؤاله: من هو أكثر مني قتل من العرب والفلسطينيين؟ بل حتى أن سؤاله جعله شعارا لحملاته الانتخابية. ويظن أنه بهذا السجل الإجرامي , وبهذه الفذلكة من الثرثرة بات منظرا وفيلسوفا ورجل الصهيونية وإسرائيل الأول. الذي يحق له من أن ينظر لمستقبل العالم وإسرائيل. فهو يرى أن الشرق الأوسط لا يشبه أوروبا الغربية أو شمال أميركا, بل هو محيط لا رحمة فيه للضعيف غير القادر على حماية نفسه. وينصح الإسرائيليين بأن طريق النجاة يكون فقط عندما تكون لهم دولة ذات عيون مفتوحة, و مستقرين وواثقين من أنفسهم, وأقوياء, ويراقبون ما يجري من حولهم, وغير خائفين من رؤية الواقع كما هو.وأن عليهم حين يمدون يدهم للسلام, أن تكون يدهم الأخرى قريبة من الزناد. وهو على خطى الأحمق جورج بوش في نشر الرعب والخوف والقلق في المجتمع الإسرائيلي. فهو على الدوام يلقي الرعب والخوف في قلوب وعقول الإسرائيليين. وبنفس الأسلوب الذي يسلكه الرئيس جورج بوش مع الأمريكيين.حين يتركهم نهب الرعب والقلق. وإسرائيل بأسرها بنظر باراك موجودة ضمن مرمى النيران.وعناصر حزب الله يتحصنون جيدا جنوب نهر الليطاني وشماليه. وبعد أن ينتبه بأن كلامه سيدفع بهم لسلوك طريق الهجرة من إسرائيل, يلجأ للكذب ليهدأ من روعهم, ولكي يعزز من ثقتهم بكيانهم الصهيوني. فيطمئنهم قائلا بأنه : يتم إعداد الجيش الإسرائيلي للقتال, لتحقيق نصر واضح. بشرط توفر الوحدة لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجه إسرائيل على المستوى الأمني والسياسي. وليهدأ مخاوفهم من خطر المشروع الإيراني الذي ساهم هم وباقي زعماء إسرائيل من نشره في المجتمع الإسرائيلي, يقترح عليهم الحلول التي يراه مناسبة , والتي عبر عنها بقوله: إيران تشكل تهديدا للنظام العالمي, وحان الوقت للرد بواسطة العقوبات لا بالأقوال, ويجب أن يشارك في ذلك روسيا والهند والصين. ويضيف قائلا: في كل الأحوال علينا الإبقاء على كل الخيارات مفتوحة,إذا تحرشوا بنا أو هاجمونا,فإننا نعد الجيش الإسرائيلي لكي يقاتل ويحقق نصرا لا تسويات فيه,وعلينا أن نجد الطريق الفضلى من أجل إحراز النتيجة الفضلى بأقل أضرار ممكنة. ويهيج الأمريكيون والأوروبيون بعوائه ونحيبه ليستجدي منهم العون والمدد, وليثيرهم بالخطر, وكأنهم بنظره ثيران يتهيجون بمنظر اللون الأحمر. ويوضح لهم على أنهم مهددون كما هي مهددة إسرائيل. فالكارثة بنظره, هي في حيازة إيران للسلاح النووي. لأن الجهود التي تبذلها إيران في برنامج صواريخها تشير إلى أهداف أبعد من إسرائيل. وأن صواريخها في السنوات المقبلة, سوف تطال جميع الدول التي تفاوضها بخصوص ملفها النووي عدا الولايات المتحدة الأمريكية. ولا يترك أحدا من شره وشروره. ويتناول الجميع بالذم والقدح والتحقير.فيتهم رئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون والقيادتين السياسية والعسكرية, بأنهم لم يتصرفوا بحكمة ,حينما لم يضعوا حدا لقوة حزب الله, ويقول: أن إسرائيل دفعت ثمن قلة خبرة قياديها السياسيين الذين أداروا الحرب على لبنان عام 2006م. ويعتبر القرار 1701الذي وضع حدا لحرب 2006م, لا قيمة ولا معنى له وغير مجدي. لأن حزب الله وسوريا وإيران يقومون بكل ما يريدون في لبنان, بل أن حزب الله ضاعف عدد الصواريخ الموجودة في حوزته ثلاث مرات منذ انتهاء الحرب. وهذا الكلام هدفه النيل من وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني التي كانت وراء صدور هذا القرار. ويوصف باراك القراربقوله: إسرائيل تخلت عن سيادتها بالقرار 1701 وأعطت قرارها لغيرها حتى ولو كان حليفا لها. ويمقت ويكره ليفني , ويحقر كل فعل وتصرف لها حتى ولو كان شيء من أمرها أو يخصها بيتها كامرأة. وهو من قال صراحة: لست مقتنعا بان تسيبي ليفني مؤهلة لأن تجيب عن أسئلة بشأن مسائل أمنية مهمة يتعين على رئيس الوزراء الإسرائيلي أن يكون قادرا على الإجابة عليها لا عند الساعة الثالثة صباحا ولا عند الثالثة بعد الظهر. ولكن ليفني ترد على باراك بقسوة وتقول: باراك هرب مذعورا من لبنان عام 2000م. وهنا يلجأ باراك ليدافع عن نفسه ويقول: سحبي للقوات عام 2000م كان لوضع حدا لمأساة استمرت 18 عاما, وحزني عن مقتل ألف جندي. والحرب بين باراك وليفني وأولمرت , ما هو سوى خلاف بين عشاق إرهاب وجريمة دب بينهما الشجار على القيادة والزعامة. ولذلك حين أعلن باراك انه يسعى ليكون رئيس الوزراء الجديد, ويمسك بيديه بالقرار السياسي والعسكري والتربوي والتعليمي. ردت عليه ليفني بأنها هي من ستكون رئيس الحكومة لا كما يتخيل ويحلم باراك, وأنها ستحقق له أمنية واحدة من أمنياته وأحلامه,بتعينه من قبلها وزيرا للتربية والتعليم. ويصب باراك جام غضبه على الاتفاق الأمريكي الإسرائيلي لمنع إيران من تحقيق طموحها النووي, ولو للأغراض السلمية. لأن الموقعين عليه من الادارة الجمهورية في واشنطن, وكاد يما والليكود في إسرائيل, بنظر إيهود باراك كانوا قاصرين وجهلة وحمقى وأغبياء,فجاء اتفاقهم قاصر على شاكلتهم. وغير قابل للتطبيق لعدة أسباب . أهمها:
ومع أن الأمريكيين يعتبرون باراك ذكي وذو قدرة تحليلية نادرة, ومجرب. إلا أنهم متفقون على أن باراك تنقصه القدرة على القرار والثقة, واللذان هما عنصران أساسيان لكل من يسعى لقيادة الدولة. وهذه السلبية وحدها تحط من كل صفاته ومؤهلاته وشخصيته وقدراته القيادية. ولذلك رفضت الادارة الأمريكية طلب بارك تقديم مساعدة عسكرية لتحسين قدرات إسرائيل العسكرية بحيث تخولها توجيه ضربة ضد المنشآت النووية الإيرانية. بل أنهم حذروهم من مغبة شن مثل هذه الضربة, ومع عرضهم تحسين دفاعاتها لمواجهة صواريخ أرض ـــ أرض فقط. ونبه باراك على أن شن مثل هذه الضربة سيسيء إلى مصالح الولايات المتحدة الأميركية , وحتى فلن يسمح للطائرات الإسرائيلية باستخدام المجال الجوي العراقي للوصول إلى إيران. والإدارة الأمريكية باتت تعرف أن هجوما على إيران قد يولد أجيالا من الجهاديين لا حصر لهم ولا عد. ولا ترغب في الغرق في المستنقعات أكثر فأكثر. وأنها وبلادها أضحت في موقف حرج ومعقد وبالغ الصعوبة. والهجوم على إيران سيزيد في غرقها أكثر.
حتى أن أفرايم هليفي رئيس الأركان الإسرائيلي السابق. بات يسخر من باراك وحكومة إسرائيل وتهديداتهم الجوفاء. حين وصف تصرفاتهم بقوله: إسرائيل تستخدم تكتيك أمسكوني وإلا فأنني سأقوم بعمل جنوني. أو حين وصف حالة إسرائيل إبرا هام بورغ رئيس كنيست إسرائيلي سابق,حين قال: نهاية المشروع الصهيوني على عتبات أبوابنا, وهنالك إمكانية حقيقية لأن يكون جيلنا آخر جيل صهيوني. وحتى أن صحيفة بديعوت احرنوت نشرت مقالا قالت فيه: مرة وإلى البد أدركوا في دولة إسرائيل جيشا ومدنيين أننا لسنا متفوقين على بني البشر, وأننا لسنا الجيش الأفضل في العالم,وقادتنا السياسيون ليسوا نموذجا مثاليا, فنحن قد نخسر ونفشل ونهزم مثل الآخرين. فحرب لبنان الثانية لم يكن لها من داع, ولم تبعد شبح الحرب المقبلة بل العكس هو الصحيح. وباراك على الدوام يتوعد إيران وحزب الله وحركتي حماس والجهاد وفتح, بأنه سيوجه ضربات قاصمة لهم. والمضحك أن تهديداته تقصم ظهور الإسرائيليين فقط. فلا من احد يحسب حسابا لبراك وغير باراك, لأنهم سرعان ما يتراجعون عن تهديداتهم. والإسرائيليون مصدومون بافتضاح فساد وفشل ساستهم وجنرالاتهم, والتي بدأت إسرائيل تحصد نتائجها الكارثية. وباتوا أكثر قناعة بمقولة ديفيد بن غوريون والتي لخصها بقوله: إسرائيل ستزول عندما تهضم هزيمتها الأولى. ولهذا السبب يعمد ساسة وجنرالات إسرائيل على اجترار الهزائم فقط, ليتهربوا من هضمها, وهم يراهنون على الزمن والظروف قد تعيد لهم سيرتهم الأولى وتنقذهم مما هم فيه.
ونذكر من تنفعه الذكرى: إن تبجحات زعماء إسرائيل من شاريت إلى بن غوريون وأشكول ودايان وشارون وبيغن وغولدامائير وشامير ,كانت جميعها تبجحات فارغة وكاذبة, ونيلهم من العرب والجيوش العربية ليس له من سند. فهم حاربوا العرب بدعم من القوى الاستعمارية, وتواطؤ من الشرعية الدولية التي ظن العرب أنها ستلتزم جانب الحق والعدل, وهو ما لم يحصل. حيث حاصرت القوى الاستعمارية الدول العربية, ووقفت مع الصهاينة بكل ما تملك. ولذلك في حرب تشرين لم يكن أمام غولدامائير ووزرائها وجنرالاتها سوى البكاء والنحيب. ولولا الدعم الأمريكي, والتدخل بقواها الجوية والصاروخية والسياسية لما كان لإسرائيل من وجود.
الخميس: 11/9/2008م
بريد إلكتروني: [email protected]
[email protected]
[email protected]
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية