أظهرشريط فيديو مجتزأ من فيلم "اغتيال حلب" أكبر منشدي حلب الحاج "أحمد حبوش" وهو يبكي منزله القديم المدمر في حي "الأنصاري" الشرقي بحلب وينشد له موالاً مؤثراً من تلك الموالات التي اعتاد على ترديدها في حفلاته.
وبدا الحاج "حبوش" في الشريط الذي تداوله ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يدخل من تحت سيباط صغير إلى منزله التقليدي، ويقف إلى جانب بحرة مثمّنة وسط الديار ويبدأ بالإنشاد: "فو الله ما مال الفؤاد لغيركم وإني على ضنى جور الزمان صبو"، فيما بدت مشاهد التدمير على أنحاء محتلفة من المنزل كالدرج الحجري والقاعات والواجهات المطلة على الباحة". ويتابع :" فمتّم ولم يبعد عن القلب حبكم وغبتم وأنتم في الفؤاد حضور".
ويكمل "حبوش" مواله وهو يقف فوق سدة في المنزل ويطل على الباحة: "أحي باب قلبي هل سواكم لعلتي طبيب بداء العاشقين خبير". ويستدرك بتأثر واضح: "هم علموني البكا ما كنت أعرفه ياليتهم علموني كيف ابتسم".
وتقترب الكاميرا من وجه المنشد وقد بدت علامات التأثر والحزن عليه قبل أن يضيف:"هم أرضعوني لبان الحب في صغري وعندما تعلقت روحي بهم فطموا".
ويبدأ بترداد تنويحات مبكية ثم ينظر يمنة ويسرة في أرجاء المنزل ويمسح دمعه.
والمنشد "أحمد حبوش" من مواليد مدينة حلب حى "باب الحديد" 1957، عمل في الإنشاد الديني منذ ما يقارب 35 عاماً، وكان لمشاهد الدمار التي عصفت بسوريا أشد الأثر في داخله، حيث كان يقيم في مدينة نيويورك الأمريكية، فقرر العودة إلى بلاده وغيّرت هذه العودة من حياته بشكل جذري بعد أن انضم إلى الثوار الذين يقاتلون نظام الأسد مع 17 فرداً من أعضاء فرقته، وكرّس فنه لدعم الجيش الحر، وألف ولحن "أحمد حبوش" مجموعة من الأناشيد الحماسية منذ انضمامه إلى صفوف المعارضة.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية