شنّت الإدارة الذاتية، التي أقامها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي شمال سوريا، شنت هجوماً على مؤتمر "الرياض"، المقرر عقده بينَ 8 و10/ كانون الأول/ديسمبر الجاري بحجة لا يلبي آمال وتطلعات الشعب السوري، فيما ألمحت إلى أنها ستعقد مؤتمرها الخاص، في وقت قمعت مظاهرات كردية خرجت ضدها في مدينة "الدرباسية" شمال الحسكة، أمس السبت.
قالت "منسقية الإدارة الذاتية" في بيان لها إن "مؤتمر الرياض للمعارضة السورية ينعقد دون التمثيل الحقيقي للشعب السوري، وبالتالي فإن مخرجاته لن تمثل تطلعات وآمال هذا الشعب، والهدف منه إيجاد مظلة لبعض القوى الظلامية الإرهابية، مضيفة أن "الإدارة الذاتية غير معنية بكافة مخرجات المؤتمر، وستعتبرها وكأنها لم تكن، ولن يستطيع أحد مهما كان أن يفرض عليهم أي قرار أو توجه لم يشاركوا فيه".
وبدورها، قالت نائبة رئيس هيئة الخارجية في الإدارة، التي يقودها حزب الاتحاد، أمينة أوسي: "حتى الآن لم توجه أي دعوة إلى ممثلي الإدارة الذاتية الديمقراطية أو لقوات سوريا الديمقراطية"، مشيرة إلى أنهم بصدد "التحضير لعقد مؤتمر يشارك فيه جميع ممثلي الشعوب السورية، وسوف نعلن قريباً تأسيس مجلس سوريا الديمقراطية"، حسب ما نقلت وكالة "هاوار" المقربة من الإدارة الذاتية الكردية.
وكانت الخارجية السعودية عملت على توسيع عدد المدعوينَ إلى مؤتمرِ المعارضة السورية في الرياض، إلى 100 بدلاً من 65 عضواً، وسْطَ تكثيفِ الجهود لحلِّ العُقَد والوصولِ الى تمثيلٍ أوسع للمعارضة السياسية والعسكرية كي تتفقَ على وفدٍ مُوحد يضم 40 شخصية، ورؤية مشتركة للتفاوضِ مع وفدِ النظام، من ممثلي الائتلاف الوطني، هيئة التنسيق الوطني، القيادة العسكرية، فضلاً عن سياسيين مستقلين ورجال أعمال ورجال دين.
وكشف السياسي الكردي، عبد العزيز تمو، أن "مؤتمر سوريا الديمقراطية سينعقد بالتوازي مع مؤتمر الرياض للمعارضة، في الداخل السوري، وتحديداً بمدينة رميلان التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي، مناصفة مع النظام، وسيحضره حسب التسربات بحدود 500 شخصيةً سورية بصفات فردية أو شخصيات اعتبارية كأحزاب أو منظمات جميعها في الداخل السوري، وأخرى في الخارج كحركة "قمح"، التي يرأسها هيثم مناع، أو جبهة التغيير، التي يرأسها قدري جميل، بالإضافة لأحزاب شيوعية وقومية منخرطة في الجبهة الوطنية التابعة للنظام، وكذلك أحزاب ومكونات الإدارة الذاتية.
وأكد "تمو" في حديث لـ"زمان الوصل"، أن "مؤتمر رميلان، محاولة إيرانية فاشلة لترديد مقولة المعارضة غير موحدة، مع أن من سيجتمعون في رميلان لا وجود لأي معارض بينهم، لأن المؤتمر ينعقد تحت رعاية النظام أصلاً، وتحت أنظار عسكريين أمريكيين يقيمون في رميلان، ويدربون قوات سوريا الديمقراطية فيها".
وقال السياسي الكردي إن "المؤتمر سيعقد 8-9 الشهر الجاري، بالتوازي مع مؤتمر الرياض وتحت رعاية الإيرانيين والروس، لإيجاد مظلة سياسية لقوات سوريا الديمقراطية، وإعطاء شرعية لما يسمى "معارضة الداخل" مشيراً إلى "أن المشاركين هم: هيئة التنسيق، حركة قمح، جبهة التغيير، الحزب الشيوعي السوري، حركة الاشتراكيين العرب، الاتحاد الاشتراكي العربي، الاتحاد السرياني، الحزب التقدمي الكردي (عبد الحميد درويش)، الحزب الديمقراطي الكردي (نصر الدين ابراهيم)، الحزب الديمقراطي الكردي (جمال ملا محمود)، الحزب اليساري الكردي، حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، حركة المجتمع الديمقراطية، قوات حماية الشعب الكردي، قوات سورية الديمقراطية، المجلس العسكري السرياني، قوات السوتورو، قوات الصناديد، غرفة عمليات بركان الفرات، لواء ثوار الرقة، وتشكيلات عسكرية أخرى تابعة لهم."
واستغرب السياسي الكردي، مشاركة هيئة التنسيق الوطنية، في مؤتمر الرياض كشخصية اعتبارية، وهي بنفس الوقت عضو باللجنة التحضيرية لمؤتمر رميلان في الحسكة، والذي تنصل منظموه من نتائج مؤتمر الرياض قبل أن تظهر.
وعبر موقع قناة "روسيا اليوم" عن موقف روسيا، حين اختار عنوانا لخبر حول مؤتمر الرياض يقول: مؤتمر الرياض للمعارضة السورية.. "جيش الإسلام" مدعو و"الاتحاد الديموقراطي" غير مدعو.
ونقلت القناة عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف قوله "إن وفد المعارضة السورية يجب أن يضم جميع أطياف القوى المعارضة، ويجب ألا يكون هناك "تعامل انتقائي" وألا يكون أي فريق يروق لأحد اللاعبين الخارجيين هو المهيمن على غيره"، في إشارة إلى عدم دعوة الحزب الكردي.
وفي السياق ذاته، أصد أكثر من 350 ناشطاً في الجزيرة السورية بيانا، يطالبون فيه بطرد صالح مسلم من مؤتمر الرياض في حال تمت دعوته تحت ضغط روسي، باعتباره يتزعم حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يقود أجنحة عسكرية عدة، متهمة بانتهاكات ضد نشطاء الثورة السورية من جميع القوميات شمال سوريا، وضد قرى عربية بأرياف الحسكة والرقة وحلب.
كما نظم المجلس الوطني الكردي في مدينة "درباسية" مظاهرة مناهضة لقرارات الإدارة الذاتية، التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي، خرجت يوم أمس السبت، انطلقت من أمام مقر محلية "الشهيد جوان قطنة"، التابعة للمجلس في مدينة الدرباسية شارك فيها العشرات، من أنصار الأحزاب السياسية الكردية المنضوية تحت سقف المجلس.
وقالت مصادر من حزب الديمقراطي الكردستاني –سوريا، إن مسلحي "آسايش" و"الحماية الجوهرية" التابعين لحزب الاتحاد الديمقراطي، قمعوا المظاهرة، وردوا عليها بترديد شعارات تمجد حزب العمال الكردستاني وزعيمه عبد الله أوجلان.
وكان حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، أعلن قبل أكثر من عام، عن تأسيس إدارة ذاتية، يوم 21 كانون الثاني/يناير 2014، لها أجهزتها الأمنية والعسكرية، ومحاكمها، ومؤسسات شبيهة بمؤسسات الدول، في 3 مقاطعات هي عفرين وعين العرب والجزيرة (شمال الحسكة)، وذلك قبيل انعقاد مؤتمر"جنيف2" بيوم واحد، بعد يأسه من الدعوة للمؤتمر بصفته أحد أطراف المعارضة، كل ذلك دون أن يواجه أي مضايقات وعوائق من النظام وحلفائه، في حين بدأ يستثمر تنافس المحورين الروسي والأمريكي للحصول على أكبر قدر ممكن من الدعم ضد القوى العسكرية الأخرى في سوريا.
محمد الحسين - الحسكة - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية